كل عام وأنتم بخير ...بدأت إجازتكم وانتهت اجازتي ، وها انا اعود الى مستطيل شعبي هذا بعد أن قضيت اجازتي مرميا على جاعد الكسل ولم اقم بأية نشاطات تذكر عدا القراءة ، حيث انجزت قراءة عدد من كتب الرحالة الذين زاروا الأردن في القرن قبل الماضي اضافة الى رواية (دروز بغداد) الحاصلة على جائزة البوكر العربية ، وكتاب (الشاعر الشعبي سالم القنصل) الذي اصدره حفيده وصديقي العزيز خليل القنصل ، وما زلت قيد قراءة كتاب (الحرب المقدسة) الذي اهداني إياه صديقي المهندس سعيد المسحال الحي الوحيد من أول خلية تأسست في حركة فتح، وهو كتاب رائع وصادم يبين لنا درجة التشابه والمطابقة بين الحروب الصليبية والإحتلال الصهيوني لفلسطين كحركات استعمارية بحت تستغل الدين من اجل التسويق الإعلامي فقط لا غير.
انتهت الإجازة ولم اكتب سوى عدة اسطر على الفيسبوك دفاعا عن اخي نبيل اثبتها هنا على سبيل المماحكة : « يسعد العالم...اخيرا وقف اخي نبيل غيشان رئيس تحرير العرب اليوم أمام القضاء بعد ربع قرن من الإلتزام القانوني المفرط، الخلاف كان على ان العرب اليوم قالت ان تكلفة زيارة الرئيس الى دولة التشيك بلغت 2 مليون نيرة، بينما تقول الحكومة انها 25 الف فقط.
انا مني وعلي اقول انه اذا كانت تكلفة زيارة دولة التشيك هي 25 الف فقط ، فإن على الحكومة فك التشيك الحديدي الذي وضعته على الدوار الرابع ضد اعتصام الأيتام، والذي كلف 60 الف دينار.... عليها فكه وبيعه والسفر بالمبلغ مرتين ثانيتين الى دولة التشيك، مع 10 الاف دينار زيادة يمكن اعتبارها مصروف جيب ...!!
..الله لا يجيبك يا طولة البال». انتهى الإقتباس
في هذه الإجازة اكتشفت كم كنت غبيا في السابق ولم استغل وقتي بالمطالعة المكثفة، وكنت اكتفي ببضعة وريقات يوميا إضافة الى القراءات الإنترنتية المستعجلة التي نادرا ما تعلق بالدماع،واتخذت قرارا بالإستمرار بالقراءة المكثفة حتى اشعار آخر . اكتشفت اهمية ان نتثقف باستمرار، حتى نعرف كم اننا لا نعرف . وها انا اعلنها حربا شعواء على مكتبتي العامرة بالكتب العذراء.
اكتشفت ايضا ان وجودي وعدمه واحد في المجال الإعلامي ، اذا استثنيا البعد الترفيهي الذي تحفل به المقالات الساخرة عموما كنت مجازا لكن الحرب ضد الفساد لم تنحسر ، كما انها لم تنجد جديدا ، وكان حضوري وغيابي مجرد رقم لا يدخل في المعادلة الكبرى ، التي تشي بأن الفساد أصبح مؤسسة عملاقة لها كتابها وأساطينها وقادتها وأنها لا تتأثر كثيرا بما نكتب عنها ، الذي لا يغدو كونه كتابة على طريقة : (أوسعتهم شتما فأودوا بالإبل).
لا اريد التنكيد عليكم
...كل عام وأنتم بخير