آخر الأخبار
  سلامي: تواجد المنتخب في المجموعة العاشرة جيد   مديرية الأمن العام تحذر من حالة عدم الاستقرار الجوي المتوقعة   "النشامى" والأرجنتين والنمسا والجزائر في دوري المجموعات بكأس العالم 2026   وزارة الزراعة: لم تُسجل حالات غش داخل مهرجان الزيتون الوطني   الغذاء والدواء: لا تشتروا المنتجات إلا من منشآت مرخصة تخضع للرقابة   هذا ما ستشهده حالة الطقس في المملكة خلال الساعات القادمة   العثور على جثة شخص مقتول داخل منزل في لواء الأزرق   تسرب غاز يودي بحياة ثلاثة أشخاص وإصابة آخر   الجيش يحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة على الواجهة الجنوبية   الملك يشارك في قمة أردنية أوروبية تستضيفها عمّان الشهر المقبل   النقل البري: رقابة مشددة على التطبيقات غير المرخصة وتسعيرة تنافسية قريباً   إدارة الأزمات تحذر: اضطرابات جوية خلال 48 ساعة وسيول محتملة في عدة مناطق بالاردن   منخفض البحر الأحمر يؤثر على الأردن نهاية الأسبوع وزخات رعدية من الأمطار مساء السبت   يديعوت: مقتل ياسر أبو شباب بضرب مبرح من عناصر داخل عصابته   بيان صادر عن "ميليشيا ياسر ابو شباب" حول مقتله؛ لا صحة للأنباء حول استشهاده على يد الحركة بل قُتل أثناء فضه لنزاع عشائري   وزير المياه: قطاع المياه بالأردن "ليس له مثيل عالميًا" .. و"لا يوجد أي دولة توفر خدمة المياه لمواطنيها أسبوعيًا“   بني مصطفى: التزام وطني راسخ بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة… وجمعية رعاية الطفل الخيرية نموذج تطوعي متميز في مجال الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة   حارس النشامى: الجماهير جعلت اللاعبين يشعرون وكأنهم في عمان   من "إدارة التنفيذ القضائي" للأردنيين .. تفاصيل   العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد بالشفاء للخلايلة والطراونة

الناس مع الواقف

{clean_title}

قادتني الصدفة لأن أتصفح صفحة أحد الوزراء السابقين على موقع "الفيسبوك" بعد أن ترك موقعه الحكومي، ولاحظت التغير الكلي الذي حصل فيها بين ليلة وضحاها!! هذا الوزير كان يحظى بعشرات وربما المئات من التعليقات على أية كلمة أو جملة يضعها من قبل الأشخاص "الأصدقاء" على صفحته، وهو على رأس عمله.
ولكن بمجرد ما فقد منصبه الحكومي، تضاءل حجم التعليقات وترهلت بشكل مثير للانتباه، حيث لم تتجاوز التعليقات أكثر 4 أو 5 على أي مقولة أو كلمة يضعها، وأحيانا بلا أي تعليق!!
طرحت ذلك المثال لأتحدث عن موضوع ربما ليس جديدا، لكنني أعتقد أن أناسا كثيرين ما يزالون يختبرونه في حياتهم بعد تغير الناس معهم حينما يتركون مواقعهم ومناصبهم، لتترسخ مقولة أن "الناس مع الواقف"!!
والنتيجة أن الناس مع الإنسان الذي على رأس عمله وفي قمة مجده وعطائه ومسؤوليته، ولكن في اللحظة التي يفقد فيها كل ذلك، يتباعد عنه الجميع وينفضّون، وكأن الزمن قد عفا عنه، وزال معه حب الناس واحترامهم وتقديرهم له مع زوال الموقع، فهو برأيهم لم يعد يعني لهم شيئا.. "هو وقلته واحد"!!
المشكلة أن المفاهيم تغيرت، وباتت المصالح تحرك الناس وتحكم على علاقاتهم مع الآخرين، ومرتبطة بنفوذ من أمامهم، دون النظر إلى معدن الشخص الحقيقي وإنسانيته وقيمه ومبادئه، وتأثيره ودوره وعطائه الذي ينتهي طالما انتهى منصبه وتراجعت مكانته..
المشكلة تكمن في القيم والمبادئ والأخلاقيات التي تحكم تعاملات الناس من خلال المنصب الذي يعتقدون أنه يعلي من شأن الشخص وقدره ومكانته الاجتماعية التي تكون أداة التواصل معه والاحترام والتقدير له، بغض النظر عن أهليته واستحقاقه للمنصب أم لا.
نعلم أن كثيرا من الأشخاص الذين تولوا المناصب، لم يكونوا أهلا لها، وفقدوا احترام الناس لهم بعد أن كانوا يحظون بمكانة مهمة، لأن الكرسي قد غيرهم، وقلب مبادئهم وأفكارهم وقيمهم، وطريقة تعاملهم مع الآخرين، فهؤلاء هم من حكموا على أنفسهم بمصيرهم بعد زوال المنصب وابتعاد الجميع عنهم.. هم مارسوا انتحارا من خلال عدم حفظهم لخط الرجعة، وبأن الموقع لا يزول، وبأنه لو تخلد الموقع لما أتى لهم ولغيرهم من بعدهم!!
أما من حافظوا على أنفسهم من هالة الموقع ولم تتغير قناعاتهم ومبادئهم، وتضاعف عطاؤهم وحسن تعاملهم مع الجميع، فإنه من المفترض أن يكونوا أكثر رفعة في عيون الناس.
ولكن ما يحصل، أنه حتى هذه النوعية من الأشخاص، يفقدون كذلك بعد خروجهم من مناصبهم تواصل الناس وحفاوتهم، ويصل الأمر ببعضهم إلى استكثار السلام عليهم، فهم بلا فائدة الآن في نظر الآخرين.. وليسوا أكثر من تكملة عدد في جاهة أو على مأدبة غذاء!
إذن المشكلة لا تكمن في هؤلاء الذي يحملون لقب (سابق)، بل تتلخص بقيم سلبية باتت تحكم علاقاتنا مع الآخرين دون النظر إلى الطبيعة الانسانية وأخلاق الشخص وسلوكياته وقيمه الجمالية ومبادئه، بعيدا عن المنصب الذي يتولاه..
سأعود لأكرر مقولة "الناس مع الواقف" هذا ما فرضته قيمنا الاجتماعية التي باتت مبادئ نسير عليها..
فيا أيها الواقفون تذكروا أن المناصب لا تبقى، واعلموا أن كثيرا ممن حولكم وممن يمطرونكم بهواتفهم إنما يفعلون ذلك من أجل مواقعكم لا من أجل شخوصكم.. فاتعظوا بغيركم..