تحدث ايدي كوهين عن حياته حيث عرف نفسه بأنه كندي من أصول عربية وأنه يؤيد حق إسرائيل في الوجود يقول إنه من مواليد العام 1972 في لبنان وأنه ينتمي للأقلية اليهودية في المجتمع اللبناني وأن والده كان يعمل محاسباً هناك.
واضاف إنه كان يعيش في منطقة وادي أبو جميل في بيروت، وإن عائلته ما كانت تفكر في ترك لبنان التي تحب مضيفا أنه تلقّى تعليمه في مدرسة مسيحية وكان زملاؤه من المسيحيين يظنون أنه السبب في مقتل النبي عيسى عليه السلام فيما كان يظن المسلمون أنه السبب في ضياع فلسطين، "لكننا بقينا أصدقاء، حتى مجيء حزب الله للحياة السياسية في العام 1980. حينها صار يُشار إليّ باليهودي. وتعرّضت نوافذنا لضرب بالحجارة في بعض الليالي، كما كتبوا بجانب بيتنا عبارات مثل الموت لليهود، وإسرائيل هي الشيطان الأصغر وأميركا هي الشيطان الأكبر".
وقال ايضا في العام 1985 اعتقلت قوات حزب الله 11 لبناني يهودي وحاولت مبادلتهم بأسرى لدى الاحتلال لكن حين رُفِض الاحتلال ذلكقاموا بقتلهم وكان من بينهم والدي حاييم كوهين هالالا الذي كان يبلغ من العمر 39 عاماً. غادرت مع باقي العائلة لإسرائيل وأنا في مطلع العشرينيات كان هذا في العام 1991".
ويكمل كوهين سرده لروايته بقوله إن والده كان من المؤمنين بالتعايش بين العرب واليهود وكان يقول إن يهود لبنان يجب ألا يغادروها، رغم عروض الهجرة، "والنتيجة أن حزب الله قتله وغيره من اليهود، لينتهي بهذا الوجود اليهودي في لبنان".
يُعرّف كوهين نفسه بالباحث والمحلل السياسي والمتحدث غير الرسمي باسم الكيان لدى العرب. يقول "أحاول أن أكون صوت إسرائيل بالعربية. أحظى بحياة جيدة هنا، لكني أفتقد لبنان كثيراً.
في ما يتعلق بتعريف كوهين لنفسه عبر صفحة "تويتر"، التي أطلقها في أكتوبر من العام 2012 والتي غذّت الضجة حوله بواقع عشرين تغريدة في اليوم الواحد على الأقل، يقول "إعلامي إسرائيلي وأستاذ أكاديمي وباحث في مركز بيغين سادات ومؤسس منظمة لحقوق الإنسان".
ليُعرّف ذاته ايضا باحد المواقع الخاصة بالتوظيف أنه يحمل درجة الدكتوراة وأنه باحث ومستشار حكومي ومحلل إعلامي في الشأن العربي.
أما الموقع الإلكتروني لمركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية فيعرّف به "الدكتور إيدي كوهين، خرّيج جامعة بار إيلان متخصص في العلاقات العربية المشتركة وفي الصراع العربي الإسرائيلي والإرهاب والمجتمعات اليهودية في العالم العربي".
عبر الموقع الإلكتروني لجريدة "جيروسيلم بوست"، ترِد عنه النبذة التالية "كاتب مختص بالشؤون العربية ومؤلف كتاب الهولوكوست في نظر محمود عباس".
يذكر كوهين أنه يعمل حالياً مع الحكومة الإسرائيلية، وأنه كان في السابق تابعاً لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي والأرشيف الإسرائيلي، وليذكر أن تعليمه في المراحل كلها، من البكالوريوس إلى ما بعد درجة الدكتوراة كان في جامعة بار إيلان، وأن قطاعات البحث لديه هي البروباغاندا النازية بالعربية، وحزب الله والحرب الأهلية في لبنان من 1975 حتى 1991، ودور مفتي القدس الحاج أمين الحسيني، ومعاداة السامية وإنكار الهولوكوست في العالمين العربي والإسلامي، واليهود في العالم العربي (الأملاك والثقافة والعادات والتهجير)، وليذكر أنه يتقن اللغات التالية: العربية والفرنسية والإنجليزية (الإنجليزية القديمة) والعبرية والإسبانية.
إيدي كوهين والأردن
ما يزيد على أربعين تغريدة حول الشأن الأردني كان كوهين قد نشرها على صفحته خلال الشهور الثلاثة الأخيرة، سواءً كانت من كتابته هو أو من خلال تناقلها من مغرّدين أردنيين، وما يتخلّل هذا وذاك من أخذ وردّ بينه وبين المعلّقين.
التناقض هو السمة الرئيسة في حديث كوهين حول الأردن؛ إذ ما أن ينبري للهجوم على الدولة الأردنية وموقفها من كيان الاحتلال حتى يعود للقول إن التعاون بين الطرفين هو الأقوى. وما أن يتحدث عن غياب الملك، الذي روّج لكونه قسري ويحمل دلالات كثيرة، حتى يهنئ بوصوله سالماً للأردن.
للوقوف على حقيقة موقف كوهين من الدولة الأردنية، لا بد من الرجوع لعدد "جيروسيلم بوست" 31 أكتوبر 2016، حين كتب مقالة عنوَنها بقوله "آسف، لكن الأردن ليست صديقة"، يقول في مطلعها إن قرار اليونسكو نفي أي صلة لليهود بالحرم القدسي ليس محض مصادفة، بل بدعم ومبادرة من ملك الأردن.
ويخلص للقول إن الأردن ليس صديقا لإسرائيل كما أقنع الإسرائيليون أنفسهم طوال الأعوام الماضية، بل هو معادٍ لإسرائيل.
ولم يتوقف كوهين عن ترويج الإشاعات المفبركة التي أثبتت الأحداث خلال الأشهر الماضية زيفها والتي تزامنت مع الموقف الأردني الصلب حيال القرار الأميركي بنقل السفارة إلى القدس.
أكثر ما نشط كوهين فيه مؤخراً غياب الملك في إجازته السنوية المعتادة، ليخرج بتكهنات كثيرة وفبركات ثبت زيفها، وحين وصل الملك ووضع المغرّدون فيديوهات وصور له، لم يعدم كوهين الحيلة في محاولته البرهنة على أن هذه الصور مفبركة وأن الفيديوهات ملفقة، من خلال نشر صور قديمة وجديدة وإظهار التطابق بينها، وإعادة نشر صور وضعها أردنيون يتساءلون فيها عن التضارب في ألوان ربطات عنق الملك، بالإضافة للاستشهاد بالصحافة الفرنسية التي نقلت أنباءاً متضاربة مع الصحافة الأردنية، حول لقاء الملك بوزير الخارجية الفرنسي.
واستغلّ كوهين هذه الموجة تحديداً لإطلاق رسائل تحذير لحُكّام عرب يحاولون مخالفة إسرائيل، كما يقول، مستشهداً بفرعون وقيصر الروس وهتلر.
ولا يكاد كوهين يقنص تغريدة يُطلقها عربي تحمل ثناءاً على نبوءاته أو الأخبار التي يروّجها، حتى يعيد نشرها على صفحته، ومؤخراً كانت الأردن من تتصدّر المشهد؛ إذ وصل الأمر حد إعادته نشر دعوات تلقّاها على الغداء يزعم أنها من أردنيين، واعداً إياهم بتلبية الدعوة في قادم الأيام.
وحتى في قصص جدلية يشهدها الداخل الأردني من قبيل وصول الفنانة أحلام للبتراء بطائرة عسكرية، فإن كوهين أقحم ذاته وعَرَضَ عليها طائرة بالمثل لتزور صحراء النقب إن أرادت، لتأتي قضية الدخان التي أدلى بدلوه فيها أيضاً، مذكّراً من خلالها بغياب الملك في إجازة، ومدعّماً مزاعمه بوجود فريق أميركي يحقّق في قضية الدخان بخبر مذكور عبر موقع أردني ومنسوب في الأساس لصحيفة عربية في لندن.
من يتابع تغريدات كوهين، يجد أنه يستميت في البرهنة على معرفته بالجغرافيا الأردنية والمناطق وحتى المطاعم؛ إذ يحشو من دون مبرّر منطقي "مثلث ناعور وكازية المناصير وطريق السلط وشارع الستين ومنطقة الجندويل وسيتي مول وشارع الحجاز ومطعم كوباكبانا في دابوق".