هل فقراء الأردن سيكونون على موعد مع خطّ غير خط الفقر ذات يوم ..؟ هل سيمسكون بخط الفقر و يلعبون فيه ( شبرة قمرة شمس نجوم ) ..؟ أو يمسكون بالخط اللعين و يجعلونه ( خط باص ) يلفّ الأردن و يدرّ عليهم اكتفاءً ذاتياً ..؟!
أما يستحي الفقرُ من الأطفال ..؟ أما يحدث نفسه ولو مرّة : عيب أحرم طفلا من شبح بسكليت ..أو من موزة جلدها ( قشرها ) صار أسود ..أو من تفاحة فيها من الكدمات أكثر من كدمات الملاكمين في حلبات المصارعة ..؟!
هل مكتوبٌ على الفقير أن يبقى في أمنياته التي يستحي أن يعلن عنها صراحة ..؟ أمنية في (زفر وهُبر ) لا جهاد فيه ..يأتي بلا تعب ..! أمنية في ملابس لا تدخل أحلامك السبعة كل يوم و تتنقّل كيفما تشاء ..ولا تطالها إلا بظروف خاصة جداً فيها من الانكسار و الحسرة والقهر ..هذا إذا حصّلتها ..! و أمنية أخرى ألا تضيع وقت الزحام وأنت تقف على طابور الدواء أو تشخيص المرض لأنك لا تملك تأميناً أو لأن تأمينك لا يؤهلك أن تمشي في العلاج للنهاية ..فأنت مواطن درجة ليست موجودة على السلّم ..!
آه على الفقر ..كم قتل أمنيات ..وكم عمل مجازر ..وكم غيّر و بدّل من أقدار ..! و الذي يزعجني الآن ..والعيد على الأبواب ..أن أمةً بكاملها عقودها الأخيرة تسكنها و تسكن أطفالها ذاكرة الحرمان من كل شيء ..بالإضافة إلى طعم الهزائم و الدم اللذين لا يندثران ..!
العيد يمشي إلينا و لا نمشي إليه ..والمشكلة أنه لا يطرق الباب ..بل يدخل و يجلس ..وويل لأمة لعيدها فاتورة يجب أن يدفعها كل شخص ولو كان معدَماً ..!
ويل لأمة صار عيدها ضريبة غير ضرائب الحكومات ..عيد لا سعادة فيه ..!