آخر الأخبار
  توجيه صادر عن وزير الاشغال العامة والاسكان المهندس ماهر ابو السمن   تعليق رسمي أردني على مذكرة اعتقال نتنياهو   تركيب 170 طرفا صناعيا عبر مبادرة (استعادة الأمل) الأردنية في غزة   الصفدي: تطهير عرقي لتهجير سكان غزة   هل ستلتزم دول الاتحاد الأوروبي بقرار اعتقال نتنياهو وغالانت؟ جوزيف بوريل يجيب ..   الملك يؤكد وقوف الأردن إلى جانب الأشقاء اللبنانيين   هام لطلبة الصف الـ11 وذويهم في الاردن .. تفاصيل   السفير البطاينة يقدم أوراقه لحلف الناتو   100 شاحنة جديدة تعبر من الأردن لغزة   القضاة يؤكد دعم الأردن لفلسطين اقتصادياً   العرموطي يوجه سؤالا نيابيا للحكومة بشأن السيارات الكهربائية   بدء تنفيذ سحب مياه سد كفرنجة وتحليتها بـ 14 مليون دينار   لجنة أممية تعتمد قرارات بشأن الاستيطان والأونروا والجولان   قائد قوات الدعم الجوي الياباني يشيد بدور الأردن في تحقيق الاستقرار   لأول مرة .. 51 الف طالب وافد في مؤسسات التعليم العالي الأردنية   الأمن العام ينفذ تمريناً تعبويًا لتعزيز الاستجابة للطوارئ   وزير الزراعة: خطط لتوفير 500 مليون دينار في 4 اعوام   الأردن.. ارتفاع تغطية الإيرادات المحلية للنفقات الجارية   الحكومة تقرُّ مشروع قانون موازنة عامَّة للعام 2025   إعلان قيمة زيادة الحد الأدنى للأجور في هذا الموعد

بانتظار ما سيحدث اليوم!

{clean_title}

من المفترض أن تلتقي مجموعة العمل الدولية المتعلقة بالأزمة السورية ،التي تم الإتفاق على تشكيلها بعد «شق الأنفس» والتي تضم الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بالإضافة الى كلٍ من تركيا وأيضاً قطر والكويت والعراق عن المجموعة العربية، وتسود قناعة متأرجحة أنه إذا تم هذا الإجتماع اليوم (السبت) في جنيف فإنه سيشكل محطة رئيسية لحل هذه الأزمة المتفجرة على أساس التفاهم على «خريطة طريق» لتطبيق خطة كوفي أنان ببنودها الستة وأهمها البند الذي ينص على انتقال السلطة بصورة سلمية.

لم يكن التفاهم على تشكيل هذه المجموعة سهلاً فروسيا بقيت تُصر على ضرورة مشاركة إيران بحجة أن وجودها ضروري كلاعب رئيسي بالنسبة لما يجري في سوريا وفي المنطقة ثم وبعد محاولات مضنية وافقت على استثنائها واستثناء المملكة العربية السعودية مع تجاوز إقتراح آخر يدعو الى تمثيل كل دول الجوار والإتفاق في النهاية على هذه التركيبة المكونة من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي أي الولايات المتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا وروسيا بالإضافة الى تركيا وكلٍّ من قطر والعراق والكويت عن جامعة الدول العربية.

ولهذا فإنه غير مضمون نجاح اجتماع اليوم نظراً لأن الموقف الروسي لا يزال على ما هو عليه ولأن الصيغة التي تم التفاهم عليها هي مجرد بنود عامة تجعلها حمالة أوجه باستطاعة أي دولة أن تفسرها وفقاً لانحيازها الى هذا الطرف أو ذاك ولأن ما أصبح مؤكداً وواضحاً أن الرئيس بشار الأسد ليس بوارد التنحي بطريقة سلمية ومن خلال تفاهم سياسي دولي ،يضمن له ولعائلته مغادرة البلاد الى أي وجهةٍ تبدي أستعداداً لاستقباله، وأنه سيواصل القتال و»عليَّ وعلى أعدائي» وحتى لو لم يبقَ حجرٌ على حجر في سوريا.

هناك كلام عن صيغة «مُواربة» لإنتقال سياسي وسلمي للسلطة ومسؤولية الحكم من هذا الرئيس الى رئيس مرحلة انتقالية لكن ما فعله الروس خلال أكثر من خمسة عشر شهراً يؤكد أنهم سيحاولون التلاعب بعامل الوقت مجدداً وأنهم سيستخدمون هذه «التفاهمات» الضبابية لإعطاء بشار الأسد مهلة جديدة للتهرب ولمواصلة حلول العنف والقوة العسكرية الغاشمة التي لجأ إليها منذ اليوم الأول واستمر بتصعيدها الى أن اتخذت طابع التطهير الطائفي والإبادة الجماعية وسحق المدن والقرى بجنازير الدبابات وقذائف المدفعية.

إنها محاولة والواضح أن كوفي أنان لديه استعداد لا حدود له للمساومة على بنود خطته وبخاصة هذا البند الآنف المتعلق بالإنتقال السياسي والسلمي للسلطة والحكم وأن الروس الذين لا زالوا يتمسكون بموقفهم الرافض لتنحي بشار الأسد كشرط مسبق لهذا الحل المطروح والرافض حتى لمجرد ذكر اسمه في صيغة التفاهم التي يجري الحديث عنها والتي من المفترض أن تجري مناقشتها في اجتماع اليوم ولهذا فإنها مغامرة كبيرة أن يتم استباق هذا الاجتماع بإضفاء أجواء من التفاؤل والذهاب بعيداً في المراهنة على أن الأزمة السورية المتفاقمة قد وضعت أقدامها على طريق بداية النهاية السياسية والسلمية.

لن يغير الروس موقفهم حتى وإن هم أبدوا بعض المرونة عشية انعقاد هذا الإجتماع الذي سينعقد اليوم وبخاصة أن ما تم الاتفاق عليه من تفاهمات بالنسبة للإنتقال السياسي والسلمي للسلطة هو مجرد خطوط عامة بإمكان أي طرف تفسيرها بما يتلاءم مع وجهة نظره ثم وأن بشار الاسد ،الذي شكل قبل أيام قليلة حكومة اعتبرها حكومة حرب، لايمكن أن يتعاطى مع فكرة تنحيه عن الحكم ولو من قبيل الرياضة الذهنية اللهم إلاّ إذا بدلت روسيا موقفها وإذا شعر بجدية المواقف الدولية وإذا لمس على نحو لا يقبل الشك بأن التدخل العسكري واردٌ وغير مستبعد وإنه إن لم يتكفِ من الغنيمة بالإياب والهروب بجلده فإن مصيره في أحسن الأحوال سيكون كمصير سيء الصيت والسمعة معمر القذافي.