دكانة مناصب
"الدولة لا تشكو قلة المال ، و إنما أمانة الرجال" ، العبارة التي هزت قبة البرلمان ، و جعلتنا على امل بأن الوطن سيشهد نقلة نوعية في الأداء ، و على مختلف الصعد ، الا ان يانصيب الوظائف الأخيرة ، خيبت الامال في أية خطوة أو كذبة اصلاحية ، فالأردنيات عجزن ان يلدن من الكفاءات الا ابن هذا و ذاك ، أو نستورد من هنا و هناك شخصيات لا ندري أبجدياتهم الوظيفية ، او الخلطة السحرية التي أهلتهم ليكونوا على كراسي الوظائف العليا .
ووسط التهكمات و الإحباط الشعبي جاءت ردة فعل جلالة الملك عبد الله الثاني و ترأسه لاجتماع مجلس الوزراء للاستفسار عن واقع و أسس التعينات الأخيرة والتي كانت من نصيب اشقاء السادة النواب.
كجوائز ترضية ، واجترار للوظائف ، فالمسؤول لا يفنى ، وانما يدور بين المناصب فلابد أن يتربع على كل المديريات و المؤسسات الوطنية ، فانتهت الخبرات بهم ، فهم خلاصة الخبرة و مجمع الوطنية والانتماء .
دولة الرئيس أين أنت من التوجيهات الملكية بأن قادم الأيام للشباب ، للدماء الجديدة ، للأهلية ، للكفاءة و المنافسة البحتة ، بعيدا عن مؤامرة محمد يرث ، و محمد لا يرث ، فالدولة و مؤسساتها لأبنائها القادرين على النهوض بها و ليس توزيع مكتسباتها ضمن اي صورة غير محقة .
الأيام شواهد ، و اليوم انت في اعلى السلطة و المواطن لم يعد متفرجا بل شريكا في صياغة ما يريد ، الرابع الذي تم ادانته من قبلنا و من قبل الأخرون خشية على الوطن و على انغماس بعض المخربين فيه ، سيكون صوتا و سيفا على رقبة كل من تجرؤ على الوطن و مؤسساته ، على كل من أقسم على حمل الأمانة و المسؤولية و استغلها بوابة للنفوذ و الشهرة .
فمن أقال الملقي قادر على أن يلحق بحكومة خلفه به ، فلا انجاز يذكر ، ولا خير يشكر ، حكومة على المواطن و ليست له ، حكومة صندوق النقد و حكومة التنفيعات ، لن ندفن رؤسنا في الرمال كما النعام ، بعالي الصوت سنطالب بالوطن ، لن ندعكم تعيثون فيها فسادا و تتجرؤون عليه أكثر .
عاش الوطن ، وعاش قائده ، و عاش شعبه ، و خاب كل من ظلم و تجبر ، الأيام قادمة و سنرى منكم و نسمع أقبح الأعذار و أبشع التبريرات ، فكفى ضحكا على الذقون ، فالشعب لم يعد مغمض العينين ، فالحقيقة واضحة ، ولا يمكن ان تغطى الشمس بالغربال .