حل علينا ضيف عزيز ,ضيف ننتظره كل عام بفارغ الصبر،فهو قريب الى النفوس ومحبوب الى كل القلوب،هذا الضيف هو شهر رمضان،شهر رمضان هو شهر المحبة والاحسان،شهر اوله رحمة واوسطه مغفرة واخره عتق من النار،انه شهر الصوم والامتناع عن تناول الطعام والشراب من طلوع الفجر وحتى غروب الشمس .
ايضا فهو شهر الاكثار من الصلاة والتقرب للخالق سبحانه وتعالى وذكره والتسبيح له ،وتلاوة القرأن وفهم معانيه،كذلك فهو شهر الخيرات والتصدق على الفقراء والمحتاجين ومساعدتهم ماديآ او عينيآ كإعطائهم الملابس او المواد التموينية او اللحوم او الحرامات ...الخ .
فهؤلاءالمحتاجون هم اعضاء في اسرتنا الاردنية الكبيرة , انهم إخوة لنا فلا بد من مساعدتهم وادخال البسمة الى نفوسهم والسعادة الى قلوبهم ,ورسولنا الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم يقول : مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .
كذلك فرمضان شهر المحبة والتسامح , فلا بد من نسيان الخلافات والمنازعات والابتعاد عن المشاحنات وتجنب الصراخ ورفع الاصوات،فهذا ليس من عاداتنا وتقاليدنا وشيمنا وصفاتنا . ايضآ لا بد لنا من وجوب الحرص على ارضاء الوالدين وصلة الرحم وزيارة الاقارب ومعاملة الجيران وسائر الناس معاملة حسنة وانسانية .
والذي يجدر ذكره في هذا المجال انه يجب علينا تعويد ابنائنا منذ صغرهم على الصلاة والصوم وتنشئتهم نشأة اسلامية وتربيتهم علي الاخلاق الفاضلة والحسنة،الى جانب ذلك رمضان شهر الراحة النفسية والجسدية فنحن بصومنا طيلة نهار كامل نريح معدتنا ،وفي المقابل علينا عدم الاكثار من تناول طعام الافطار والافراط في شرب السوائل والمشروبات الباردة تجنبآ لمشاكل صحية نحن في غنى عنها .
ولا بد لنا من الاقبال على تناول السحور فهو يعين الجسم على تحمل الجوع والعطش خلال النهار خاصة ونحن الان في فصل صيف حار ولاهب ونهاره طويل , ونظرآ لذلك لا بد لنا من العمل بشكل مناسب ومريح والا نعرض انفسنا كثيرآ للشمس.
والذي يلفت النظر ان الناس استعدوا للشهر المبارك منذ اسبوعين او اكثر بتزيين واجهات منازلهم بقناديل الاضاءة الملونة والمصابيح الجميلة والفوانيس ذات الاحجام والاشكال المختلفة فأهلآ بك يا رمضان ,ونتمنى لو ان كل ايام السنة رمضان المحبة والاحسان والخيرات . فهو يعودنا على الصبر وتحمل المشقات ويزرع في نفوسنا الحب والتقارب والابتعاد عن الحقد والكراهية وحب الخير للناس وتجنب الشماتة والحسد والغيرة القاتلة وقول الصدق والابتعاد عن الغش والكذب والمماطلة , ويدفعنا الى اخراج الصدقات والزكاة عن اموالنا وتقديمها كمساعدات لإخواننا المساكين والمحتاجين ومن اجل العطف والرحمة بكبار السن والضعفاء واليتامى .
وملاحظة اخيرة لا بد من الاشارة اليها لكونها هامة جدآ ويعمل بها قسم من اخواننا المواطنين وهي اكثارهم من السهر ومشاهدة الافلام والمسلسلات والاكثار من شراء المأكولات والحلويات والافراط في العزائم واقامة الولائم للأنساب والاصهار والاقارب , ويضطر بعضهم للاقتراض من اجل تغطية تكاليف هذه الولائم . ان هذا السلوك والتبذير يحرمه ديننا الاسلامي الحنيف , فلا بد من الاعتدال في جميع الامور , ديننا دين الوسطية والله لا يكلف نفسآ الا وسعها . واخيرآ هنيئآ لنا جميعآ بهذا الشهرالفضيل اعاده الله على قائدنا الحبيب جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وعلى اردننا الغالي وشعبنا العظيم بالخير واليمن والبركات،وكل عام وامتنا العربية والاسلامية ايضآ بألف ...الف خير .