آخر الأخبار
  الاتحاد الأردني يعلن إجراءات شراء تذاكر جماهير النشامى لكأس العالم 2026   20 دينارا للأسرة .. الحكومة تصرف معونة الشتاء لمرة واحدة   الموافقة على تعديل الأسس المتعلقة بتحديد الرسوم المدرسية للطلبة غير الأردنيين   السفيران سمارة والمومني يؤديان اليمين القانونية أمام الملك   مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي الخلايلة والعواملة   الملك يلتقي فريق الجناح الأردني في إكسبو 2025 أوساكا   الخالدي يكشف عن "خدمة المعالجة المركزية لمعاملات الافراز" في دائرة الأراضي والمساحة   الملك يطلع على خطة تطوير "عمرة" .. وهذا ما شدد عليه   بعد هجوم سيدني .. "الخارجية الاردنية" تصدر بياناً وهذا ما جاء فيه!   ربيحات: مدافئ حصلت على استثناء لإدخالها بعد عدم تحقيقها للمواصفات   قافلة المساعدات الأردنية تصل إلى اليمن   الجمارك تضبط 25 ألف حبة مخدرة و50 غراماً من الكريستال   مساعدة: دولة فلسطينية شرط أساسي لاستقرار الشرق الأوسط   عطية: حماية أرواح الأردنيين لا تقبل التبرير   تفاصيل المنخفض الجوي القادم للمملكة   فيتش سوليوشنز: توقعات بتواصل خفض الفائدة في الأردن خلال 2026   أبو غلوس إخوان يطلقون حملة عروض خاصة بمناسبة نهاية العام في جميع الفروع   النائب أبوهنية المحاسبة ستطال أي جهة كانت في حادثة المدافئ   السلامي: المنتخب السعودي خصم قوي ومكتمل الصفوف   أجواء باردة وأمطار في مناطق عديدة من الأردن منتصف الأسبوع

حمادة فراعنة يكتب...علاقات متوازنة مع الجيران

{clean_title}
ايران مثلها مثل تركيا وكلتاهما مثل أثيوبيا بلدان كبيرة، بعدد سكان كبير، وقوميات كبيرة، محيطة بالعالم العربي، نتفق معهم ونختلف، تتقارب مصالحنا القومية معهم وتبتعد، شركاء واياهم لا نستطيع التهرب من التعامل معهم واقعياً ومائياً وأرضاً وجيرة وتاريخاً وتراثاً وديانة مسلمين ومسيحيين، سنة وشيعة، قيم متبادلة عابرة للحدود بيننا وبينهم، لا نستطيع اغراقهم ورميهم في البحر، والتخفي عنهم وطمس رؤوسنا في الوهم، هم ليسوا أعداء بل يمكن التفاهم معهم والتوصل لقواسم مشتركة بيننا وبينهم، وفق التاريخ الذي كان لنا ولهم، والمستقبل كذلك لا مهرب منه.
ولذلك عملية استحضار ايران كعدو لنا، كما تسعى الولايات المتحدة بعهد ترامب نزولاً عند رغبة ومصلحة العدو الاسرائيلي لن يلغ الحقائق، ولن يفيد مستقبل العرب، ولن يحفظ كرامتنا كأمة ودين وبشر، فالتضليل والتعمية سوقهما محدود، وانتشارهما مؤقت، لأن الحقائق الدامغة، ووقائع الحياة في التطاول على مقدساتنا الاسلامية والمسيحية أقوى من كل مبشري العهد الجديد الذين يبيعون وعيهم وثقافتهم للبترودولار حتى ولو صنعوا مراكز وأبحاث، واحتلوا زوايا يومية في الصحف.
الولايات المتحدة نفسها في عهد أوباما توصلت بمشاركة الدول الأربعة الدائمة العضوية في مجلس الأمن والمانيا مع ايران الى الاتفاق النووي، وقد أغاظ ذلك الاتفاق نتنياهو، ودفعه لممارسة التحريض من داخل المؤسسات الأميركية عبر اللوبي اليهودي الصهيوني ضد الرئيس أوباما وسياسته، وضد الاتفاق النووي الموقع في تموز 2015، وعليه لعب هذا اللوبي دوراً مؤثراً في ادارة العملية الانتخابية لصالح ترامب الجمهوري وضد كلينتون الديمقراطية وصولاً الى الحالة العمياء التي يقودها الرئيس الأميركي وفريقه الصهيوني لصالح اليمين الاسرائيلي المتطرف ومشروعه الاستعماري التوسعي.
نختلف كعرب مع ايران، في العديد من العناوين والقضايا، سواء في احتلالها لجزر الامارات العربية الثلاثة، أو في تدخلها بما يمس السيادة العراقية، وها هي احتجاجات العراقيين العابرة للمحافظات والمذاهب دلالة على رفضهم لرموز قيادات ما بعد الاحتلال الأميركي 2003، ومرجعياتهم الأمنية أو المذهبية أو السياسية، في وعي الجماهير العربية في رفض انصياعها وتذيلها لما هو خارج الحدود، وخارج قيم الصداقة النبيلة والشراكة الندية.
ونختلف مع ايران في تدخلاتها في اليمن وعدم الدفع باتجاه المصالحة، بينما كان دورها في سوريا ايجابياً ومن قبله مع حزب الله في مواجهة العدو الاسرائيلي، ولذلك هناك ما يمكن القبول به، وما يمكن رفضه، وما بينهما ما يمكن التفاهم بشأنه، ولكن بكل الأحوال ليس لنا مصلحة في معاداة ايران، مثلما هي مصلحتنا القومية في عدم معاداة تركيا وأثيوبيا رغم تضارب المصالح في هذه النقطة أو تلك، مما يتطلب من العقلاء ومفكري الواقعية وقادة الرأي العام أن يتحلوا بشجاعة الدفع نحو الحوار والحوار مع هذه البلدان وقادتها للتوصل الى التفاهمات المعقولة، والقواسم المشتركة والندية المحترمة بيننا وبينهم.