آخر الأخبار
  ضبط 6 أشخاص داخل شاليه .. حملة أمنية ضد "غشاشي زيت الزيتون"   مصدر نيابي: نقل زوج نائب للأمانة العامة للمجلس تم وفق النظام ولظروف انسانية   مندوباً عن الملك وولي العهد... العيسوي يعزي بوفاة العلامة زغلول النجار   "الارصاد": الأمطار في طريقها للمملكة نهاية الأسبوع وستستمر من يومين لثلاثة أيام   الأردن .. الزراعة تضع 10 شروط لاستيراد زيت الزيتون وتلزم المستوردين بتعهد عدلي   ماذا طلب النائب أحمد عليمات من الملك؟ .. وبمَ وجه سيِّد البلاد؟   حاول التحرش بها بعد أسبوعين من تعرفه عليها .. السجن لشاب خمس سنوات   تخصصت بسرقة الحاويات من الأحياء والشوارع .. "عصابة" في قبضة الاجهزة الامنية   حل 3 جمعيات في الزرقاء   تصريح حكومي حول إرتفاع أسعار المحروقات عالمياً   حقيبة فارغة تستنفر مجمع سفريات عمّان في إربد   ارتفاع أسعار الذهب محليا إلى 83.5 دينارا للغرام   التعليم العالي: الإيرادات المتحققة من بيع الأرقام المميزة، والتي بلغت أربعة ملايين وسبعمئة وستين ألف دينار   توضيح أمني بعد العثور على جزء من قدم بشرية في عين الباشا   تفاهم يسمح باستقدام عمالة اجنبية للقطاع التجاري مقابل تشغيل أردنيين   الملك يدعو لإنشاء نافذة استثمارية مشتركة بين الأردن واليابان   الأمن: ملاحقة قانونية وغرامات بحق من يؤوي أو يتدخل في هروب الخادمات   بورصة عمّان تسجل أعلى مستوى منذ 2008   وزير الداخلية يوعز بالإفراج عن 571 موقوفا إداريا   الملك وإمبراطور اليابان يؤكدان متانة العلاقات الثنائية

قنابل العدوان

{clean_title}

 

على نحو مفاجئ، خرج مسؤول الرقابة والتفتيش بوزارة الزراعة، المهندس رائد العدوان، إلى الرأي العام، ووجه اتهامات خطيرة وصريحة لمسؤولين كبار في الحكومة والدولة، قال إنهم متورطون في قضايا فساد.
العدوان عقد مؤتمرا صحفيا في منزله، بعد أن رفضت نقابة المهندسين الزراعيين استضافته، عرض خلاله بالوثائق ما ادعى أنها أدلة على اتهاماته
لاتهامات خطيرة جدا ومتنوعة، أبرزها السماح بدخول شحنة دجاج فاسد للأسواق الأردنية؛ تدخل مسؤول كبير من أجل إزالة أمهات الزيتون لتوسعة مخيم البقعة؛ وسيطرة متنفذين على مساحات من الأراضي في الأغوار. كما اتهم العدوان وزارة الزراعة بإدخال شحنة ذرة فاسدة إلى السوق الأردنية تعود لإحدى الشركات المتنفذة.
العدوان كان غاضبا ومحتدا، وذكر المتهمين بالأسماء الصريحة. ونشرت وسائل إعلام بعض الوثائق التي عرضها في المؤتمر الصحفي 'المنزلي'.
القنابل التي فجرها المهندس العدوان تطرح أسئلة عديدة: لماذا اختار العدوان هذا التوقيت لكشف كل هذه 'البلاوي'؟ وهل لذلك صلة بقرار نقله من موقعه، أم أن قرار النقل كان بمثابة عقوبة لموظف حكومي لم يسكت على الفساد؟ وهل يمكن لموظف يعرف تمام المعرفة الأنظمة والقوانين بحكم عمله في دائرة الرقابة والتفتيش، أن يكيل الاتهامات جزافا لمسؤولين كبار في الدولة، من دون أن تتوفر لديه أدلة دامغة؟
لا شك أن موظفا بخبرته وموقعه يدرك تماما خطورة ما يقول، والعواقب المترتبة عليه في حال ثبت عدم صحة الاتهامات. لذلك، فإن ما ورد في مؤتمر المهندس العدوان يستدعي من جهات التحقيق وهيئة مكافحة الفساد تحديدا المبادرة فورا إلى فتح تحقيق، واستدعاء العدوان والمتهمين للاستماع إلى أقوالهم، وتحويل كل من يثبت تورطه إلى القضاء.
لقد دفعت الدولة ثمنا باهظا من سمعتها ومصداقيتها جراء قضايا فساد طالت مسؤولين كبارا، وخسرت ثقة مواطنيها بسبب التستر على تلك القضايا وإغلاق ملفاتها. وفي المقابل، تعرضت سمعة آخرين للاغتيال والتشويه من وراء اتهامات باطلة طالتهم وهم في مواقع المسؤولية. لكي نتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود في اتهامات العدوان، ينبغي عدم التردد في فتح التحقيق القضائي؛ فمن حق الناس أن يعرفوا الحقيقة، خاصة أن الأمر يتعلق بصحتهم. ومن حق الدولة أن تتحرك لاستعادة ما نهب من أملاك وأراض إذا ما صحت الاتهامات.
ومن مصلحة المسؤولين المتهمين أن يدافعوا عن أنفسهم، ويبرئوا ساحتهم أمام القضاء، إذا ما كانت اتهامات العدوان مجرد ادعاءات باطلة.
حتى يوم أمس، تجاهلت الأطراف المتهمة، وفي المقدمة منها وزارة الزراعة، الرد على تصريحات العدوان أو التعليق عليها لوسائل الإعلام. وهذا ليس في مصلحتها. وإذا ما استمرت في التزام الصمت، فإن الاتهامات ستصبح أدلة إدانة في نظر الرأي العام، يصعب محوها.