آخر الأخبار
  للاردنيين .. اليكم أبرز تفاصيل المنخفض الجوي   "رياض حسن" بقبضة ادارة العمليات العسكرية في سوريا   صحيفة: إسرائيل تواصلت مع الأسد عبر واتساب   الأمن العام: إلقاء القبض على أربعة أشخاص قاموا بالاعتداء على سائق مركبة وتحطيم مركبته بمحافظة إربد   إعلام لبناني: توقيف حفيدة رفعت الأسد ووالدتها بمطار بيروت   السفارة الصينية في الأردن: تمديد تخفيض رسوم تأشيرة الدخول للصين   محافظ دمشق: لا نعادي الاحتلال الإسرائيلي   الافتاء": المساعدات المقدمة الى غزة الاسبوع الماضي تجاوزت الـ 2 مليون دينار   تحويل السير اثر حادث تصادم بين 4 سيارات بنفق صويلح   كتلة هوائية باردة تؤثر على الأردن بدءا من اليوم   خبير اجتماعي: مليون عامل أردني بلا حماية   تصريح رسمي حول انتشار الانفلونزا في الأردن   سوريا .. تصفية شجاع العلي المشتبه بتورطه في جرائم مسلحة   خطة أمنية شاملة خلال فترة امتحانات الثانوية العامة   مهم من وزارة العمل حول أخر يوم للإجراءات التنظيمية للعمالة الوافدة   مراكز الإصلاح تُمكّن أحد نزلائها من اجتياز متطلبات الماجستير   مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي الشوابكة   "جمعية البنوك الاردنية" تبشر الاردنيين بخصوص أسعار الفائدة للعام القادم   أمطار قادمة للمملكة في هذا الموعد!   الأردن يرفض اقتحام وزير أمن الاحتلال للمسجد الاقصى

بأيّ حالٍ...؟

{clean_title}

ربما، وفي ملايين المرات التي رددت فيها أفواه وحناجر عربية بيت المتنبي الخالد «عيدٌ بأية حالٍ عُدتَ يا عيدُ/ بما مضى أم لأمرٍ فيك تجديدُ»، فإن ما آلت إليه أحوال الأمة، وفي مقدمتها حمّام الدم النازف منذ شهور عديدة في شقيقة القلب سوريا، تجعل البيت القديم المتجدد يحمل مشروعية مضاعفة، ويلامس شغاف قلوب أتعبتها الحيرة، ونال منها الشتات، وتاه منها اليقين.

نعم، لا يحمل سؤال العيد عن الأحوال التي عاد بها عامنا هذا، في لحظتنا العربية الراهنة، قيمة وصدى كالذي يحمله هذه المَرّة المُرّة. ولم تنطقه قلوب وعقول وأرواح كما فعلت وسوف تفعل عيد الفطر الذي هلّ اليوم أو يهلّ غداً،وإن كان المتنبي في حاضرة أيامه التي انقضت بعنفوانها وصخبها وإبداعها وعبقريتها، قد عانا من كافور إخشيدي واحد، فإن كوافير كثيرة قد تلاعبت بمصير أمة منذورة دائماً للفداء، منكوبة بالتخبط، عرضة للطامعين.

وإن كانت المؤامرة في عصر مضى، قد حملت بين طياتها مختلف مفردات تفكيكها، واكتشافها، والإلمام بمعطياتها وروافعها وآلياتها، فإن مؤامرات عالمنا المعاصر محمية بالتكنولوجيا، ومحصنة بالقوى الاستخباراتية العاتية، ومتباهية بالحماية الدولية والقوانين الأممية والأنظمة اللوجستية المنتشرة في مختلف حواضر أمة بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان، ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان.


«أما الأحـبة فالبيـداء دونـهـم/ فليـت دونك بِيداً دونـها بيـدُ»، وأي بيداء يا عبقريّ الشعر وحكيم الشعراء؟ أي بيداء رمت برملها وسرابها حول الأحبة في الأرض التي لم تنكرهم يوماً؟ وظلت على مدى التاريخ تحدب عليهم وتهدهد جراحاتهم؟؟
سيظل العيد رغم كل الأسى، بوابة الفرح الممكن، ومنجم الدهشة الكامنة في عيون الصغار، وسيظل أطفال بعمر الورد والشهد والنعناع، يخبئون ملابسه الجديدة تحت طي الوسائد، وأحصن غرف القلوب.. سيظلون ينشئون له أغنيات البهجة، وينشدون على أبوابه أهازيج المسرّات «بكرة العيد وبنعيّد» و»الليلة عيد عالدنيا سعيد» ومواويل فرحانة أخرى.

سيظل العيد في مجتمعاتنا باب وصل وصلة ووصال، ولحظة انعتاق من أسر الوظيفة وسؤال العيش الذي تشتدّ قسوتُه يوماً إثر آخر،وسيظل جيراننا وأصدقاؤنا الرائعون يمطروننا بكعكه، ونشاركهم طقوسه وواجباته، ونأمل ويأملون أن يعيده الله على الأمتين العربية والإسلامية، وقد طَلُعَ، مثل نورٍ ساطعٍ، يَقينُها، وبانَ آخر أنفاقها، ولاحت في المدى الممتد حمامة مليئة عيونها بالسلام والوئام، فيا عيد الأعياد بَلّغْ أحبًّتَنا نشيدَ الأنشاد: «أصَخْرَةٌ أنَا، ما لي لا تُحَرّكُني/ هَذِي المُدامُ وَلا هَذي الأغَارِيدُ/ إذا أرَدْتُ كُمَيْتَ اللّوْنِ صَافِيَةً/ وَجَدْتُهَا وَحَبيبُ النّفسِ مَفقُودُ/ ماذا لَقيتُ منَ الدّنْيَا وَأعْجَبُهُ أني بمَا أنَا شاكٍ مِنْهُ مَحْسُودُ/ أمْسَيْتُ أرْوَحَ مُثْرٍ خَازِناً وَيَداً/ أنَا الغَنيّ وَأمْوَالي المَوَاعِيدُ».