آخر الأخبار
  زخات متفرقة من المطر السبت   الأردن يرحب بقرار الجمعية العامة الذي يمدّد ولاية (أونروا)   تحذير "عالي الخطورة" من الأرصاد للعقبة ومعان والأغوار والبحر الميت   سلامي: تواجد المنتخب في المجموعة العاشرة جيد   مديرية الأمن العام تحذر من حالة عدم الاستقرار الجوي المتوقعة   "النشامى" والأرجنتين والنمسا والجزائر في دوري المجموعات بكأس العالم 2026   وزارة الزراعة: لم تُسجل حالات غش داخل مهرجان الزيتون الوطني   الغذاء والدواء: لا تشتروا المنتجات إلا من منشآت مرخصة تخضع للرقابة   هذا ما ستشهده حالة الطقس في المملكة خلال الساعات القادمة   العثور على جثة شخص مقتول داخل منزل في لواء الأزرق   تسرب غاز يودي بحياة ثلاثة أشخاص وإصابة آخر   الجيش يحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة على الواجهة الجنوبية   الملك يشارك في قمة أردنية أوروبية تستضيفها عمّان الشهر المقبل   النقل البري: رقابة مشددة على التطبيقات غير المرخصة وتسعيرة تنافسية قريباً   إدارة الأزمات تحذر: اضطرابات جوية خلال 48 ساعة وسيول محتملة في عدة مناطق بالاردن   منخفض البحر الأحمر يؤثر على الأردن نهاية الأسبوع وزخات رعدية من الأمطار مساء السبت   يديعوت: مقتل ياسر أبو شباب بضرب مبرح من عناصر داخل عصابته   بيان صادر عن "ميليشيا ياسر ابو شباب" حول مقتله؛ لا صحة للأنباء حول استشهاده على يد الحركة بل قُتل أثناء فضه لنزاع عشائري   وزير المياه: قطاع المياه بالأردن "ليس له مثيل عالميًا" .. و"لا يوجد أي دولة توفر خدمة المياه لمواطنيها أسبوعيًا“   بني مصطفى: التزام وطني راسخ بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة… وجمعية رعاية الطفل الخيرية نموذج تطوعي متميز في مجال الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة

عجائز "الوحدة"

{clean_title}

 

كُنّا في مطالع الصبا نضحك كثيراً على السيّدات المُسنّات ونطلق عليهن لقب عجائز «الوحدة»، فكلما مررنا بسرب من « الحجّات» ممن يمشين معاً ويتعكّزن على بعضهن، كنا نبدأ بالقهقهة والتعليق دون أي سبب واضح لذلك! فإذا لمحنا مجموعة منهنّ في السوق ينصحن بعضهن بأقمشة معينة، أو يتوقفن لأكل قطعة حلوى أو ساندوش فلافل، كنا بسبب هوج تلك المرحلة العمرية – نضحك كمن يتفرّج على فيلم كوميدي!

لم أكن قد فكّرت ابداً بمعنى مصطلح عجائز الوحدة، الى أن ماتت جدتي لأمي –رحمها الله - هذا الربيع، ورأيت صديقاتها ورفيقات دربها كيف أمضين كل أيام العزاء في البكاء الحار عليها، وفي تذكّر فضائلها وطبخاتها وجمالها، وذلك الثوب «المقصّب» الذي أحضره جدي لها فطلبت نسخة منه لكل واحدة من رفيقاتها. ومع دموعهن الصادقة،  وذكريات العمر الجميل قفز الى ذهني التفسير :  انّهن عجائز الوحدة في أجمل صورها، وحدة المشاعر والفرح والحزن، وحدة المصير الذي ينتظرنا جميعاً على عجل.

أما نحن النساء الشابات فيجب أن يطلق علينا الجيل القادم- كما فعلنا بسالفاتنا – مصطلح» نساء الوحدة»، أيضاً، ولكن : الوحدة التي تعني أن يكون الإنسان وحيداً، وليس متوحداّ مع غيره. فنحن اليوم لم نعُد نعرف من الصداقة الحقيقية إلا الشكل دون الجوهر؛ صداقة فناجين القهوة العابرة في المقاهي الغائمة بالنميمة والحسد ولأنانية . الصداقة التي لا تعرف طريق البيوت ولا طعم الإشتياق الحقيقي، ولا تذرف ولو دمعة واحدة لمصائب الصديق وكبواته.

هناك من يمكن استثناؤه من هذه القاعدة : أي قد نجد نماذج من الصداقة الوثيقة،ولكن لعلها تتفكك مع أول اختبار تفوّق أو إنجاز هام ينجزه صديق دون آخر، أعرف أصدقاء تقرّقوا عندما علق أحدهم «ستائر « جديدة على حائطه، في مفارقة عجيبة تظهر كيف  يسدل الستار على عشرة عمر من أجل (برداية)!  

الفرق الوحيد بين الصداقة الأبدية، وتلك العابرة، هو أن الذكي لا يسمح للشعور بالتنافُس : والذي يولد مع البشر بشكل طبيعي - بالطُغيان على الشعور بالمحبة والحاجة الى الآخرين، والذي يستبعده المتغطرس الحسود الذي يبتلع ريقُهُ مرتين إذا اصبتَ جديداً، ويحياه-وينأى به  الواقعيّ من أصحاب القلب الطيّب، الذين يقدرّون معنى المشاركة.

المرأة التي تنظر لكل النساء على أنهن مشروع خطر على جمالها أو إنجازها، ستكتشف في يوم ما بأنها خطيرة على نفسها بذات المقدار، وستصبح من نساء» الوحدة» الوحيدات تماماً!ولكن أجمل نصيحة لجدي وجدتي رحمهما الله تقول : « مِن عَدّ زلاّت الصديق... جافاه.»