آخر الأخبار
  عمان الأهلية الثانية محلياً على الجامعات الاردنية بتصنيف التايمز لجودة البحوث العلمية متعددة التخصصات 2025   الحكومة: إطلاق النار في منطقة الرابية اعتداء إرهابي على قوات الأمن   الأمن : مقتل شخص أطلق النار على الأمن في الرابية   إغلاقات وتحويلات للسير لصيانة 5 جسور في العاصمة   هطول مطري بعد ظهر الأحد وتحذير من الانزلاق   مصدر عسكري مسؤول: القبض على شخص في المنطقة العسكرية الشرقية حاول التسلل إلى المملكة   استقرار أسعار الذهب في الأردن اليوم الأحد   هل هناك نية لتمديد قرار الضريبة الخاصة للمركبات الكهربائية؟ اللواء جلال القضاة يجيب ..   الحكومة تقر نظامي الإدارة العامَّة والصندوق الهندسي للتدريب   (وكلاء السيارات) تصف قرار الحكومة الجديد بخصوص ضريبة المركبات الكهربائية بـ "القرار الجيد"   إعلان هام من "الملثم" بخصوص الأسرى الاسرائيليين   الأردن.. ما المقصود بالمرتفع السيبيري؟   كتلة هوائية سيبدأ تأثيرها من يوم الاحد .. وهذه المناطق قد تتساقط عليها الامطار   "السعايدة" يصرح بخصوص إستبدال العدادات الكهربائيية التقليدية بعدادات ذكية   "ربما سأعود" .. ما حقيقة هذا المنشور لحسين عموتة؟   دونالد ترامب يرشح "طبيبة أردنية" لأعلى منصب طبي في الولايات المتحدة الامريكية   اغلاق طريق الأبيض في الكرك لإعادة تأهيله بـ5 ملايين دينار   الحكومة تعفي السيَّارات الكهربائيَّة بنسبة 50% من الضَّريبة الخاصَّة حتى نهاية العام   أورنج الأردن تختتم مشاركتها في النسخة العاشرة لمنتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات   الأرصاد تكشف عن مؤشرات مقلقة للغاية بشأن حالة المناخ لعام 2024

حمادة فراعنة يكتب...علاقات متوازنة مع الجيران

{clean_title}
ايران مثلها مثل تركيا وكلتاهما مثل أثيوبيا بلدان كبيرة، بعدد سكان كبير، وقوميات كبيرة، محيطة بالعالم العربي، نتفق معهم ونختلف، تتقارب مصالحنا القومية معهم وتبتعد، شركاء واياهم لا نستطيع التهرب من التعامل معهم واقعياً ومائياً وأرضاً وجيرة وتاريخاً وتراثاً وديانة مسلمين ومسيحيين، سنة وشيعة، قيم متبادلة عابرة للحدود بيننا وبينهم، لا نستطيع اغراقهم ورميهم في البحر، والتخفي عنهم وطمس رؤوسنا في الوهم، هم ليسوا أعداء بل يمكن التفاهم معهم والتوصل لقواسم مشتركة بيننا وبينهم، وفق التاريخ الذي كان لنا ولهم، والمستقبل كذلك لا مهرب منه.
ولذلك عملية استحضار ايران كعدو لنا، كما تسعى الولايات المتحدة بعهد ترامب نزولاً عند رغبة ومصلحة العدو الاسرائيلي لن يلغ الحقائق، ولن يفيد مستقبل العرب، ولن يحفظ كرامتنا كأمة ودين وبشر، فالتضليل والتعمية سوقهما محدود، وانتشارهما مؤقت، لأن الحقائق الدامغة، ووقائع الحياة في التطاول على مقدساتنا الاسلامية والمسيحية أقوى من كل مبشري العهد الجديد الذين يبيعون وعيهم وثقافتهم للبترودولار حتى ولو صنعوا مراكز وأبحاث، واحتلوا زوايا يومية في الصحف.
الولايات المتحدة نفسها في عهد أوباما توصلت بمشاركة الدول الأربعة الدائمة العضوية في مجلس الأمن والمانيا مع ايران الى الاتفاق النووي، وقد أغاظ ذلك الاتفاق نتنياهو، ودفعه لممارسة التحريض من داخل المؤسسات الأميركية عبر اللوبي اليهودي الصهيوني ضد الرئيس أوباما وسياسته، وضد الاتفاق النووي الموقع في تموز 2015، وعليه لعب هذا اللوبي دوراً مؤثراً في ادارة العملية الانتخابية لصالح ترامب الجمهوري وضد كلينتون الديمقراطية وصولاً الى الحالة العمياء التي يقودها الرئيس الأميركي وفريقه الصهيوني لصالح اليمين الاسرائيلي المتطرف ومشروعه الاستعماري التوسعي.
نختلف كعرب مع ايران، في العديد من العناوين والقضايا، سواء في احتلالها لجزر الامارات العربية الثلاثة، أو في تدخلها بما يمس السيادة العراقية، وها هي احتجاجات العراقيين العابرة للمحافظات والمذاهب دلالة على رفضهم لرموز قيادات ما بعد الاحتلال الأميركي 2003، ومرجعياتهم الأمنية أو المذهبية أو السياسية، في وعي الجماهير العربية في رفض انصياعها وتذيلها لما هو خارج الحدود، وخارج قيم الصداقة النبيلة والشراكة الندية.
ونختلف مع ايران في تدخلاتها في اليمن وعدم الدفع باتجاه المصالحة، بينما كان دورها في سوريا ايجابياً ومن قبله مع حزب الله في مواجهة العدو الاسرائيلي، ولذلك هناك ما يمكن القبول به، وما يمكن رفضه، وما بينهما ما يمكن التفاهم بشأنه، ولكن بكل الأحوال ليس لنا مصلحة في معاداة ايران، مثلما هي مصلحتنا القومية في عدم معاداة تركيا وأثيوبيا رغم تضارب المصالح في هذه النقطة أو تلك، مما يتطلب من العقلاء ومفكري الواقعية وقادة الرأي العام أن يتحلوا بشجاعة الدفع نحو الحوار والحوار مع هذه البلدان وقادتها للتوصل الى التفاهمات المعقولة، والقواسم المشتركة والندية المحترمة بيننا وبينهم.