آخر الأخبار
  وقف واسع لضخ المياه في العاصمة والزرقاء (أسماء مناطق)   العموش يسأل الحكومة عن تحركات السفير الأمريكي الجديد   إثر خلافات .. القبض على سيدة وضعت مادة مخدرة لزوجها للإضرار به   هاشم عقل يكشف عن نسب الانخفاض في اسعار المحروقات   عندما تبحر الإنسانية… الإمارات ورسالة الأمل إلى غزة   بضربات جوية .. الأردن وأميركا يواصلان حربهما المفتوحة ضد "داعش"   السير: ضبط حدث بعمر 15 عامًا يقود مركبة في عمّان   الجيش يحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة "درون   بدء أربعينية الشتاء اليوم وتستمر حتى نهاية كانون الثاني   استمرار الأجواء الباردة نسبيًا في معظم مناطق المملكة حتى الأربعاء   العدل الأميركية: سنكشف وثائق التحقيق بمحاولة اغتيال ترمب   الاستشاري محمد الطراونة يوضح حول ما يُسمى بـ"سوبر إنفلونزا"   نائب رئيس اتحاد الكرة يوضح حول تفاصيل مثيرة للقرارات التحكيمية في مباراة النشامى مع المغرب   كم ستجني مصر من إعادة بيع الغاز الإسرائيلي؟   الشوبكي: تخفيض ملموس متوقع على أسعار الديزل وبنزين 95 في الأردن   قرار صادر عن "وزير الصحة" لتسريع حل المشاكل الفنية والطبية في المستشفيات الاردنية   مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي بوفاة العضايلة   "البوتاس العربية" توقع اتفاقية استراتيجية طويلة الأمد مع "يارا" النرويجية لتوريد البوتاس للأسواق العالمية   مكافآت وحوافز من أمانة عمّان- تفاصيل   تفاصيل حالة الطقس في المملكة حتى الثلاثاء .. وتحذيرات هامة

دستور... «حلال»!

{clean_title}

التاسع من تموز هذا العام، تمايز تماماً عن مثله في العام الفارط, عندما تم فيه اشهار الدولة المستقلة التي احتلت المقعد 194 في الجمعية العامة للأمم المتحدة, نقصد بذلك النتيجة التي آل اليها الاستفتاء الذي جرى بموجب اتفاقية نيفاشا في العام 2005 بين حكومة السودان بزعامة المشير عمر حسن البشير والحركة الشعبية لتحرير السودان برئاسة جون قرنق, وكانت مهلة «السماح» لها ست سنوات، يجري بعدها استفتاء بين اهالي الجنوب يقررون فيه ما اذا كانوا يرغبون في البقاء داخل دولة الوحدة (السودان بصيغته الجغرافية الممتدة منذ استقلاله في العام 1956) أم يختارون بناء دولة مستقلة لهم, وجاء خيارهم واضحاً لجهة الانفصال، ما اعتبره كثيرون فشلاً صافياً لثورة الانقاذ (1989) ونتيجة حتمية لسياسات التمييز والاذلال والغطرسة, المصحوبة بقمع وبطش وسفك الدماء وتهميش فظيع لجزء منتج وحيوي من السودان هو جنوبه, لكن البشير واصل سياساته ذاتها ولم يستخلص الدروس والعبر خلال العام الذي انقضى على اقتطاع الجنوب بكل عوائده النفطية ومجاله الجغرافي ومكانة السودان, دع عنك مقارفات سيلفاكير ميارديت الذي غدا بعد عام من الاستقلال، مجرد نسخة مشوهة لابطال الاستقلال الافارقة, الذين تحولوا الى مستبدين وفاسدين واحاطوا أنفسهم ببطانة اكثر فساداً وأقل كفاءة وانتاجية, ما حوّل الدولة الوليدة الى مساحة جغرافية تعجّ بالفقراء والجوعى والهائمين على وجوههم بلا مأوى, بعد أن صدّقوا وعود ميارديت وقادة الاحزاب الجنوبية، بأنهم سيجدون سكنهم في وطنهم المستقل والرواتب في انتظارهم وخصوصاً الديمقراطية والكرامة)..
ما علينا
الرئيس البشير الذي تتواصل الاحتجاجات ضد سياسات حكومته الاقتصادية وتبدي «المعارضات» السودانية المتصدعة بعضا من القوة ورباطة الجأش في مواجهة الحكومات وقوات الأمن بعد ان تصدّر طلبة الجامعات المشهد وخرجوا إلى الشوارع بصدورهم العارية احتجاجاً على سياسة التقشف التي انتهجها الرئيس.. خرج على شعبه (المشير البشير) ببشرى (..) جديدة لا تتعلق بمطالبهم او تستجيب ولو جزئياً لهمومهم التي تعبر عن حال الفقر واليأس والبطالة المتصاعدة التي يعيشونها بل استمرار لما دأب عليه من «قرارات» أو مفاجآت منذ أن عرفه السودانيون وشريكه في انقلاب الثلاثين من حزيران 1989 حسن الترابي، والخطاب الإسلامي الدعوي والتعبوي الذي تبنيّاه قبل أن تُفرّق بينهم السبل والغايات والمكاسب والتحالف والأحلام..
البشير يعد السودانيين بدستور جديد سيكون إسلامياً مائة بالمائة، لماذا؟ يجيب المشير فوراً: ليكون مثالاً للدول المجاورة التي شهدت فوز أحزاب دينية بالسلطة بعد انتفاضات شعبية (كذا)...
النموذج الذي يقصده الرئيس السوداني هو نسخة الدستور الإسلامي المائة بالمائة التي يريد تقديمه للدول المجاورة.
فهل سألته الدول المجاورة عن دستور كهذا؟
ثم هل الشعب السوداني يخرج إلى الشوارع محتجاً من أجل دستور جديد سواء كان إسلامياً صافياً أم أقل صفاء؟ وما هي الشعارات التي يرفعها؟ أليست كلها تنادي بالخبز والعمل والحرية..
الدستور الحلال مائة بالمائة، لا يمثل أولوية لدى السودانيين .... أنهم يريدون الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ومكافحة الفساد، وتداول السلطة سلمياً ودائما وأبدا.. الدولة المدنية.