ايهما المعلمون البصمة ام التقييم السنوي المحدد بنسبة؟؟
إن اعتماد نظام البصمة في المدارس وربطها بالوزارة مؤخراً-للأسف-خلق بلبلة في اوساط البعض من المعلمين لا أعمم واقول الكل,وإنما البعض.
السؤال المطروح ايهما الأكثر أحقية أيها المعلمون في انتقاده ورفضه؟هل هو ما خرج الناطق الإعلامي باسم الدولة وصرح به حول التقارير السنوية لموظفي الحكومة والمؤسسات الرسمية والدوائر الحكومية شتى,وهو ما سيتم تطبيقه كنظام للخدمة المدنية على الموظفين؟ام اعتماد نظام البصمة لضبط دوام كوادر الميدان كما هو الحال في الكثير من الوزارات واولها وزارة التربية وإداريوها!
إن نظام البصمة لم يوضع لاستخدامه ضد الموظف,وإنما هو للعدالة بين كوادر الوزارات والدوائر المختلفة كافة في ارجاء المملكة,حيث يلتزم الموظف الإداري بساعات الدوام وبشكل موثق من حضور وغياب ومغادرات رسمية وخاصة وغيرها,بينما في الميدان يختلف الامر عند البعض منها,وهناك شكاوى عدة تصل للوزارة من حين لآخر حول غياب احدهم وعدم رفع غيابه للوزارة او الإدارة المعنية بينما لو تاخر آخر يرى إجراءات شتى اتخذت بحقه,من هنا تاتي العدالة والمساواة فالفصل في كل هذه التجاوزات هي البصمة.
ان المعلم (الموظف)الملتزم لن يضيره استخدام البصمة واعتمادها ولن يتأثر بها لان رسالة الانبياء التي يحملها,هي من تحدد حضوره وغيابه,وليس إصبعه في كبسة زر,إصبعه سيستخدمه في بصمة سنراها على الجيل القادم وما انتج للأردن من أفراد يحملون القيم والمهارات والمبادىء التي تساعد في نهضة الاردن واستمراره هنا تأتي أهمية البصمة فقط,اما كبسة الزر تلك فهي شكلية لا يحق لنا الاختلاف عليها والاعتصام لأجلها إلا إن كان هناك خلل ما عند البعض لا يريد اكتشافه ومحاسبته عليه.
ايها المعلمون أنتم قادة النهضة واساسها,فالتغيير يبدا منكم أنتم لا من غيركم فكما تأخذ حضور وغياب صفك لابد من ان يأخذ وزيرك حضورك وغيابك انت, ما الخطأ في ذلك؟وما الذي يزعج في ضبط مسالة الحضور والغياب إن كنت تلتزم بحضورك وغيابك وتعطي ما هو مطلوب منك؟
دعونا نرتقي قليلاً ولا نبتعد عن الاهداف,دعونا نرى ثمرة جهودكم في نظام التقييم السنوي لنا جميعاً والذي قد يلحق بالبعض منا الضرر النفسي بسبب سوء علاقته بمديره او مسؤوليه,دعونا نقصي المزاجية القادمة في تقييم الموظف منا,أين العدالة لو كان قسم ما يعطي بكل طاقاته وفي نهاية العام يضرب عمله بعرض الحائط بسبب نسبة حددها القانون ليتفاجأ بجيد جدا أو جيد والسبب نعتذر نحن نطبق القانون,ماذا ستقول لمعلميك ايها المدير إن جاؤوا مستائين عن هكذا تقرير وأنت خير من يعرف مدى العطاء الذي يقدموه؟ماذا سيكون شعور الموظف فينا إن حصل على تقدير أقل من زميله وهو يعرف جيداً انه يبلي البلاء الحسن مثله إن لم يكن أكثر منه؟ماذا سيكون مصير الترفيع للموظف إن دخلت الاهواء الشخصية في موضوع التقارير السنوية؟ليكن هذا هدفنا لا البصمة.
كنت قد انهيت المجمع الاول من دورة القيادة التربوية مع الدكتور نبيل البستنجي مدير الإشراف في وزارة التربية والتعليم والذي أقدم له شكري وعرفاني على الإثراء الذي اكتسبته منه خلال هذا المجمع حيث علمني الكثير حول ما يعطيه المعلم في الميدان فمن علمني حرفاً كنت له عبداً,ومن هنا اخاطبك ايها المعلم من منطلق القيادة التي تتمع بها في مدرستك فانت القائد والباني ومربي الأجيال وصانعها,انت من يعول عليك الاردن أيها النور الساطع في ظلمة حالكة تنير درب وطن باكمله وتنتج جيل واع منتمٍ لوطنه وقائده.
وكما علمني الدكتور نبيل أقول لكم انتم الأساس فإن صلح الاساس صلح البناء كله,وأنا واثقة أن دوركم كبير وجهودكم لا توصف,لذلك نحن جميعاً نعول عليكم في مسالة التقارير السنوية لأنكم من يصنع القرار هنا وحدكم أنتم,اما البصمة فالاعتصام لأجلها قد يسيء لكم ويجعل النفوس المغرضة تستخدمه ضدكم فهناك من سيقول نعم هم يعتصمون لانهم لا يلتزمون بالدوام ولا يعطون,وهذا سيكون ظلم كبير بحقكم لأنكم رمز العطاء, فانتم كالأم شمعة تحترق لتنير الدرب.
أخيراً دعونا لا نبتعد عن الهدف,نحن نرفض النظام الجديد الذي قد يضر بالبعض منا,وقد يؤثر فيما بعد على أداء الموظف المجد,قانون جائر كهذا ونسبة تكاد لا تذكر,سينعكس عليه سلباً وقد يوقف عطاءه ويؤثر على مسيرته العملية.
إن كنا كدولة نسعى نحو الأفضل فيجب ان نوفر الكثير للموظف العام وعلى راس هذا الكثير,الامان الوظيفي يا سادة ,نعم الامان الوظيفي أيتها الحكومة.