آخر الأخبار
  تصريح رسمي حول انتشار الانفلونزا في الأردن   سوريا .. تصفية شجاع العلي المشتبه بتورطه في جرائم مسلحة   خطة أمنية شاملة خلال فترة امتحانات الثانوية العامة   مهم من وزارة العمل حول أخر يوم للإجراءات التنظيمية للعمالة الوافدة   مراكز الإصلاح تُمكّن أحد نزلائها من اجتياز متطلبات الماجستير   مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي الشوابكة   "جمعية البنوك الاردنية" تبشر الاردنيين بخصوص أسعار الفائدة للعام القادم   أمطار قادمة للمملكة في هذا الموعد!   الأردن يرفض اقتحام وزير أمن الاحتلال للمسجد الاقصى   النائب عطية يسأل الحكومة عن هرب 13 ألف عاملة منزل   الضريبة تدعو الأردنيين لتقديم طلبات التسوية.. وتعلن السبت دوام رسمي   التعليم العالي: لا مخالفات علينا في تقرير ديوان المحاسبة 2023   وزير الداخلية ينعى المساعدة   الاردن .. كم لاجئاً سوريا عاد إلى بلاده منذ سقوط الأسد ؟   وفاة موظف في وزارة التربية .. والوزير ينعاه   الأوقاف تدعو المواطنين لأداء صلاة الاستسقاء   بشرى سارة للمقترضين في الأردن   هذا ما ستشهده سماء المملكة في الفترة من 28 كانون أول/ ديسمبر إلى 12 يناير   محاضرة توعوية في عمان الأهلية حول العنف الأسري   وفد طلابي من عمان الأهلية يزور اللجنة البارالمبية الأردنية

"نقل السفارة" ينسف "عملية السلام" .. و"شلة اوسلو" في مأزق تاريخي

{clean_title}
بات في حكم المؤكد قيام الولايات المتحدة الامريكية باعلان نقل سفارتها في كيان الاحتلال من "تل ابيب" الى مدينة القدس المحتلة، ضاربة عرض الحائط بكل الدول العربية والاسلامية، الصديقة والحليفة، قبل خصومها ان كان لها خصوما، الامر الذي يسقط حكماً دورها كراع ٍ لـ"عملية سلام" اطلقت قبل ربع قرن من الزمان، ولم تؤت ثمارها حتى اللحظة الا لـ "الاسرائيليين" وحدهم ..

اعلان البيت الابيض الثلاثاء، في خبر عاجل بثته وكالات الانباء، ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب سيعلن قراره بشأن نقل سفارة بلاده إلى مدينة القدس المحتلة الأربعاء، تزامنا مع سلسلة اتصالات هاتفية اجراها مع رؤساء دول عربية، تؤشر كل الدلائل انه قام بابلاغهم خلالها عن قراره بنقل سفارة بلاده الى المدينة المقدسة المحتلة، تزامنا كذلك صدور تحذير مساء الثلاثاء ايضاً، من واشنطن، لموظفيها الرسميين، بتجنب زيارة مدينة القدس والضفة الغربية، ما يحسم التردد ان القرار الامريكي قد اتخذ، وان ساعات فقط تفصل عن اعلانه رسمياً ..

القرار الوشيك المرتقب، يؤكد ان التبعية العربية للولايات المتحدة الامريكية، لم تكن تساوي شروى نقير، وتحسم التاكيد ايضاً بان واشنطن، لم تكن طرفاً محايداً في ما سمي بـ"عملية السلام"، بل كانت تجيّّر التبعية العربية لصالح الكيان الصهيوني رغماً عن العروبة وتبعيتها الضعيفة الخانعة ..

والسؤال الذي يجب طرحه الان والاجابة عليه : هل بقي هناك اي مبرر لاستمرار مهزلة "عملية السلام" ، مع التعنت "الاسرائيلي" طيلة ردح من الزمان، واستمرار بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، وثبوت عدم جدوى التفاوض على ملفي اللاجئين والقدس، والاعلان الامريكي المرتقب بنقل السفارة ؟

هل يظل من وجه للسلطة الفلسطينية ممثلة برئيسها محمود عباس النظر الى شعبه وبقية الشعوب العربية المعنية بالقضية الفلسطينية كالفلسطينيين انفسهم، اذا ما كشفت الولايات المتحدة عن وجهها القبيح علانية، واعلنت انحيازها المطلق للكيان المحتل الغاصب ؟

القرار الامريكي المرتقب، يسقط علانية، ورقة قبح السياسة الامريكية، وصلفها، ويبرهن ان حكاية الشرعية والمواثيق والقوانين والقرارات الدولية، لا تساوي الحبر الذي كتبت به، وتجزم ان الضعيف تملى عليه القرارات املاء، وانه ما كان يتوجب على قطيع الحملان انتظار "العدالة" من بين انياب الذئب المتربص دمها ..

ومع سقوط الطرف الامريكي كراع ٍ لعملية السلام المفترضة، بانحيازه العلني لدولة الاحتلال، سيجد "رفاق اوسلو" انفسهم عراة في ميادين الفضيحة وحدهم، ومطالبون ايضاً بالتبرير لشعوبهم كيف اسقطوا خيار البندقية دون رجعة مع عدو  أمتهم، فخسروا الحرب والسلام في آن معاً..

القرار الامريكي ان اعلن غداً، يضع الانظمة العربية ايضاً في مأزق مع شعوبها، الامر الذي يبدو ان واشنطن لا تكترث له كثيراً، بقدر ما يهمها كيان الاحتلال الصهيوني وزبانيته، مثلما يفتح الباب لكل التوقعات المحتملة، ويعيد "شلة الرفاق" الذين مضوا لمشوار اوسلو الى مربعهم الاول، قبل ربع قرن عبثي من الزمان، إنما .. دون "خفي حنين" حتى !