البنك العربي ليس بحاجة لشهادة من مجلة يوروموني بأنه أفضل بنك في الأردن. نعرف جميعاً ان البنك العربي هو الأعرق والأكبر والأقوى ، وقد بنى سمعته العربية والدولية قبل صدور المجلة المذكورة.
نعم ، هذه الشهادة غير لازمة للبنك العربي ، ونرجو أن لا يكون قد دفع للمجلة مبلغاً محترمأً تحت اسم الإعلانات كثمن لإصدار شهادة من جهة غير مؤهلة للحكم على البنوك حول العالم لمجرد أنها مجلة اقتصادية تعيش على نشر إعلانات البنوك ولا يقرأها سوى العاملين في البنوك ، أي أن الإعلان فيها لا يجلب عملاء.
لا يقف الأمر عند بنك واحد ، ففي كل سنة نقرأ عن أفضل بنك إسلامي في الأردن ، أفضل شركة تأمين ، بل أفضل وزير مالية في العالم الثالث ، وكلها مقابل إعلانات غير لازمة للمعلن ، بتكاليف باهظة تصل في بعض الحالات إلى 80 ألف دولار. وهي مجرد وسيلة كي لا يبدو المبلغ على أنه شراء للجائزة.
لا يقف الأمر عند صدور شهادة المجلة والإعلان عنها ، فتسليم الشهادة يتم في لندن ضمن حفل استقبال وعشاء رسمي يدعى إليه جميع العاملين في المجلة وأصدقاؤهم وعملاء المجلة ، على أن يدفع الفاتورة حامل الجائزة.
ليس غريباً أن يكون أفضل بنك أردني في كل سنة مختلفاً ، فالمجلة تريد أن تحلب البنوك واحدأً بعد الآخر ، ويتوهم بعض مدراء بنوكنا أن الإعلان عن شهادة أفضل بنك قد تجلب العملاء والنمو وزيادة الأرباح.
تتنوع الجوائز الجوفاء في مضامينها المزعومة ، فهذا أفضل بنك في سرعة النمو ، وذاك أفضل بنك في زيادة الأرباح ، أو غير ذلك من المعايير التي لا تعني شيئاً على أرض الواقع.
أفضلية البنوك لها معايير لا يستخدمها تجار الجوائز مثل: كفاية رأس المال ، نسبة السيولة ، جودة محفظة القروض ، تدني نسبة القروض غير العاملة ، توفر شروط الحاكمية الجيدة ، كفاية الاستدراكات ، الصمود في اختبار الظروف الضاغطة أي في مواجهة اسوأ السيناريوهات المحتملة ، إنجازات السهم في السوق المالي ، سمعة الإدارة من حيث الكفاءة والنزاهة...
الجهاز المصرفي الأردني متميز وقوي ، وقد قيـّمه وامتدحـه صندوق النقد الدولي والذي هو بنك البنوك المركزية حول العالم ، وليس مجلة شهرية تجارية.