أوصتني زوجتي ، وللدقّة ،حذّرتني من « مغبّة « الاستمرار في « المشي» لمسافات طويلة. وذلك بعد ان عرفت أنني كائن « مشّاء». قلتُ لها أنني أحب المشي والاعتماد على قدميّ في المشاوير القصيرة والمتوسطة.
طبعا ،لم أكن صادقاً. فانا امشي حتى تتعب رجلاي.
كنتُ أمس ارتدي قميصاً لونه أزرق. وربطة عنق « كرافتة» ذات لونين ازرق سماوي وخمري . وشاءت الاقدار ان تتصادف جلستي بالباص، بجوار امرأة اكتشفت بمحض الصّدفة ان عينيها زرقاوان.
قلت: يا ولد ،يومك أزرق.
قبل ان اصل الى « موقف الجامعة»،كانت المرأة قد اخرجت رواية عرفتُ فيما بعد ان رواية « فتاة من ورق». وكان ذلك،حجّة وسبباً لي كي أتحدث معها باعتباري « مثقفا» مثلها.
تبادلنا الاراء حول الرواية وكاتبها « الفرنسي ميسو».. وأظهرت المرأة ذكاء ومعرفة بعالم الكتب والروايات،خاصة المُترجمة منها.
انشغلنا بالحديث،ونسيت أن أهبط في المكان المعهود.
واكتشفت انني عند « دوّار الداخليّة».
يااااه
صرختُ مثل « طرزان».. فادركت المرأة ذات العينين الزرقاويْن انني « تهت». فعرضت عليّ ان « نتسنكح في «جبل الحسين». وعندما سألتها عن «دوامها»،زعمت أنها «حُرّة» ولا بأس ان نسير معاً،وتكون ـ كما قالت ـ فرصة ان نتعارف أكثر.
قبل دوّار « فراس» كان ثمّة مقهى على الطابق الرابع. ولمحتُ بعض « الدخان الصاعد من هناك،فأدركتُ أن المقهى يقدّم « الارجيلة».
اقترحتُ على المرأة ان نجلس في « رُكن هادىء».
وافقت ، رغم « دهشتي».
اختارت مِقْعديْن يطلاّن على الشارع.
طلبتْ قهوة بدون سكّر وطلبت لنفسي فنجان « وسط».
تحدثنا وامعنتُ النظر في عينيها. وبخاصة وأنها المرة الاولى التي اتعرف على فتاة بعيون زرق.
ملاحظة : ( اغلب المعجبات والفتيات اللواتي أُعجبن او أُعجبتُ بهن كُنّ من ذوات العيون العسلية..)
قلتُ ربما كانت المرأة تضع « عدسات لاصقة» / لينسس.
فقلتُ لو أنني « ابعز عينها» بالخطأ كي اتأكد من «طبيعة اللون الأزرق».
كانت ذكية بما يكفي. ابتسمت،وقالت: إطمئن . انا عيوني زُرق وعاديات.
اعتذرتُ لها.
كنتُ سعيدا عندما غادرتُ المقهى،وبخاصة وأن المراة وعدتني بلقاء «مطوّل» في الايام القادمة.
سرتُ في الشارع وفكرتُ بوضع « خرزة زرقا « خوفاً على نفسي من الحسد ..!!