يجهل الكثيرون النمل الأبيض وماهية الخطر الذي تشكله حشرة صغيرة عمياء،تشكل في حكمها دماراً للبيئة،وفي ظهورها خلال الخريف والربيع كارثة كبرى.
ظهر النمل الابيض في قضاء العارضة في مدرسة البلاونة،هذا ما كشفته مديرية زراعة البلقاء والأغوار في محافظة البلقاء من خلال مهندسيها الذي لم يذكروا اسماءهم نتيجة لتجاهل الادارة شكاوى المواطنين حول تعرضهم للنمل الابيض ،إذ يقف المهندسون عاجزون عن فعل شيء أمام مكافحة هذا النمل لما تحتاج مكافحته إلى تكاليف كثيرة قد تصل الى اربعة لترات من المبيد الحشري القوي والسام لكل متر مربع في المناطق الزراعية.
كما يحتاج الى كمية غزيرة من هذه المبيدات في المناطق السكنية والتي تحتاج بعضها إلى الحفر بجانب المباني لمكافحته تدمير المنشآت والمباني الإسمنتية والاثاث،ولتجنب الكارثة الصحية والتسمم للمواطنين كما يتعين خلال مكافحة هذا النمل الابيض اخلاء المنطقة المصابة من السكان وبالتالي يمكن مكافحته حال انتشاره،أما أن تمت مكافحته بالطرق التي يتخذها المواطنين فهذا لن يقف عائقاً أمامه،فالنمل الابيض يأتي من داخل الارض ليدمر المباني ويدخل مدمرا اثاثها وآكلاً ثرواتها.
مستعمرات النمل الابيض الفتاكة أقل ما توصف به هذه الاسراب التي تتكون من آلاف الجنود مهمتها وعملها وطعامها واحد كلها تجتمع في تدمير المباني والمنشآت والمحاصيل والاشجار والبيوت واثاثها وثرواتها, تعمل هذه الحشرة دون ان تأسف على دمار بيت أو وطن!!
وفي حال تضع الملكة كل دقيقة ست بيضات،فالأمر يستدعي المكافحة العاجلة لهذا النمل الابيض, خاصة أن هذا الوقت يساعد على تكاثرها ونموها بشكل كبير, فلا بد من وضع الخطة اللازمة لمكافحته والقضاء عليه او منعه من حدوث اضرار جسيمة داخل القضاء قبل انتشاره وتدميره لمبنى المدرسة والمزروعات،وعدم الانتظار حتى هجرته فربما يجد هذا النمل المسكن مريح داخل قضاء العارضة ولا ينوي الهجرة أو الرحيل!!
ربما يستغرب الاخوة القرّاء لتناولي الموضوع بقلق, ولكن في حقيقة الأمر النمل الابيض يهدد حياة شعبٍ أن انتشر بكثافة, وفي حال مكافحته بالمبيدات التي تصل الى اربع لترات في المتر المربع الواحد قد يلوث البيئة, ويسمم الطيور ويقضي على الكثير من الكائنات الحية.
أخيرا أتمنى أن تعي الجهات المعنية بخطورة الموقف وتقوم على مكافحته بالطرق الصحيحة والتي تم الاعلان عنها في مؤتمرات كثيرة وتوصف خطورة هذا النمل.