آخر الأخبار
  هل سيتمكن "الاحتلال" من القضاء على حماس؟ وول ستريت جورنال تجيب ..   بيت العمال : العفو العام سيشمل جميع المخالفات لأحكام قانون العمل التي ارتكبت قبل ١٩ آذار / مارس ٢٠٢٤   هذا ما ستشهده حالة الطقس غداً الجمعة   العيسوي يلتقي وفدا من منطقة المنارة بإربد   المعايطة يفتتح مركزي دفاع مدني شهداء البحر الميت والشونة الجنوبية   الحكومة تعلن عن تحويلات مرورية على طريق المطار - تفاصيل   11 مليون دقيقة اتصال خلال الربع الرابع بالعام 2023   النائب صالح العرموطي : هذا التصرف يتعارض مع احكام الشرع الحنيف وخرق فاضح لحرمة شهر رمضان المبارك   3 سنوات سجن وغرامة 1000 دينار بعد ضبط 1960 كبتاجون كان يخبئها في سيارته .. تفاصيل   إتصال هاتفي يجمع بين الصفدي ووزير الخارجية البريطاني وهذا ما دار بينهما   الحكومة تحذر من مخالفات "جمع التبرعات" .. تفاصيل   توجيهات من مدير الامن العام بشأن المتقاعدين العسكريين   التربية: انتهاء مهلة التسجيل لامتحان "التوجيهي" مساء اليوم   الإفتاء الأردنية توضح حكم تناول أدوية سد الشهية في رمضان   44.40 دينارا .. ارتفاع قياسي جديد على أسعار الذهب محليا   الربط الكهربائي الأردني- العراقي سيدخل الخدمة السبت المقبل   غرف الصناعة تطالب باشتراط إسقاط الحق الشخصي للعفو عن مُصدري الشيكات   مجلس الأعيان يقر مشروع قانون العفو العام كما ورد من النواب   بيان من الجمعية الفلكية الأردنية حول رؤية هلال عيد الفطر   بنك الإسكان يواصل دعمه لبرامج تكية أم علي بمشاركة واسعة من موظفيه في أنشطة شهر رمضان

يا صهبجية

{clean_title}
في المرحلة الفاصلة بين قرنين (التاسع عشر والعشرين) انتشرت في مصر فرق غنائية شعبية كان تتكون  من بين اصحاب المهن من المكوجية والنجارين والحلونجية ومن شابههم. كان هؤلاء يتميزون بنقاء الصوت  وقوته، لكنهم كانوا يفتقرون للثقافة الموسيقية ، فهم اقرب الى الأمية ، كما كانوا يفتقرون الى الكلمات ، فكانوا يغنون بكلمات فوضوية ، وأحيانا تكون بلا معنى مثل:»يا طالع الشجرة، هالي معك بقرة، تحلب وتسقيني، بالمعلقة الصيني».
هذه الفرق كانت تسمى بالصهبجية ، وهم من لحن وغنى عنهم الفنان الكبير سيد درويش أغنية (يا صهبجية)، وهم ايضا من تأثر بهم الفنان الكبير صالح عبد الحي في بداية تجربته الغنائية وتعلم منهم الكثير ونقله الى الأجيال القادمة، وحول اقاويلهم العفوية الى اغنيات خالدة.
تقول كلمات اغنية سيد درويش حول الصهبجية :
« أنا وحبيبي روحين في زكيبه، يتعلموا منا الحبّيبة،كدنا العوزل جتها زرية، يا صهبجية ، عايزين شوية، حاجة م الهيّه، حبة آهات على عيني  اه ياليلي على اللالي ).... الى آخره.
كانت فرق الصهبجية تشارك في الحفلات ، والفرقة التي تحوز على اعجاب الجمهور كانت تشتم وتضرب من قبل الفرق الأخرى الحاسدة أو الحاقدة، ونادرا ما كانت تنتهي الحفلات بدون خناقة كبرى شرطة ومخافر، والكثير من المصابين.
انتهت وزالت فرق الصهبجية في عقر دارها منذ قرن تقريبا، لكن التاريخ يكرر نفسه تارة على شكل مأساة وطورا على شكل ملهاة، وقد تكررت تجربة الصهبجية بشكل تراجيوكوميدي عندنا في الأردن وما تزال.
قوى المعارضة الأردنية تشبه الصهبجية في عفويتها وقدريتها وفوضاها، وقد تمتاز بعضها بنقاءالصوت والسريرة، وهي تتصارع فيما بينها لأسباب ومبررات لا تبتعد كثيرا عن اسباب خناقات الصهبيجة القدامى. وهذا ما يضعفها ويفككها ويهدد بزوالها كما زالت الفرق المصرية.
بعض مراكز القوى، ايضا  تشبه الصهبجية في عفويتها وقدريتها وفوضاها ، وقد يمتاز بعضها بنقاء الصوت والسريرة، وهي تتصارع فيما بينها لأسباب ومبررات لا تبتعد كثيرا عن اسباب خناقات الصهبيجة القدامى. وهذا ما يضعفها ويفككها ويهدد بزوالها كما زالت الفرق المصرية. وهي ايضا  تتخانق مع قوى المعارضة الصهبجية وتدميها وتؤذيها.
هل يحق لنا أن نحلم بصالح عبد الحي اردني يستطيع ان ينظم عمل الصهبجية في الاتجاهين ، او على الأقل نحلم بصالح عبد الحي للمعارضة  لتنسيق قواها بعيدا عن الصراع ،وصالح عبد الحي  لتنسيق القوى من أجل تفاعل اكثر جدوى مع صهبجية المعارضة؟؟؟
انه مجرد حلم ، وكم نتمنى أن لا يفسر بعكسه ، كما يحصل في الكثير من الأحلام.
وتلولحي يا دالية.