آخر الأخبار
  محاضرة توعوية في عمان الأهلية حول العنف الأسري   وفد طلابي من عمان الأهلية يزور اللجنة البارالمبية الأردنية   ثلاثيني يطلق النار على طليقته وابنته ثم يقتل نفسه في إربد   للمقبلين على الزواج.. إليكم أسعار الذهب في الأردن الخميس   تكميلية التوجيهي اليوم .. والنتائج مطلع شباط   البلبيسي : الفيروس المنتشر حاليا في الاردن هو الإنفلونزا وليس كورونا   تقرير ديوان المحاسبة يظهر عدم تسجيل مخالفات حول أداء تنظيم الطاقة والمعادن   أجواء باردة نسبيًا اليوم وانخفاض على الحرارة غدًا   الشرع: المقاتلون الأجانب في سوريا يستحقون مكافأة   اعلان هام صادر عن "ادارة العمليات العسكرية" بخصوص محافظتي اللاذقية وحمص   خارطة النفوذ الإسرائيلي الجديد في سوريا - تفاصيل   "الادارة الجديدة في سوريا" تنوي تدفيع ايران 300 مليار دولار كتعويضات عن دورها في عهد "الاسد"!   ديوان المحاسبة: هذا ما وجدناه في "صندوق المعونة الوطنية"   كيف ستكون حالة الطقس خلال الايام الثلاثة القادمة؟ "الارصاد" تجيب ..   الأردن.. اختفاء 177 سماعة طبية من المركز الوطني للسمعيات   قرار صادر عن "الادارة السورية الجديدة" يخص زوجة الرئيس السوري السابق بشار الأسد   العيسوي يرعى احتفال نادي ضباط متقاعدي عمان باليوبيل الذهبي لتأسيسه   لقاءات الملك 2024: ترسيخ لنهج هاشمي أصيل في بناء الوطن   ديوان المحاسبة يكشف عن أموال منح غير مصروفة وانتهاء حق سحبها   115 ألف دينار صرفت لمؤذنين متغيبين عن عملهم

ماذا على المواطن أن يفعل؟

{clean_title}

في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي نمر بها ، والتوقعات التي لا نريد أن نزيدها سوداوية ، يصعب التفكير بالنتائج ، فالمستقبل لا أحد يستطيع توقعه تماما ، ولكن يكفي أن نسمع طرقاته على أبواب الأيام المتعبة التي تحملنا ونحملها تعبا وفقرا واضطرابا نفسيا واقتصاديا ، وبدل أن نحصد ثمار إنجازنا ، لا نرغب في زرع الشكوى في كل أركان حياتنا ، في ظل حكومات سابقة لم تضع في تصوراتها مسألة التنوع والخطط البديلة ، فقد تعاملت مع الواقع حسب المستجدات وردود الأفعال وكثيرا ما تتعامل بـ» القطاعّي « .

ماذا على المواطن أن يفعل ؟ سؤال صعب شيئا ما ، ولكن لنقف لساعة من الزمن في أحد الشوارع المترفة في العاصمة عمان ، أو على قوارع الطرق الرئيسة ، ولننظر كيف أن شبابا لا زالوا في بداية طريق « جهادهم المعيشي « يتبخترون على متن سيارات أثمانها باهضة جدا ، وتعد في حساب مواطن فقير في مكان آخر مفتاح فرج لبناء غرفتين لأسرته ، أو كنزاً يسد عجز موازنة أسرته .

حينما بدأت الأزمة الاقتصادية العالمية عام 2008 ، قالت لي زميلة صحفية تعيش في الولايات المتحدة أنها كانت تشاهد العديد من الأشخاص الميسورين وهم يتبضعون من المحلات الكبرى ويخرجون بالأكياس الكبيرة ، وتلاحظهم يسرعون في نقل حاجياتهم الى سياراتهم محاولين إخفاءها بسرعة ، كي لا يلاحظ بذخهم المارة من المعوزين والفقراء والمنهارين اقتصاديا ، وهذه بالضبط مسئولية أدبية للأغنياء تجاه مجتمع يعاني الفقر ، فماذا يستطيع أن يقدم الأغنياء والميسورون عندنا ، أليس أقلها أن يستتروا .

لا يمكن أن تطلب من مواطن أن يموت شهيدا على يد رغيف خبز، وجاره يموت تخمة ، ثم نحاول أن نقنعه بأن لا يشتم الجار ومن أجاره ، لا يمكن أن نملك الجرأة لإقناع مواطن بأهمية الصبر في انتظار حافلة عمومية تتأخر كثيرا عن موعدها ، وهو يقف ليشاهد مجموعة شباب وصبايا يمتطون مركبات ثمنها 50 الف دينار ، لا تخدم عائلة ولا مجتمعا، فقط لتنضم الى نادي البذخ، وهي مثال حي على التغيير المجتمعي نحو اللا انتماء للمكان ولا للبيئة عدا عن أنها مزعجة جدا .

من العيب أن تحسد غنيا على وضعه ، فالله يقسّم الأرزاق بين الناس ، ثم يأمرهم أن « يؤدوا الصدقات « وأن ينفقوا من أموالهم ، وأن يخرجوا الزكاة ، وكل هذا نجده في المجتمعات الغربية التي صاغت مبدأ التكافل الاجتماعي بطرقها الخاصة ، ولكن على أغنياء في الأردن وأثريائه وميسوريه أن يراعوا مشاعر الآخرين من عامة الناس ، فلا يعقل أن يدير أصحاب الأموال ظهورهم لمن لا يجد مصاريف بيته ، لا أن يبقى الغني على غناه وأكثر ، والفقير يزداد فقرا وأكثر .

في المقابل على المواطنين جميعهم أن يشرعوا في تطبيقات عملية لإعادة بناء العادات والتقاليد المجتمعية والتخلص من العادات البالية والضارة ، خاصة من ناحية النمط الاستهلاكي المفرط الذي تعودنا عليه منذ نهاية السبعينات ، فتلك الطفرة لم تجلب لنا سوى « الفشخرة الكاذبة « ، ثم هاهم أبناؤنا يتصرفون وكأنهم مشاهير بلباسهم وترفهم واستخدامتهم الهاتفية والترفيهية، فالى متى نبقى نستهلك أضعاف أضعاف ما ننتج ، وعلى مستهلكات غير ضرورية ، ونبذخ أحيانا لمجرد البذخ أو مجاراة الآخرين ، لينطبق علينا المثل القائل « فقر وغندرة « .

لقد حان الوقت لنزيح فئة عن أعيننا لنرى الى أين نحن ذاهبون ، ولا يكفي أن نبقى في مجتمعنا نتكلم ونسرد قصص هذه الفئة التي أذهبت ما كنا نملك من موارد دولة وثروات طبيعية وتقاليد محترمة وأقحمتنا بسياسات السوق المعولم نحو أمتلاك كل ما نشتهي على حساب ما نحن بحاجته فعلا ، فنحن للأسف ليس عندنا حلول جذرية ، فلنبحث عن حلول شخصية لكل منا بالمنطق ولنقتصد ولنراعي مشاعر الفقراء والمحتاجين في وطننا الذي قوامه شباب معظمهم غير منتج ، وبهم فلنبدأ تغيير وجه الإنتاج والإستهلاك والتعامل .