آخر الأخبار
  وزير البيئة: مخالفة الإلقاء العشوائي للنفايات قد تصل إلى 500 دينار   سمر نصار: جلالة الملك عبدالله الثاني كرم جمال السلامي بمنحة الجنسية الأردنية تكريماً لجهوده مع المنتخب ومهنيته حيث أصبح جزءا من عائلة كرة القدم الأردنية   عرض إيطالي ثقيل لنجم في منتخب النشامى   93٪ من مواطني إقليم الوسط يرون مشروع مدينة عمرة فرصة لتوفير وظائف واستثمارات   جمعية الرعاية التنفسية : تخفيض الضريبة على السجائر الإلكترونية طعنة في خاصرة الجهود الوطنية لمكافحة التبغ   الأمانة توضح ملابسات إنهاء خدمات عدد من موظفيها   18.4 مليار دينار موجودات صندوق استثمار الضمان حتى الشهر الماضي   ولي العهد يترأس اجتماعا للاطلاع على البرنامج التنفيذي لاستراتيجية النظافة   قرار حكومي جديد بخصوص أجهزة تسخين التبغ والسجائر الالكترونية   إجراءات حازمة بحق كل من ينتحل شخصية عمال الوطن   إرادة ملكية بقانون الموازنة .. وصدوره في الجريدة الرسمية   بتوجيهات ملكية .. رعاية فورية لأسرة من "ذوي الإعاقة"   منتخبا إسبانيا وإنجلترا يقدمان عرضين لمواجهة النشامى "وديًا"   استطلاع: 80% من الأردنيين يرون مشروع مدينة عمرة مهما   الأردن الرابع عربيًا و21 عالميا في مؤشر نضج التكنولوجيا الحكومية   التربية تنهي استعدادها لبدء تكميلية التوجيهي السبت المقبل   تحذير أمني لمالكي المركبات منتهية الترخيص في الاردن   الدفاع المدني ينقذ فتاة ابتلعت قطعة ثوم في الزرقاء   "المياه" تدعو المواطنين للتحوط بسبب وقف ضخ مياه الديسي لـ4 أيام   الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يعتزم إطلاق دوري الأمم الآسيوية

صندوق النقد يتخطّى فرضيات الإصلاح..

{clean_title}
خلال 29 سنة مضت على برامج التصحيح الاقتصادي والمالي التي يعدها صندوق النقد للاردن كانت فرضيات وابجديات هذه البرامج تنطلق من تحقيق اهداف مالية وفق نسب محددة، ولا يتدخل في التفاصيل او فرض اعباء ضريبية على هذا القطاع او شريحة معينة، وكان الهدف النهائي الوصول الى عجز مالي محدد في الموازنة العامة للدولة، وفي بعض الاحيان كان ينصح الصندوق الحكومات بجدولة رفع اسعار سلع ارتكازية على عدة سنوات، لتمرير القرارات بأقل الم ممكن، الا ان حكومات كانت تتبرع وتأخذ قرارات صعبة، وهذا حصل في العام 1996 عندما رفعت الحكومة في حينه اسعار الخبز طالت عامة المستهلكين، مما ادى الى احتجاجات عنيفة خصوصا في المناطق الاشد فقرا وسميت تلك الاحتجاجات بـ « ثورة الجبز».
ومنذ خمس سنوات تغيرت معايير كبار مسؤولي صندوق النقد وزاد تدخلهم في تفاصيل تصميم برامج التصحيح لاسيما البرنامج الممتد للسنوات 2016/ 2019، اذ طالب بفرض نسب ضريبية على الافراد والاسر الاردنية، وكذلك القطاعات، ولم يأبه لاولوية مكافحة التهرب الضريبي ضمن بنود الاصلاح الضريبي، وسلوك موظفي صندوق النقد يكشف عن ضراوة الهجمة التي يواجهها الاردن امام من يقف خلف صندوق النقد الذي يتضح دوره يوما بعد آخر، والهدف الاخير للصندوق ومن يقف خلفه صفقة القرن والدولة الاردنية ضمن هذه الصفقة المهزلة التي انغمس فيها اطراف عديدة عربيا واجنبيا.
اذا كان هدف مشروع قانون ضريبة الدخل 2018 المجدد زيادة الايرادات المحلية بـ 280 مليون دينار سنويا، فإن رفع ضريبة الدخل على قطاعات قوية منها صناعة السجائر، والبنوك والاتصالات تحقق الهدف المالي بيسر، الا انه كما يقال في المثل الشعبي ( القضية ليست رمانة وانما القلوب ورمانة على الاردن وفلسطين)، ويمكن مضاعفة المبلغ في حال تطبيق قانون ضريبة الدخل الحالي 2014، وملاحقتهم وصولا حد الحبس، والتصدي للفاسدين كما فعلت دول ريادية في إعادة اقتصادها الى التوازن والنمو المستدام كما في ماليزيا عندما استرد الرئيس مهاتير محمد البالغ من العمر 92 عاما قرابة 50 مليار دولار خلال اسبوعين من فاسدين تجاوزوا على المال وتم إيداعهم السجون. 
الخضوع لتمادي صندوق النقد الدولي يسرع في الانزلاق الى الحضيض، وان التشدد والاحتكام لفرضيات اعداد برامج الاصلاح المالي وابجدياتها هو بداية لحل، وعلى الحكومة مدعومة بإرادة شعبية لتقييد الاستيراد والانفاق العام غير الرشيد، وتشجيع الانشطة الانتاجية المحلية السلعية والخدمية، والعودة الى إدارة حصيفة للدين العام، عندها يمكن اما عودة الصندوق عن شروطه الظالمة او بناء اعتماد ذاتي من طراز جديد.. والاردن ليس وحده في هذا العالم.