فلان وشريكه
ثق تماماً إن كل شيء بالدنيا اسمه شراكه مش مليح ولا حتى مريح .. بدءً من شراكة الأرض حتى تصل لشراكة دكان صغير بالحارة أو بكم بطاطا...لأنه بشراكة الأرض إلا يطلع واحد نكد وبده يخرب.. لا على عمار بيت بيوافق ولا على إفراز الأرض ولا على بيع وشراء ولا على زراعة الأرض ولا حتى ضمانها.. والمشكلة بتكون حصته اصغر حصة ، طبعا غير العروض المغرية المقدمة له من الشركاء عند الإفراز من باب بدهم يخلصوا من هيك شراكه (يعني بختاروا له الموقع المليح والحصة المرتبة لكن خلص برأسه ألف وسواس انه مضحوك عليه) ...
ولما اثنين أو أكثر يشتركوا بدكانة صغيرة، ومع الأيام تسأل الشريك الأول كيف الدكان ؟ بحكي مليح ومرتبة بس لو أخلص من شريكي والله لأعمل قراص عيد وأوزع بالحارة ...والشريك الثاني نفس الحكي بس بده يوزع كنافة لما يخلص من الشراكة...
فقبل شهور تم القيام بعمل حفل خيري وتم تكريم الفقراء والمحتاجين من أبناء المنطقة .. وكان المسؤول عن هذا الحفل جهتين مختلفتين ...جهة داعمة وجهة مشرفة ومنفذه للحفل والتكريم ...لكن عند الترتيب للحفل دب الخلاف بينهم على قص الشريط وعلى كلمة الترحيب حتى على الجلوس بالموقع الرئيسي خلف سلة الورد بالإضافة إلى الخلاف على توزيع الجوائز والهدايا عدا التصوير ونشر الصور على المواقع ( صورة مين بالأول واسم مين بالأول ... والمشكلة بالإعلان انه الحفل خيري والتوزيع لوجه الله ومشان نزرع البسمة على وجوه الفقراء والمساكين ..قال حفل خيري قال)...
فعندما نظم أحد الشعراء الكبار بيتاً من الشعر بشكل سؤال وهو (ما لي أرى الشمع يبكي في مواقده ، من حرقة النار أم من فرقة العسل ؟ ) ... فأعلنت إحدى الصحف عن جائزة لمن يستطيع الإجابة عن هذا السؤال... وقد كانت إجابات بعض الشعراء ،بأن السبب من حرقة النار ..والبعض الآخر أن سبب بكاء الشمع هو فرقة العسل ...ولم يحصل أحد على الجائزة ..فلما سمع أحد الشعراء المخضرمين بذلك فأجاب بهذا البيت : ( من لم تجانسه فأحذر أن تجالسه ، ما ضر بالشمع إلا صحبة الفتل)..وبعد أن فسروا إجابته بأن ما ذاب الشمع إلا لوجود شيء ليس من جنسه وهو الفتيل الذي كان يحترق ويحرق الشمع معه ...
من هنا علينا أن نختار الشريك والصاحب والصديق والرفيق والجليس الصحيح من البشر حتى لا نحترق بسببهم ... فدائماً الصمت أفضل بكثير من النقاش مع شخص تدرك جيداً أنه سيتخذ من الاختلاف معك حرباً لا محاولة فهم..