ورد في إحدى الصحف المحلية خبراً مفاده أن وزارة المياه والري اشترت من الكيان الصهيوني وبشكل غير معلن ثلاثة ملايين متر مكعب من مياه بحيرة طبريا قبل نحو اسبوعين،وأردفت أن الشراء تم لمعالجة النقص الحاصل في مياه السدود، وأن عملية الشراء هذه قد حدثت في بعض الأعوام السابقة وليست الأولى من نوعها.
نحن نعرف أن الأردن من أفقر بلاد الدنيا بالمياه، وأن مصادر المياه شحيحة ولا تكفي لسد احتياجاتنا، ولكن السؤال: "لماذا نشتري من الكيان الصهيوني؟"،ولماذا لا نشتري من سوريا ومن سد الوحدة الذي يمتلئ بالمياه،ويمكن له أن يسد احتياجاتنا مهما بلغ بالإضافة للسؤال الآخر: "لماذا لا تتخذ الجهات المسؤولة الإجراءات اللازمة لملء سدودنا وتوسيعها؛ لكي تستطيع تلبية احتياجاتنا من المياه مهما بلغت؟".
وأيهما أولى أن تصرف الأموال على السفريات والسفارات والوفود التي تحضر مؤتمرات لا نستفيد منها شيئاً، سوى رغبة بعض المسؤولين في تغيير الجو وشم الهوا أحياناً مع العائلة، أم تحويل هذه الأموال للأغراض الضرورية لسد احتياجاتنا من المياه؛ بإقامة سدود جديدة أو توسيع السدود القائمة أو شراء المياه من سد الوحدة فقط؟
جميعنا يعرف أن منطقة الديسي مليئة بالمياه، وقد تم جر قسم منها لعمان لغايات الشرب، وحسب المعلوم والشائع -ولا أدري مدى دقته- أن منطقة الديسي تستطيع تقديم مياه بكميات كبيرة لأي غرض بما فيها تزويد السدود الأردنية بالمياه اللازمة لها لمعالجة أي نقص تعاني منه.
وأخيراً هذه لفتة نظر لعل المسؤولين عندنا يلتفتون إلى مصالح الوطني الضرورية، أكثر من انشغالهم بالمؤتمرات والسفريات وشراء المياه من الكيان الصهيوني.