آخر الأخبار
  جو بايدن يعلق على إتفاق وقف إطلاق النار   أبو عبيدة: طوفان الأقصى دقت آخر مسمار في نعش الاحتلال   الرئيس الفلسطيني محمود عباس يستلم "خطة" بشأن قطاع غزة ما بعد الحرب!   توجيه فوري التنفيذ صادر عن وزير الأشغال المهندس ماهر أبو السمن   الملك يؤكد لـ ثورنبيري ضرورة استدامة وقف إطلاق النار في غزة   قرار صادر عن "وزارة التنمية" بشأن 40 جمعية   قرار حكومي هام لشركة مصفاة البترول الأردنيَّة ومستودعات وشركات الأدوية والمستشفيات الجامعيَّة وشركات توزيع الكهرباء الوطنيَّة   ولي العهد: نسأل الله التوفيق   هل رفعت أقساط التأمين على السائقين حال ارتكابهم مخالفة مرورية بنسبة 100%؟ الكلوب يجيب ويوضح ..   تصريح حكومي هام لكافة المتواجدين على الاراضي الاردنية من غير المواطنين!   منصّة زين للإبداع تدعو الرياديين للمشاركة في النسخة الجديدة من برنامج "زين المبادرة"   أورنج الأردن: مبادرة شلة بوزيتيف إيجابية إلكترونية واعية   منح موافقات جديدة على مشاريع طاقة متجددة استراتيجية   الأردن .. قرارات جديدة لحكومة جعفر حسان   مجلس الوزراء يقرر تسديد متأخِّرات حكوميَّة   الحكومة: إيلاء الأولويَّة للحدِّ من تأثير ارتفاع أسعار السلع و خاصة الدواجن   إحالة أمين عام وزارة الشباب الجبور إلى التقاعد   مجلس الأعيان ينعقد الثلاثاء لمناقشة وإقرار مشروع موازنة 2025   الإحصاءات العامة: ارتفاع مساحات الأبنية المرخصة في المملكة   أحمد الصوفي يكشف عن حال "مدينة رفح" بعد وقف إطلاق النار

حساسيّة اللحظة...واللحظة الأخطر

{clean_title}
لا يمكنني أن أكون آمناً على نفسي في بيتٍ متهالك يوشك سقفه على الأنهيار, بالطبع لن أثق بمن يقول أنه من الصعوبة أن يسقط بسهولة, يحتاج لوقتٍ طويل ليسقط. هم أحرار فيما يقولون, فلن يتضرروا أو يتهشّموا ولن تُنتشل جثثهم من تحت الإنقاض, هم أصلاً لا ينامون فيه لذلك لن يشعرون بمدى الخوف الذي يُعكر صفو راحتي في كل لحظة أشعر بأنه سيسقط الآن, هم لا يعيشون لحظات الرُعب التي أقضيها داخل أروقة البيت, إذاً واحدة من إثنان: إما أن اُرممه, أو أن أتركه..إن لم يكن لإجلي, فلأجل الحفاظ على أرواح من فيه..ثم أن اي خلاف أو صراع بين أفراد البيت لن يكون مناسباً، وليس وقته في هذه اللحظة التي لا بد فيها أن يكون جميع من فيه على قلب رجل واحد..

في أصعب الظروف التي تعصفُ بنا وهي مرحلة حساسة بالطبع تستوجب الوقوف عليها طويلاً والبحث في الإختلالات والمُسببات التي جعلتنا نُحاط بمثل هذا الخطر الذي يُداهمنا لا بد علينا أن نكون متماسكين أكثر من أي وقتٍ مضى. فاليوم نحن في مواجهة داخلية ولا شك أنها من أخطر التهديدات التي يمكن لها أن تُبدد إستقرارنا وتأخذنا المرحلة لِما سعيّنا لتجنبه طوال السنوات الماضية. يجب على الجميع أن يعي تماماً حجم الإحتقان الداخلي الذي سيكون أكثر خطورة من أي تهديد يمكن أن يواجه، وليس من البساطة أن ننجو منه.

إذاً حان الوقت لنبتعد قليلاً عن المُكابرة والتعنت بأن كل شيء على ما يُرام، عن التنظير الذي لا يمكن أن يُحدث فارقاً في تغيير الواقع، عن الرهان الخاسر، وحتى عن الكلام المُستهلك الذي لم يعد مقبولاً والوعود القديمة المُتعارف عليها والتي لم يتحقق منها شيء. علينا أن نعترف أننا نسيرُ في طريقٍ خاطئ لن يوصلنا لبر الآمان, فالطريق الخاطئ دائماً نهايته مستنقع الفشل والخيبة والانتكاس والخذلان.

أقسى شيء في هذه الحياة أن ترى بيتُك الوحيد في هذا العالم الواسع الذي لا يمكن لك أن تعيش أو ترتاح إلا فيه. في كل يوم تسقط منه لبنة، وأبكى المشاهد أن يكون جميع أصحابه وأبطاله وصُناع قراره هم من المتفرجين لا يبدون أي موقف سوى الكلام، ومنهم المُنظرين الفارغين إلا من الكلام، ومنهم من لا يهتمون إلا لمصالحهم، ومنهم من يستغل الموقف ليبلغ ما يُريده, ومنهم المُنتظرين إنهياره على أحرُّ من الجمر.وبالطبع سيكون الخاسرُ إولئك الذي لا يملكون رأياً ولا قراراً ولا كلمة مسموعة, هم من سيُشردون في كل مكان.

وهذه هي اللحظة الأخطر التي لا نتمنى الوصول إليها..فلنستيقظ قبل فوات الآوان.