في الذكرى 49 لحريق المسجد الأقصى الخطر يتهدده بعد فرمان ترامب بالقدس عاصمة لليهود
49عاماً انقضت على جريمة إحراق المسجد الأقصى النكراء ، المرتب لها صهيونياً ، والتي أقدم عليها عدد من اليهود وحملت مسؤوليتها لسائح استرالي الجنسية يدعى روهان ، أخليت مسؤوليته عنها لاتهامه بالجنون وبالتالي أخلي سبيله بعد فترة من الاحتجاز ، حيث بلغت المساحة المحترقة من المسجد أكثر من ثلث مساحته الإجمالية فقد احترق ما يزيد عن 1500 متر من المساحة الأصلية له والبالغة نحو 4000 متر مربع ، وألحقت النيران ضرراً كبيراً في بنائه وأعمدته وأقواسه وزخرفته القديمة ، وطال منبر صلاح الدين ومحراب زكريا وثلاثة أروقة وعمودان رئيسيان وقبة خشبية و74 نافذة خشبية وجميع السجاد العجمي، كما تضررت أجزاء من القبة الداخلية المزخرفة والجدران الجنوبية وتحطم 48 شباكاً من شبابيك المسجد المصنوعة من الجبص والزجاج الملون، واحترق كثير من الزخارف والآيات القرآنية ، ودمر أثراً إسلامياً عظيماً وهو المنبر الذي أحضره القائد المسلم الكبير الناصر صلاح الدين الأيوبي عندما حرر القدس من أيدي الصليبيين ، وقد أولى الهاشميون المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية برعايتهم حيث قاموا بأربعة إعمارات للأقصى المبارك ابتدأها الحسين بن علي في العام 1924 فالملك المؤسس عبدالله الأول ثم الملك الباني الحسين رحمه الله والملك عبدالله الثاني اللذين رعوا وعلى نفقتهما الخاصة إعمار المسجد الأقصى وإعادة بناء وترميم ما تضرر من الحريق إلى سابق عهده.
وعودة إلى بدء فتعتبر هذه الجريمة أبشع اعتداء بحق الحرم القدسي الشريف وخطوة يهودية عملية للنيل منه تمهيداً لخطوات متلاحقة في درب بناء هيكل الظلم المزعوم مكانه ، بدليل أنهم أي اليهود لم يكتفوا بإحراقه قبل 49 عامًا، بل داوم زعران مستوطنيه بقيادة زعامته السياسية والعسكرية على اقتحامه وبحراسة جيشه الباغي وبترتيبات متدحرجة على اقتحامه ، فالجريمة لم تكن حدثًا عابرًا، بل كانت خطوة على طريق طويل يسيرون فيه. وكذلك التضييق على المقدسيين ببناء المستوطنات التي أحاطت بالأحياء العربية في القدس الشرقية كما تحيط الإسوارة بالمعصم لتغيير معالم المدينة المقدسة ، فمن منا لا يتذكر ما أقدم عليه شارون في اقتحامه للمسجد عام 2000 في تحد صارخ للأمة جمعاء مما تسبب في انتفاضة الأقصى التي استمرت زهاء خمس سنين ؟ ومن منا لا يتذكر ما أقدمت عليه الحكومة الصهيونية في محاولة منها لتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً بوضع كاميرات وبوابات إلكترونية لمراقبة وتفتيش المصلين الداخلين والخارجين منه واضطرت لإزالتها أمام موقف المقدسيين والأردن والسلطة الفلسطينية الصارم ضد ذلك المشروع ، واليوم وبعد الفرمان الترامبي الاعتراف بالقدس عاصمة لليهود فالوضع بالنسبة للمسجد الأقصى جد خطير فمن يسند الأردن وفلسطين والمقدسيين في مجابهة الأخطار المحدقة بالقدس والأقصى؟؟