رئيس الحكومة وحفظ الأمانة راتب عبابنة لا أظن أن الشعب الأردني فد ابتلي بحكومة كالحكومة الحالية لا تفعل ما تقول وتقول ما لا تفعل. تلقي باللوم على الظروف المحيطة والحال الإقتصادي المتردي وشح الموارد دون التجرّؤ على تسمية الأشياء بمسمياتها ودون محاولة البحث عن الحلول.
وما جدوى الحديث عن كوننا محدودي الموارد وكوننا نمر بضائقة اقتصادية ومديونية تتزايد وكأنها في سباق مع الزمن؟؟ تشخصون المرض ولا تحركوا ساكنا باتجاه الحل وإن فعلتم فالمواطن هو ملجأكم حتى أفرغتم ما بجيبه الذي لم يكن يكفيه أصلا. بين ليلة وضحاهى نصحو على قرار يزيد من معاناتنا وأعبائنا ويدفع بالحراك المتفجر و"القطعان" الكادحة والشباب الذي لا يجد وظيفة للصدام مع الدولة والنظام. ولا تبدو هذه الحكومة المتحكمة عابئة بردة فعل الناس الذين أصبحوا على يقين بأن السيد فايز الطراونة ترأس الحكومة ليتحدى الشعب ويثقل حمله ويضيِّق عليه سبل عيشه.
لقد رفع أسعار المحروقات في بداية عهده "الميمون" والذي جاء بعد أيام معدودة من وراثته لكرسي رئاسة الحكومة وبعد تباكيه على حال المواطن وتأكيده على العمل على ما من شأنه أن يخفف من الأعباء التي تثقل كاهل المواطنوما هي إلا أيام ونقض وعده ولحس أول تصريح له غير محترِمٍ كلماته التي يمكن أن تكون سببا باحترامه لو وقف عندها.
ولم يكن محترما لعقل المواطن بل معتبرا المواطنين أغناما يسوقها لحضيرتها ويخرجها منها متى شاء وكيفما شاء. ثم أتحفنا بقانون الإنتخاب المثير للجدل وهو يعلم علم اليقين بحكم موقعه الوظيفي أن غالبية الأحزاب والقوى السياسية والناخبين لديهم تحفظ شديد مسبق لهكذا قانون،ورغم كل ذلك ظل مصرا على السير عكس التيار العارم ليخرج القانون بالصورة المحكوم عليها مسبقا.
رغم الحملة الإعلامية المحمومة والتسهيلات غير المسبوقة وتزويد مكاتب الأحوال المدنية بطواقم من القوات المسلحة للمساعدة بتسريع عملية الحصول على البطاقة الإنتخابية وفتح مكاتب للتسجيل في كل حي تقريبا, بهدف جذب الناخبين للتسجيل والذي هو ليس نهاية المطاف،لازلنا لا نثق بالأرقام المعلنة لأعداد المسجلين. ألأهم من ذلك قناعة واقتناع الناس بالذهاب لصناديق الأقتراع والتصويت.
ما الذي يجعل الناس تثق بمخرجات أصواتهم وهي ترى الحكومة تتلاعب بها جهارا نهارا؟؟ وهذه ليست دعوة للناس لعدم التصويت بل نقلا للواقع وتذكيرا لدولة الرئيس ومن يهمه الأمر إن كان هناك البعض بوجود خلل وتصدع بحاجة لمن يعلق الجرس بإصلاحهما.
وها هو الآن يرفع أسعار البنزين والديزل بشكل جنوني ومفاجئ من غير مقدمات. لقد اعتدنا قبل رفع الأسعار أن نستشعر الرفع أو نسمع ونقرأ تسريبات بخصوص الرفع وتبريره بقصد تهيئة الرأي العام لتخديره ببطئ لتقبُّل ما هو قادم من ابتلاء. وسؤالنا للرئيس لماذا لم تعمل على خفض المحروقات عندما انخفضت أسعارها عالميا قبل شهرين وقد وصلت لحد يستوجب التعديل لصالح المواطن؟؟ لقد بررت يا دولة الرئيس رفعك لأسعار المحروقات بأنك أقسمت على حفظ الأمانة خدمة للوطن. والله كل غيور سيؤيدك بذلك لو فعلا لمس منكم الغيرة.
لكنكم تقتلون الوطن بالمواطن وتقتلون المواطن بالوطن. وقولكم "خدمة الوطن" يعني أنكم لاتعلمون أن الوطن وبهذه الظروف الحالية بالذات هو المواطن،وهذا الطرح كان الأجدر بك توجيهه للذين باعوا الوطن ومكتسباته وأفسدوا وعبثوا بالوطن شرعبث لكنكم أثبتم أن فاقد الشيء لا يعطيه.
طرحك دولة الرئيس غبر موفق ولا يقال للشعب الغيور بل أهله الذين يعملون على على خراب الوطن والمواطن لا يملك أن يبيع وطنه، فأين أنت من حفظك للأمانة التي تخدم الوطن عندما بلغت كلفة زيارتكم مع مرافقيكم وحاشياتكم التي بلغت مليوني دينار أو دولار لدولة التشيك؟؟.
ألم يكن الشعور بقسم الحفاظ على الأمانة حاضرا هناك؟؟ وهذا يذكرنا بازدواجية أمريكا التي تحلل لنفسها ولإسرائيل وتحرم نفس الحق على الفلسطينيين. فأمانتكم والبرّ بقسمكم تطبقانهما عندما يمعنان بغير صالح الوطن وعندما يمعنان بغير صالحكم سرعان ما تتحللوا منهما.
كم من الأقارب والمقربين والأصدقاء والأصهار وأصحاب المحسوبيات قد قلدتموهم من المناصب الرفيعة وكأنكم تديرون مزرعة خاصة وليس وطنا بملايينه،والأسماء معروفة وآلية تنفيعها وارتباطاتها وأهدافها معروفة أيضا. وذلك راجع لعدم مسائلتكم ومحاسبتكم من ضمير أو شعور صادق أنكم تحملون الأمانة والإخلاص بخدمة الوطن والحفاظ على الدستور والتي أقسمتم عليها. لقد رحبتم بقدوم اللاجئين لدرجة التشجيع على اللجوء مبررين ذلك بالأخوة والإنسانية والعروبية والضيافة الأردنية.
وأبديتم استعدادكم وجاهزيتكم حتى صاروا حملا ثقيلا على الدولة والمواطن عبرتم عنه بكل الوسائل وعلى لسان كل مسئول. وها أنتم تطلبون الغوث العاجل من كل الدنيا وتصريحاتكم توحي وكأن الأردن منطقة كوارث أبعد الله كل مكروه عن الأردن إنه سميع مجيب. إ
اذاً قراراتكم متسرعة وغير مدروسة وضارة تطلبون بها السمعة والمدح لكنها انقلبت عليكم. وليس القصد هنا التنكر للاجئين وصدهم بل دعوة لاتخاذ خطوات محسوبة وتقديم تعهدات نستطيع الإيفاء بها حتى يبدو الأردن صاحب مصداقية وليس طالب سمعة. وعنما تصرحون بأن أعداد اللاجئين قد فاقت توقعاتكم فهذا لا يعفيكم من مسئولية التسرع ومسئولية تحميلكم ما لا نستطيع حمله ورحم الله امرءا عرف قدر نفسه فوقف عنده.
وعندكم معالي وزير الإتصال الناطق باسم حكومتكم الذي كثيرا ما يحاول التذاكي واستغباء الناس واستعباطهم سيرا على نفس النهج المستخف والمستهتر،فقد صرح يوما وبمنتهى التفاخر والزهو بأن الحكومة قد انتهت من عملية الإصلاح وقامت بما يتوجب عليها بما يخص عملية الإصلاح والكرة أصبحت بمرمى الشعب.
هل لهذه الدرجة وصل بكم الفجور حتى تعتقدوا أن الناس ستشتري ما تتفوهون به وأنتم تنقلبون عليهم وعلى رأس النظام؟؟ هل ما سبق يصدر عن وزير وصحفي وإعلامي يفترض أنه متمرس وذو باع طويل بالتحليل والكتابة والعمل الصحفي؟؟ وهو دائم التظاهر بالمثالية ومحاولة اللجوء للخطاب الديبلوماسي في الوقت الذي يستدعي الحال للمصارحة والشفافية.
وما شفافيتكم إلا متجلية ومزهوة عند المصائب والنوائب التي تجلبوها بأيديكم. ونذكركم يا دولة الرئيس أن وزير الإتصال الناطق باسم حكومتكم هو واجهة الأردن أمام الصحافة والإعلام والعالم الذي يرصد صورة الأردن السياسية ويقيمه على أساسها ويبني مواقفه تجاهنا على ضوئها.
ما سبق من سرد لبعض صنيعكم يدل على مدى ما تؤمنون به من استهتار بالشعب واستخفاف بعقله. ويضيف تأكيدا لنظرة التعالي والفوقية لديكم. إنكم مازلتم ماضون بتحدي الشعب. تدفعون نحو التأزيم والتوتير وزيادة الإحتقان لخلق جو مجهز ومكتمل الأسباب والدوافع والمبررات لأن يعلن عصيانه ويتصادم مع الدولة والنظام. وبذلك تكونوا قد بلغتم مبلغكم من تدمير للوطن ليصبح مهيأ لقبول الحلول المفروضة والمرفوضة بعد أن تكونوا قد أجهزتم على المواطنين.
إنكم با دولة الرئيس تدفعون بالوطن نحو الهاوية وتجيشون الشعب ضد رأس النظام لأنكم لم تتركوا هامشا للشعب أن يحتمل أكثر مما احتمله من تخبط بقرراتكم الرعناء وغير المدروسة حيث تقررون ما شئتم وكأنكم تسوسون بهائم تسيّر بالقوة. وما زلتم تديرون الوطن بعقلية ومعطيات الخمسينيات والستينيات التي تجاوزناها ولم تعد لها مبرراتها.
ونهجكم هذا هو تأليب للناس على النظام ورأسه جلالة الملك. والله نهجكم هذا لا يخدم الوطن وقيادته بل تدفعون بالناس لاستنفاذ صبرهم وخياراتهم،ولا شك أنكم ترون وتعلمون أن الإحتقان دنى من الإنفجار والمعاناة تزداد والصبر ينفذ والعيش تضيق سبله والأعباء تتكاثر،وها أنتم تضربون المواطن بقراراتكم العرجاء والمجحفة التي تعيد للذاكرة الأنظمة الشمولية والإستبدادية التي تنظر لمواطنها أنه مدين لها بحياته ووجوده والأكسجين الذي يستنشقه فمنه حسب طاقته وله حسب حاجته.
العقل ممنوع من التفكير والمشاعر مكبوتة والأفواه مكممة ومن يقوم بعكس ذلك مصيره وراء الشمس. ذلك هو الإستعباد بعينه في زمن الحريات واستقواء في زمن المساواة وظلم في زمن العدل وابتزاز في زمن الرخاء وإفقار في زمن الإستغناء.
حمى الله الأردن والغيارى عل الأردن،والله من وراء القصد