الصفدي: لا حل في سورية دون اتفاق أميركي روسي
قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي "إن الأردن لا يرغب بوجود مليشيات طائفية أخرى على حدودنا".
وبين خلال جلسة حوارية عقدت أمس على هامش اعمال المنتدى الاقتصادي العالمي، ان الاردن تأثر بكل الجبهات نتيجة تدفق اللاجئين وكذلك وجود داعش وتهديداتها في الشمال وفي مناطق اخرى.
وقال إن "هذه الحرب هي حرب دفاع عن نفسنا وحدودنا ووطننا وقيمنا المشتركة لأن داعش لا تمثل عدوا ضد اليهود أو المسيحيين بل داعش تخالف كل من يخالفها الرأي".
وأشار الصفدي إلى أن أكبر ضحايا داعش كانت من المسلمين السنة وبالتالي نحن نتحدث عن آفة عصفت ببلداننا و نحن نتصدى لعدو لا يعتبر عدوا على اساس ديني بل على أساس كل شيء.
وشدد على ضرورة أن يتم التصدي لهم بيد واحدة والتعرف على المشاكل التي سمحت لداعش بأن تنتشر منذ البداية، مبينا أن داعش وغيرها نمت في بيئة من الاحباط واليأس ووفرت بيئة خصبة للشباب لاستغلالها من خلال هذه الأيدلوجية.
وقال "نحن بحاحة لخطط ليست اقتصادية فقط بل تعنى بالجوانب السياسية والاجتماعية ونحن نحتاج لخلق صناعة الأمل وهذا يحتاج الى توحيد الصفوف والعمل بيد واحدة".
وأضاف: ان جلالة الملك عبدالله الثاني قال منذ البداية إن هذه الحرب حربنا وبالتالي نحن كعرب ومسلمين مستعدون لتحمل هذه المسؤولية ولكن نحن بحاجة لدعم المجتمع الدولي.
وأشار إلى أن المجتمع الدولي هو من سمح لإنشاء الفرصة لبروز داعش منذ البداية وبالتالي نحن كعرب ومسلمين متأثرون أكثر من غيرنا بوجود داعش ونحن على الخطوط الأولى للحرب وبحاجة لمساعدة الآخرين لا لتحديد الأفكار فقط وإنما لتحديد خطة للقضاء على داعش وجذور اليأس وأسباب الغبن وعدم التوازن في المنطقة وعلينا جميعا ان نعمل مع بعضنا البعض.
وقال الصفدي إن الحرب في سورية هي حرب بالوكالة الكل يتحارب مع بعضهم البعض من خلال سورية، ولن يكون هنالك حل دون اتفاق بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا.
وأضاف "حاولنا على مدار السنوات الماضية لحل الأزمة في سورية لكن كانت نتيجة الأمر مزيدا من القتلى والدمار واللاجئين بل ان ثقافة التعددية تراجعت والناس أصبحوا يتقوقعون وراء هوياتهم الضيقة ويخافون من التسامح والتعايش".
وبين أن ما حصل في سورية هو عبارة عن فوضى عارمة وتواجد أحزاب خارجة عن السيطرة وبدون أي أهداف واضحة والعواقب وخيمة الاولويات الآن هي ايقاف تلك الحرب التي تستنزف الاموال والارواح ولم يعد هنالك امكانية لتوحيد صفوف الشعب وهنالك مئات الآلاف من اللاجئين الذين جاءوا الى الاردن كان عمرهم 10 سنوات والان بلغت أعمارهم 16 عاما، لو سمحنا بتمكينهم وجعلناهم يشعرون أنهم جزء من الحل سوف يعيدون بناء سورية لا نستطيع أن نتركهم في الإحباط واليأس والغضب لأنهم سيتحولون الى جيش أخطر من داعش علينا نتخاطر ونتحدث مع بعضنا البعض وروسيا وأميركا يجب أن يتفقا كون الجميع سوف يلحق بهما وعلينا أن نجلس على طاولة واحدة ونحدد الأهداف الرئيسية والتي على رأسها ايقاف الحرب والتحدث عن حل من شأنه أن يكون حلا مفيدا للجميع.
وردا على سؤال ما هو المطلوب من المجتمع الدولي من أجل مساعدة الأردن قال الصفدي إن الاردن في مقدمة دول محاربة الارهاب حيث نحارب في العديد من المناطق وتحاول داعش أن تدق إسفينا بين المسلمين وأوروبا.
واضاف علينا أن نخلق بيئة لا تؤدي بالشباب بأن يكونوا فريسة سهلة لداعش والتي هي بدورها تحبطهم وتشعرهم بانهم مستهدفون او عناصر غير مرحب بهم في مجتمعاتنا.
وأكد أن الأردن في مقدمة العمل والمساعدة للاجئين وهنالك نسبة كبيرة جدا من سكان الاردن من اللاجئين السوريين وهذا يشكل ضغطا على النظام المدرسي وهنالك أعداد كبير وبآلاف من السوريين في المدارس الأردنية وهنالك ايضا ضغط على فرص العمل والبنية التحتية والصحة والمياه.
ووجه الصفدي الشكر للمجتمع الدولي لوقوفه الى جانب الاردن لتحمل جزء من التكاليف داعيا الى ضرورة العمل والاستمرار في دعم الأردن من أجل ايقاف هذه الأزمات.
الى ذلك، قال وزير الخارجية النرويجي بورج بريندا ان الحرب في سورية التي ما زالت قائمة منذ 6 سنوات أصبحت تتحول الى كارثة انسانية كبيرة وهي اطول من الحرب العالمية الثانية.
وأشار إلى أن سورية تحولت من دولة ذات دخل متوسط الى الكارثة التي تعيشها الآن داعيا الى ضرورة ان نحدث انفراجا بالعملية السياسية ونأمل من الادارة الأميركية ان يكون لها محادثات بناءة مع روسيا بحيث أن تجتمع الاطراف مع بعض.
وقال إن هنالك آمالا وإشارات من قبل الادارة الأميركية الجديدة فيما يتعلق بالنزاع الاسرائيلي الفلسطيني وهي كانت مفاجأة بشكل ايجابي ويمكن ان تقوي الزخم لحل الدولتين.
واشار الى أن هنالك تحالفا من دول عربية واجنبية منضمين لبعضهم البعض لإخراج داعش من العراق وسورية مؤكدا أن محاربة داعش مسؤولية كبيرة على الأجيال الحالية عندما ترى ما يتم القيام به بالأطفال والنساء وهذا أمر مرفوض كليا لدرجة أننا لم نر هذا النوع من القسوة والمعاملة منذ زمن طويل.
وأكد ضرورة العمل بسرعة بالمناطق المحررة من داعش لإزالة الألغام وعودة الاستقرار للمنطقة وبناء المدارس والمستشفيات كي يشعر الناس أن داعش خرجت.
وقال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير، "شهدنا خلال الأعوام القليلة الماضية انحدارا في انتهاك حقوق الانسان وعنف ومعاناة المدنيين في منطقة الشرق الاوسط".
وعبر عن امله ان يتحقق ما تمت الدعوة إليه منذ فترة طويلة من أجل الاصلاح ووقف هذه الانتهاكات في المنطقة من خلال الحوار بين القوى السياسية الكبيرة وان تجتمع على سياسات لحل الصراع واذا لم يحدث هذا سنستمر في رؤية هذا الانحدار ومزيد من العنف والانتهاكات.
وأوضح ان ثلث ما تقوم به اللجنة الدولة للصليب الاحمر في العالم هي إشارة ان هذه المنطقة في وضع سيئ لذلك نأمل بحق أن هذا سيغير ديناميكية العنف والانتهاكات وتمكننا بالعودة إلى نسب من المعاناة الإنسانية التي تتوافق مع طواقم وعمل المساعدات، داعيا الدول الكبرى ان تدعم وتحترام القواعد والمبادئ لوقف سفك الدماء وهذا يحتاج الى حوار سياسي.
وأشار إلى ضرورة وقف سفك الدماء بأسرع وقت ممكن من خلال تجمع القوى السياسية في المنطقة وهنالك ما تزال علامة استفهام حول الخوف إذا انتظرنا لفترة أطول، مما يمكننا من إيجاد حلول سياسية، وهي تشعل العنف في المنطقة وتودي الى معاناة إنسانية.
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إن الرئيس الأميركي ترامب سيزور الاتحاد الاوروبي الاسبوع المقبل، وسيتم مناقشته مباشرة في بروكسول بنتائج زيارته إلى المنطقة الشرق الأوسط.
وقالت وزيرة الدفاع الالمانية اورسولا فون دير ليين إن معظم الدول الاوروبية في التحالف الدولي حيث نتشارك مع الدول ضمن هذا التحالف في أمور عسكرية ونقدم الأسلحة وندرب قوات البشمركة ونقوم بطلعات استطلاعية جوية وهنالك قوات لنا في قاعدة انجرليك التي تقوم بعمليات استطلاع في سورية والعراق اضافة الى تقديم مساعدات انسانية.
كما نقوم بإعادة الإعمار في المنطقة ونزع الألغام وايصال الكهرباء بعد استعادة المنطقة من داعش وهنالك مشاركة ضخمة من دول الاتحاد الاوروبي في المنطقة.