آخر الأخبار
  النشامى يجري تدريبه الأخير مساء الأحد للقاء المنتخب السعودي   زيارة تاريخية لرئيس الوزراء الهندي إلى الأردن   الدوريات الخارجية: ضبط مركبة تحمّل 22 راكبًا إضافيًا   الأرصاد: أجواء باردة نسبيًا الأحد وأمطار متوقعة الاثنين   بتنسيق أميركي .. مؤتمر حول "قوة غزة" في الدوحة   ترامب يهدد بـ "رد شديد" بعد هجوم تدمر الذي أسفر عن مقتل جنديين أميركيين ومترجم مدني   "المواصفات والمقاييس": حظر بيع (الشموسة) والتحفظ على 5 آلاف مدفأة من ذات النوع .. ورقابة مشددة قبل وبعد طرحها في السوق المحلي   نقابة الصحفيين تدعو المؤسسات الإعلامية لإنهاء التسويات المالية المطلوبة قبل نهاية العام   بيان امني حول "صوبة الشموسة": وفاة جديدة لشاب في عمّان   البدور: تثبيت مقر المجلس العربي للاختصاصات الصحية في الأردن   الصبيحي: 53.3% من مشتركي الضمان الفعّالين تقل أجورهم عن 500 دينار   النعيمات يغيب عن الملاعب مدة تتراوح بين 4 و 7 أشهر   الشركس: قوة الدينار الأردني تمثل حجر الزاوية في بيئة الأعمال   مدير عام الضمان: إلغاء التقاعد المبكر أمر مستحيل   حالة الطقس في المملكة حتى الثلاثاء .. وتحذيرات هامة للأردنيين   هل سيتم استدعاء موسى التعمري إلى صفوف النشامى لتعويض غياب النعيمات؟ .. مصدر مسؤول يجيب   الاردن: تفاصيل حالة الطقس الليلة وغداً الاحد   هل يستطيع النعيمات اللحاق بالمونديال؟.. طبيب يرد ويوضح   الأمير علي: كنتم على قدر المسؤولية .. وقلوبنا مع يزن   الإحصاءات: انخفاض أسعار المنتجين الصناعيين خلال 10 أشهر

عيد بأي حال...

{clean_title}

ألف سنة ونحن نردد: عيد بأي حال عدت يا عيد ؟ فأية مسيرة هذه التي نُصِّر عليها منذ القرن الرابع الهجري ؟ وكم هي قليلة بُقع الضوء التي اخترقت هذا الليل الطويل !! ربما أحيا العرب العيد مرة بانتصار على الصليبيين، ومرة بالخروج من النير العثماني ومحاولة بناء نهضة جديدة ، مرة باستفاقة هبّت من سورية ومرة من مصر ، مرة بانبلاج مقاومة عربية لأجل فلسطين، مقاومة فلسطينية عابرة للأقطار وعابرة للطوائف والأديان والأعراق، فيما ظنناه سيكون نموذجاً لعالم عربي حديث، مرة بتحرير جنوب لبنان ، ومرة بانتفاضة بدا وكأنها ستغير المعادلة على الأرض .

لكنها بُقع أشبه بجلد النمر الذي أصبحته فلسطين ، بعد أن أُريد لنا أن نقتنع أنها أُخرجت أمام مدفأة في غرفة مظلمة في بلاد باردة بعيدة ، من نار الاحتلال إلى حلم الدولة ، فإذا النار هي النار والحلم الذي كان ثورة تحول إلى سراب. يتحول الثُوار إلى موظفي سُلطة لا يدفع لهم إلا من عطايا الدول المانحة، صديقة العدو (التي ليس بينها أية جهة ثورية). أُعيدت الثورة إلى بيت الطاعة النفطي والغربي ، بعد أن كانت عروس النيل قد زُفت إلى سيدها ، وبدا العمل على إدخال العالم العربي كله ، خطوة خطوة، إلى غرف هذا البيت الذي لا يقصر تعدد الزوجات على أربع ...وما ملكت أيمانكم!!

عيد بأي حال عدت يا عيد ؟! وكافور يتناسل ويتوالد، وسيف الدولة لا يعرف أيواجه سيوف الروم أم سيوف العرب ، وخولة لا تموت على سريرها في حلب ، بل تتوزع أشلاؤها على كل الجدران ، فيما لا حمامة تواسي أبا فراس في قاعدة انجرليك. أما المتنبي فيختم قصيدته بصرخة في سِره : يا علي بن الحسين، اذهب استشهادياً لمواجهة سيف فاتك الأسدي ومَن معه من قُطاع الطرق ، علّك تترك بذلك لهذه الأمة التي ستحتاج الشحن المعنوي قروناً وقرون ، خاتم أُسطورة لك فيها قدر من اسمك ، مرتين ، وقدر من إرثك التموزي مراراً.

إرث ليس إلا واحداً من تجلياته قدر عيسى بن مريم. وبذا كنت نبياً لا متنبياً ، لكن إرثك استمر وتكرر من دون الحاجة إلى ادّعاء النبوة ، وإلى حمل وزر هذا الجنوح بديلاً عن الاسم الجميل الحقيقي. هكذا مضى أنطون سعادة إلى مواجهة قاتليه على طريق برّي بين دمشق وبيروت ، وهكذا مضى يوسف العظمة لمواجهة قُطاع الطرق الفرنسيين على طريق ميسلون ، هكذا مضى سعيد العاص وعز الدين القسّام على طريق سورية- فلسطين، وهكذا مضت قوافل وقوافل من وجوه من نور على طريق استعادة وجه سيف الدولة فوق أسوار الثغور. وبالمقابل عادوا.

من يقطن أرض الروم وعينه على أرض العرب بفعل الجغرافيا السياسية؟ ، ومن يقطن همجية المغول والتتار وحقدهم على الحضارة والانفتاح ؟ من ورث روما ومن ورث هولاكو؟ من ورث مارك سايكس وجورج بيكو؟ من ورث جابوتنسكي ومن ورث بن غوريون؟ من ورث حاكم المحيمات والمندوب اللورد كرومر ومقولته الشهيرة في بداية القرن العشرين: " ليس المهم من يحكم مصر، بل المهم من يحكم من يحكم مصر ".

 لكن الأمر الأكثر ايلاماً هو ما كتبه الأمير شكيب ارسلان قبل قرن: " ما من فتح فتحه الأجانب لبلاد المسلمين إلاّ كان نصفه أو قسم منه على أيدي أُناس من المسلمين، منهم من تجسس للأجانب على قومه ، ومنهم من بثّ الدعاية بين قومه ، ومنهم من سلّ لهم السيف في وجه قومه وأسال في خدمتهم دم قومه " هنا ألمْ الحال التي عاد بها العيد يا علي . تشتت القرن الرابع الهجري ، ومن يحكم من يحكم دويلاته ، والواقع الذي يؤلم الأمير المناضل... وليت دون هذا العيد بيدا دونها بيد.