قمة" عمان" تحظى بسخونة ملفاتها العربية والدولية .
تتكل الجهود الاردنية من جديد باستضافة القادة العرب في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة ورئاسة الدورة العادية الثامنة والعشرين، تجسيداً لدورها البنّاء في مسيرة العمل العربي المشترك، وحضورِها الفاعل في جامعة الدول العربية التي تأسّست قبل سبعة عقود من الزمان .
انعقاد القمة في الاردن يؤكد دوره الهام والتاريخي في الاجماع العربي المشترك ، مما يؤكد أن اختيارها دليل واضح على اهمية الاردن ودوره في الوفاق والاتفاق العربي، نظرا لدور جلالة الملك عبدالله الثاني وجهوده الدؤوبة دوما في البحث عن حلول عادلة وسلمية تقوم على نهج التشاركية و الحوار والانفتاح في جميع القضايا العربية.
والأهتمام العربي والعالمي واضح من خلال التمثيل الاعلامي و حجم التغطيات الاعلامية من خلال رصد المتابعة وتحليل مضمون القمة نظراً للموضوعات المدرجة على جدول أعمالها، ان انعقاد القمة في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر فيها المنطقة يؤكد المكانة التي يتمتع بها الاردن وأنه يمثل نموذج الاجماع العربي تاريخيا.
وهنا لابد من الاشارة الى الجهود التي يقوم بها جلالة الملك لدعم القضايا العربية، موضحا ان اهمية المؤتمر تأتي من جدول اعماله خاصة في ظل ما تشهده المنطقة من ظروف صعبة تستدعي تضافر الجهود بهدف الوصول الى الاجماع العربي حيال مختلف الملفات والقضايا.
أن القمة تأتي في ظل تحديات كبيرة على الصعيدين الإقليمي والعربي، كما أنها تضع الأردن كمحور رئيس نتيجة لدوره ، لافتا الى أن هناك ملفات كثيرة تفرض نفسها على جدول أعمال القمة، منها الملف السوري، واليمني، والعراقي والليبي، إضافة الى أزمة اللاجئين، مكافحة التطرف والارهاب ، والازمة الاقتصادية .
ان انعقاد القمة العربية في هذه الفترة الحرجة التي يمر بها الإقليم ودول المنطقة يكسبها أهمية بالغة، بسبب سخونة الملفات التي ستناقشها.
وفي قراءة أوليه من خلال متابعة اجتماعات للجان المنبثقة عن القمة والتي بأشرت من عدة أيام في السعي نحو إنجاز مشروع سياسي عربي يحمل ملامح موّحدة ورؤية واحدة ، متفقا عليها إزاء القضايا العربية المصيرية وإزاء الأحداث الجارية التي تمر بها المنطقة والعالم ،بما يعود بالنفع على المصالح العربية المشتركة.
ان انعقاد القمة في عمان عاصمة الوفاق والاتفاق يؤكد ان اختيارها دليل واضح على اهمية الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ودوره في الاجماع العربي والجهود التي يبذلها جلالته لايجاد حلول عادلة وسلمية تقوم على الحوار في جميع القضايا العربية.
نتطلع ان تحقق القمة النتائج المرجوة التي تتطلع لها الشعوب العربية وأن تخرج بنتائج وتوصيات عملية لكل ما يجري وانقاذ الدول من التقسيم ووقف الاقتتال والحروب وانقاذ شعوبها من ويلات سفك الدماء والتشرد نتيجة التطرف والارهاب وأنعدام الحوار ، لافتا الى أن القادة امام تحديات كبيرة في هذه القمة في ظل ما تمر به المنطقة بأسرها.
التحدي الهام هو ضرورة إنجاح مساعي جلالة الملك عبدالله الثاني لتكون قمة عمان هي قمة المصالحات العربية الهادفه لتخطي المرحلة السابقة التي حملت حدية و خلافات برزت بين بعض من الدول العربية ، ولعل ملف القدس ودور الهاشميين في المحافظة على عروبتها سيحظى بالاهتمام والاولوية و هو التحدي الاخر ، إضافة الى إنجاح التسوية السورية السورية سيكون التحدي الأبرز .
ونتطلّع لأن تساهم قمة عمان بالروح الايجابية في توطيد البنيان العربي المشترك بكافة المجالات . وان تحقق اللجانُ التحضيرية المنبثقة عن الدورة العادية الثامنة والعشرين لهذا الحدث العربي والإقليمي المهمّ، بجميعَ جهودها لضمان إنجاح القمة، لان التاريخ سيسجل من هنا من عمان التوافق والاتفاق العربي على أرض الحشد والرباط ليعلن نجاح القمة .