.. من الحديث التلفزيوني، جلالة الملك مرتاح إلى أوضاع بلدنا. هذا الارتياح ينعكس على مزاج الناس ويوميات حياتهم. فلا شك أن هناك تحسباً عاماً من التباطؤ الاقتصادي، ومن عجز الموازنة ومن الدين العام، ومن استقواء البعض على سماحة النظام وأفقه الواسع. وهناك ما هو أكثر من التحسب لأوضاع اخواننا في سوريا، والعراق، ولبنان، ومصر، وليبيا واليمن.. وفلسطين قبل وبعد كل شيء، فنحن كنا دائماً العرب الذين يعيشون حياة أمتهم، ويشاركونها وحدة المصالح والمصير. حتى لو كانت أوضاعنا الداخلية أفضل وأكثر استقراراً!!.
عبدالله الثاني كتاب مفتوح أمام شعبه. فهو لم يعد ما ليس هو قادر على الوفاء به، وهو لا يحمل الحقد القديم. ووالده رحمه الله كان يقول: طيبة قلب عبدالله هي إلى جانب جنديته، وإلتزامه بخلق العترة والمسؤولية التاريخية تؤهله لأن يكون ولي عهد والملك القادم!!.
فالحسين رحمه الله كوالده العظيم، وجده المؤسس، فالحسين الأول صانع ثورة العرب استطاع أن يبني من هذا الكيان المكدود وطناً نفخر به. وكان أعظم ما فيه اختياره للرجال.. وكان هزاع ووصفي أول الخير، وكان عبدالله الثاني قمة الحصاد الخيّر!.
لم نشهد في بلدنا هذا الذي نحبه ونفديه بالمهج حياة مستقرة منذ أن كان إمارة الشرق العربي. لكننا كنا نواجه الأخطار الكيانية بروح قتالية لا تعرف الخوف والنكوص.. كنا نقاتل ونبني. وثبت اننا كنا حصان السبق، بين البلدان الغنية، الطريّة، الخضراء، واننا اقمنا الربيع الأخضر في كل عقد من عقود حياتنا السياسية، ربيع هبّة نيسان، وربيع عبدالله وقبل ذلك ربيع الوحدة، وربيع الاصرار على أردن حر، وعربي، ووحدوي.. ومزدهر وسط اضطراب الثورات، والانقلابات، وحركات التصحيح، والانكفاء إلى القطرية. وها نحن نملك أن نصادم الطغيان وأن نكون حلفاء الشعب السوري في الوقت ذاته.
الحكم عند عبدالله الثاني تجربة خاضعة للتغيير والتبديل.. فالثابت الوحيد هو مصلحة الناس وخيرهم واستقرارهم.
والحكم عنده، حفظه الله، شجاعة مطلقة لا تقرّب أحداً على حساب أحد، ولا تخشى اتخاذ القرار مهما كان قاسياً!.
والحكم عنده سماحة خلق، وأفق واسع ومحبة لا تنضب لكل أردني وعربي!