وسط صمت عربي وإسلامي كامل، تتخذ سلطات الاحتلال الصهيوني واحدا من أخطر القرارات الخاصة بالأقصى، في وقت يتسابق فيه مرشحا الرئاسة الأمريكية لتقديم الولاء والانتماء لإسرائيل، تزلفا للصوت الإسرائيلي، ويبلغ التزلف مداه حينما يعلن المرشح الجمهوري «ميت روميني» المورموني الديانة، اعترافه بالقدس عاصمة لكيان العدو، غير معط وزنا لمليار ونصف المليار من أتباع محمد -صلى الله عليه وسلم- ممن يعتبرون المدينة المقدسة وقفا إسلاميا بوصفها تضم الأقصى أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين!
وفيما يتعلق بالأقصى تحديدا، ها هي بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس، تصدر أخيرا قراراً خطيرا يقضي بتحويل باحات المسجد الأقصى إلى حدائق وساحات عامة، لإلغاء تبعيّتها للمسجد وفتح المجال أمام اليهود لدخولها في أي وقت، وفي الوقت ذاته يترافق هذا القرار مع سماح الاحتلال -ولأول مرة في شهر رمضان- بدخول المستوطنين والمتطرفين إلى باحات المسجد الأقصى إضافة إلى اعتقال إمام المسجد الأقصى أثناء سجوده في صلاة الفجر الجمعة الماضية ومنع المصلين من إتمام الصلاة بعد اقتحام عدد من الجنود الإسرائيليين المسجد بصورة مفاجئة، إضافة إلى منع المصلين من الوصول إليه، وفرض إجراءات أمنية صارمة تحد من وصول من هم في سن الشباب للمسجد والاقتصار على من هم فوق الأربعين عاما!
وفق ما يقوله الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية داخل اسرائيل، فثمة قرائن أن العد التنازلي لبناء الهيكل المزعوم قد بدأ، ولربما لا يعلم كثيرون أن الاحتلال يحاول فرض امر واقعي بتواجد يومي في الاقصى بمعدل 450 مستوطنا أو 300 جندي بلباسهم العسكري شهريا، ويتعامل مع ساحات الأقصى كأنها ساحات عامة تابعة لبلدية القدس، بينما هي مساحة شرعية من مساحة الحرم الشريف التي تبلغ 144 دونما.. ناهيك عن حركة الحفر اليومي تحت أساسات المسجد ومنع من هم دون أربعين عاما من أهل فلسطين من دخوله.
الأقصى يتيم، ولا أحد يلقي بالا له هذه الأيام، إلا أصحابه والمدافعون عنه ممن بقي من القابضين على الجمر في فلسطين، ولا نقول في هذه الأجواء إلا ما قاله قائل العرب:» للبيت رب يحميه»!