«أبو بريص» هو الاسم الشعبي لأحد أنواع السحالي ، وهو كائن محترم ومرفوع الرأس، لم يستدن باسم شعب البرارصة من صناديق العالم ونواديه المتنوعة ، ولم ينفق أموال الشعب على فخفخات المسؤولين وأجهزتهم بكافة أنواعها.
«أبو بريص « كائن متنوع ومستنير ، ومن كافة الأصول والمشاتل، فمنه الحرذون، ومنه السحلية، ومنه أبو بريص المنزلي، وأبو بريص البري بأنواعه الأزرق (لابس جينز) والبني والكاروهات ... وهو ، في كافة أصوله ومشاتله ومنابعه، محترم ووقور ولحية غانمة.
أبو بريص هو الكائن الوحيد الذي أعجز كمبيوترات الفرنجة . إذ رغم التقدم التقني والإنترنت والساتلايت والمودم والكمبيوتر البيولوجي والاستنساخ عن بعد ..إلا أن أذكى جهاز وصل إليه الفرنجة -حتى الان- يعجز تماما عن الإجابة عن السؤال التالي :
_ أبو بريص قبل ما يولد ابنه بريص ... شو كان اسمه؟
وقد سمعنا – والله اعلم بالصواب – بأن بعض الكمبيوترات قد انفجر لما عجز عن الإجابة على هذا السؤال ، فيما تلملم بعض هذه الكمبيوترات على نفسه حتى تحول إلى كرة صغيرة من الحديد والبلاستيك والسيليكون مثل ثقب أسود منبوذ في أوقيانوس الفضاء.
أما الحرذون فإن جميع التلامذة التيوس يعرفونه حق المعرفة ... إذ كنا نذبحه ونغسل بدمه أيادينا القذرة – بالوراثة – تحت اعتقاد راسخ بأن دمه يرد عنا أوجاع عصي الأستاذ الحانق ، لكن الأستاذ كان يمكر بنا ويأمرنا بقلب أيدينا حين نتلقى العقاب .... على كل ليس هذا ذنب الحرذون المحترم الذي هدر دمه في سبيل تياستنا.
أما أبو بريص المنزلي فهو كائن جميل يعمل على شكل( ريد ثلاثي المفعول ) ويقضي على الحشرات والزواحف التي تسول لها نفسها الاقتراب منه .. تجده أحيانا يتربص بالحشرة ويوهمها بأنه متوفى ،حتى تقترب، ثم ينقض عليها ويريحنا منها إلى الأبد.
عائلة أبو بريص الحرذونية تعتمد حيلة ذكية في الدفاع عن نفسها في الغابات ضد الأفاعي البالعة ، إذ حين تقترب الأفعى ويحس بالخطر يعمد الحرذون إلى العض بفمه على عود يابس طويل يكون أوسع من فتحة فم الأفعى ... فلا تستطيع أن تبتلعه حتى لو فتحت فمها على مصراعيه .
لو أراد المواطن العربي أن يحصن نفسه ضد الأفاعي... ترى!! كم يبلغ طول العود اليابس الذي يحتاجه المواطن للعض عليه ؟
لا شك بأنه يحتاج إلى عود أطول من قطر الكرة الأرضية.