رمى الدكتور هايل عبيدات بنفسه طواعية في عش الدبابير ولن يعرف ابدا من اين تأتيه اللسعة قوية كانت او اقوى فهو اكلها سواء انتبه ام لم ينتبه لانه غرد خارج السرب وعبث بمكونات لم يكن يجرؤ احد على نبشها وعليه تحمل عواقبها ولن يغدر به الغادرون وهو متنبه لهم بل سوف ياتوه من تحته ومن فوقه مع ان الشياطين مصفدة في هذا الشهر الكريم.
مدير الغذاء والدواء فعل القوانين وعقد دورات لزملائه من صغار الموظفين وكبارهم وطلب اليهم ان يتنبهوا لمستوى الغذاء الذي ينساب باتجاه افواه المواطنين سواء في المولات الضخمة او محلات السوبرماركت او المطاعم التي يقبل المواطنون على ما تنتجه لهم بعد يوم صيام طويل لا يعرفون ماذا ياكلون لان كل همهم ان يكلوا ويسدوا رمقهم وان يشربوا ويوقفوا جفاف حلوقهم.
الغذاء تتسرب منه حشرات ومواد سامة وتنخفض فيه مستويات النظافة وتتلاشى فيه اخلاقيات من يريد ان يبيع اكبر كمية ممكنة من المواد الغذائية بسعر عال او مواز للاسعار الدارجة فيكون ربحه اضعاف من يبيع بالحلال ويشتري بالحلال ويتبادل الابتسامة الصافية النقية مع الناس كل الناس وليس مع فئة محددة وجمهور لا يقهر ولا يمكن مغالبته لانه محمي وبالتالي فان ضحية ما تنفثه ايادي التجار هم المواطنون البسطاء الذين يبحثون عن بضائع رخيصة يحملونها اخر المشوار الى بيوتهم ليقول الابناء ان الاباء جاؤوهم بما يرغبون ولا يعرفون ان هذه المواد الغذائية اما انها تالفة او منتهية الصلاحية وانها لا تصلح للاستهلاك البشري وان التاجر اراد الربح وليس في ذهنه كم عدد المصابين ومن هم المصابون بل ان الاوضاع الصحية للمواطن هي اخر اهتمامات من باع ضميره من اجل حفنة من دريهمات معدودة لن يشعر معها بالهناء والراحة مهما طال الزمن او قصر لانه عاش على الحرام فاكل حراما واطعم اهله الحرام.
وفي رمضان ارتفعت وتيرة عمل مؤسسة الغذاء والدواء لان هايل عبيدات يشعر ان التجار يستغلون هذه المناسبة لتمرير اكبر قدر ممكن من البضائع التالفة الى المواطنين الملهوفين على شراء كل ما تقع ايديهم عليه بسبب كثرة المناسبات والدعوات فتقليل النفقات محمود فكيف اذا حصل المواطن على الكمية التي يريدها وبسعر اقل عندها لن يتردد في شراء تلك المادة بغض النظر عن صلاحيتها او انتهاء مدتها ولذلك كان لابد من تحصين الامر فلرمضان خصوصية كاملة حيث ضعف الرقابة وادخال مواد تالفة وتخزينها لا يرقى الى ابسط القواعد الصحية ومن الصعب ان يتم وضع مراقب على باب كل مخزن من المخازن التي تؤوي اطنان المواد الغذائية التي تطرح في الاسواق يومي وهناك بعض القطاعات التي يرتادها مواطنون لا هم لهم الا السمعة التي يختبيء وراءها التاجر او الصانع او صاحب المطعم وحتى اثناء الحديث عن اغلاق هذا المطعم او محل الشاورما او الحلويات او الشراب والعصائر او ملحمة او مستودع فانك تفاجأ ان الناس غير مبالية لصحتها فتجدها تصطف بالطابور على هذه المحلات لشراء منتجاتها وهي مغلقة او انها تضع يافطة مكتوبا عليها ان المحل تحت الصيانة بينما الواقع انه تحت الاغلاق والمراقبة والمتابعة.
هناك من يقلل من فاعلية ما تقوم به المؤسسة ولا تريد ان يقال انها تقوم بواجبها بل ان هذه الجهات تدعي انها كانت تقوم بمثل ما يقوم به هايل عبيدات ولكن دون ضجيج اعلامي ولكن لا يعرف هؤلاء ان الاعلام شريك في توعية الناس بما يقترفه التجار واصحاب الضمائر الغائبة عن الاخلاق واحترام كرامة الانسان وصحته ولا يضير المؤسسة ولا مديرها ان الاعلام سلط الضوء على ما يقومون به.