آخر الأخبار
  الاشغال: 110 فرق و135 آلية و20 كاسحة ثلوج للتعامل مع الحالة الجوية   النشامى بعد قرعة المونديال .. مستعدون للتحدي ومتفائلون   الأردن يلتقي الكويت في كأس العرب السبت   زخات متفرقة من المطر السبت   الأردن يرحب بقرار الجمعية العامة الذي يمدّد ولاية (أونروا)   تحذير "عالي الخطورة" من الأرصاد للعقبة ومعان والأغوار والبحر الميت   سلامي: تواجد المنتخب في المجموعة العاشرة جيد   مديرية الأمن العام تحذر من حالة عدم الاستقرار الجوي المتوقعة   "النشامى" والأرجنتين والنمسا والجزائر في دوري المجموعات بكأس العالم 2026   وزارة الزراعة: لم تُسجل حالات غش داخل مهرجان الزيتون الوطني   الغذاء والدواء: لا تشتروا المنتجات إلا من منشآت مرخصة تخضع للرقابة   هذا ما ستشهده حالة الطقس في المملكة خلال الساعات القادمة   العثور على جثة شخص مقتول داخل منزل في لواء الأزرق   تسرب غاز يودي بحياة ثلاثة أشخاص وإصابة آخر   الجيش يحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة على الواجهة الجنوبية   الملك يشارك في قمة أردنية أوروبية تستضيفها عمّان الشهر المقبل   النقل البري: رقابة مشددة على التطبيقات غير المرخصة وتسعيرة تنافسية قريباً   إدارة الأزمات تحذر: اضطرابات جوية خلال 48 ساعة وسيول محتملة في عدة مناطق بالاردن   منخفض البحر الأحمر يؤثر على الأردن نهاية الأسبوع وزخات رعدية من الأمطار مساء السبت   يديعوت: مقتل ياسر أبو شباب بضرب مبرح من عناصر داخل عصابته

أزمة الأردن واهتمام العرب والعالم

{clean_title}
لا شكّ ان اهم خبرين سيطرا على الساحة الدوليّة والإقليمية خلال الأسبوع الماضي هما اللقاء والإجتماع التاريخي بين الرئيس الأمريكي ترمب ورئيس كوريا الشمالية كيم في سنغافورة وعلى الساحة الإقليميّة هو دعوة خادم الحرمين الشريفين ملك المملكة العربية السعودية لقمّة رباعيّة عقدت في مكّة المكرّمة بحضور سمو امير دولة الكويت وسمو نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة إضافة لجلالة الملك عبد الله الثاني وصاحب الدعوة خادم الحرمين الشريفين وذلك لتدارس دعم الأردن في أزمته الإقتصاديّة التي ولّدت حركة إحنجاجيّة شعبيّة عارمة أدّت الى إستقالة حكومة الملقي والتي إنطلقت من شرارة القانون المعدِّل لقانون الضريبة .
فاجتماع سنغافورة جاء بعد مناورات في البحر الصيني وبعد تجارب كوريّا الشماليّة العديدة خاصّة على الصواريخ البالستيّة بعيدة المدى وبعد وساطات متعددة مع الصين وكوريا الجنوبية , وقد كانت نتائج اللقاء جيدة حسب تصريحات الزعيمين وتم توقيع وثيقة هامّة وشاملة كما صرحا بذلك
أمّا إجتماع مكّة المكرّمة إضافة الى أنّه بجوار أقدس مكان على ظهر البسيطة وعقد في ساعات السحور المباركة فقد خرج بنتائج طيبة واهم مخرجاته هو وقوف قادة الدول المجتمعة التي أحسّت بالخطر الذي يحدق بالأردن في ما إذا تطورت أزمته الإقتصاديّة والإحساس بان أي مكروه يلحق بالأردن ينعكس على أكثر من بلد عربي , لذلك فالوقوف لجانبه واجب قومي عربي وليس من باب التمنُّن والصدقة وقد يُعتبر من باب رد الجميل لبلد لم يتوانى عن الوقوف بجانب الكثير من الدول العربية الشقيقة
كما كان موقف دولة قطر الشقيقة موقفا مقدرا من حيث المساهمة بمبلغ كبير لدعم الموازنة الأردنية وكذلك لإعطاء الفرصة لمجال تعبئة عشرة آلاف فرصة عمل للأردنيين .
وكان إتصال الرئيس التركي بجلالة الملك ليعرب له عن وقوف تركيا الى جانب الأردن هو موقف يشكر عليه الأتراك ومن المؤكّد ان هناك دولا عربية شقيقة واسلاميّة وصديقة تتمنى الإستقرار لبلدنا وهي على إستعداد لمدِّ يد العون للمساهمة في إجراءات الإصلاح الإقتصادي والمالي .
ولكن ما هو المطلوب لكي نعبر التحديات القائمة نحو برِّ السلام لكي نحافظ على وطن بنيناه بسواعد فتيّة وقيادة هاشميّة وحميناه برموش العين هناك ثلاث محاور لذلك :
أولها إجتثاث الفساد من جذوره وهذا يتطلب إرادة سياسيّة قويّة وإستبعاد للنزعة العشائريّة بحيث يكون المواطن صادقا في الإشارة لأي فاسد مهما كانت درجة القرابة به ومهما علا شأنه الوظيفي , وذلك الأمر يتطلب من الحكومة وضع عروض لترغيب الفاسدين الراغبين بالتوبة للتقدم لعمل التسويات العادلة وإعادة ما سلب بغير وجه حق وعليه يتم وقف الإقتراض من الجهات التمويلية وعدم الإنصياع لشروطهم .
والمحور الثاني هوسيادة القانون بالعدالة والمساواة بين مختلف المواطنين مسؤولين ومحكومين بحيث يشعر المواطن بمواطنته وإنتمائه لوطنه دون إنتظار مكاسب مسبقة او وظيفة عليا براتب فلكي او غير ذلك.
وأمّا المحور الثالث فهو دراسة التشريعات والقوانين والتعليمات قبل إصدارها وتبيان اهدافها للمواطنين وتشجيع المواطنين على التفاعل في مختلف فعاليات الوطن وليشارك بصدق في اختيار ممثليه وفي كل ما يهمُّه ويهم وطنه وتشجيعهم للتفكير بشكل تعاوني جماعي وليس بشكل خطّي فردي .
ولا شكّ انها محاور صعبة التحقيق بل وهي شبه مستحيلة وبحاجة لإرادة قويّة وشبه دكتاتوريّة وتبدأ باخذ الحقوق من الفاسدين العصاة ولو أدّى ذلك لوضعهم في مكان محترم للتفاوض معهم واحترام من يحترم إرادة الشعب وقرارجلالةالملك باجتثاث الفساد والمحافظة على مكاسب الأردن وموارده وثرواته وهي حق المواطنين وابنائهم .
لقد استبشر الأردنيون خيرا باجتماع مكّة المكرّمة واعتبروا ان إضراباتهم وإعتصامهم حول الرئاسة في الدوار الرابع واماكن أخرى على امتداد الساحات الواسعة في مختلف محافظات المملكة والتفاف كافة شرائح المجتمع حيث تظاهر اعضاء اكثر من ثلاثون نقابة مهنية وعمالية ومواطنون مستقلون ليسوا بأي أحزاب وحزبيون كثر وكان الألتزام بالتعليمات اكثر من رائع كما ان اللمسات الحضاريّة كانت ظاهرة سواء من حيث الشعارات والإهتمام بمن يتعب من الحركة او ضربة شمس او من حيث تنظيف المكان من أيِّ اوراق او نفايات قبل مغادرتهم مكان التجمع بحيث تكوّنت علاقة حميمة بين رجال الدرك والمحتجون وذلك من خلال توزيع المياه والعصائر والتشارك في الصلوات المفروضة .
وكان انتظار الأردنيون ان يتغير المنهج الحكومي بدءا من التشكيل الحكومي والذي خيب ظنونهم حيث رشح الرئيس المكلّف اكثر من نصف الوزراء من الحكومة المستقيلة والذين لهم دور فيما تعرّض له المواطنون من ظلم وكذلك كان عدد الطاقم الوزاري كما هو في الحكومة السابقة أي لم تكن حكومة رشيقة ولم يكن معظمهم جدد بل كان معظمهم وزراء سابقون او عينوا على نظرية التنفيعات او الزمالة السابقة او غير ذلك ممّا ولّد الإحباط عند الكثيرين من المواطنون الذين اعتبروا ان العرب وكثيرا من دول العالم أحسّوا بما نحن فيه بينما لم يشعر بذلك المسؤولين هنا او من نال ثقة ملك البلاد لذلك قدّروا موقف بعض العرب من الوضع في الأردن بينما لم تستطع الحكومة الأردنيّة إثبات نيّتها بنغيير المنهج وكأنها تنظر الى أنّ سحب القانون المعدِّل للضريبة من مجلس النواب الذي إتّخذوه في أوّل إجتماع لها بأنّه سقف مطالب الأردنيّون .
وكأنّ رئيس الحكومة ضرب المواطنين على رؤوسهم وكأن كل عبارات المديح للرئيس من واسع معرفة وخبرة ونظافة اليد وعدم تورطه في قضايا فساد سابقا لم تكن دافعا له ليقف بجانب مواطنيه بل وكأنّه وضع امام اعينهم غشاوة يجعلهم غير قادرين على تمييز الغث من السمين وقد تلجأ النقابات المهنيّة لإتخاذ إجراءات ما .
اللهم إرحم شعبنا من إجراءات حكومية قاسية واحمي وطننا ارضا وشعبا وجيشا وقيادة من أيِّ سوء .