آخر الأخبار
  الأردن.. ما المقصود بالمرتفع السيبيري؟   نشاط تطوعي لنادي الأرينا وقسم البصريات بجامعة عمان الأهلية في روضة ومدارس اللاتين – الفحيص   الأشغال: البدء بإعادة إنشاء طريق محي-الأبيض في الكرك   أجواء مشمسة ولطيفة في اغلب المناطق اليوم وانخفاض ملموس الأحد والاثنين   تعرف على سعر الذهب اليوم السبت في الاردن   الفنان ايهاب توفيق برفقة المنتج عنان عوض في قهوة أبو نعيم / صور   نيويورك تايمز: هدنة محتملة بلبنان لـ60 يوما   تقرير بريطانيّ يكشف ما تخشاه ايران من الانتقام الاسرائيلي!   نقابة الأطباء تقيم يوم طبي مجاني في عمان   كتلة هوائية باردة جدًا من أصول سيبيرية تؤثر على الأردن   الافتاء تدعو الأردنيين للمشاركة بصلاة الاستسقاء   الأردن .. الدفاع المدني يتعامل مع 51 حادث اطفاء   الأردن على موعد مع موجة برد سيبيرية مبكرة: برودة شديدة وصقيع منتظر الأسبوع المقبل   أجواء لطيفة في معظم المناطق اليوم وكتلة هوائية باردة تؤثر على الأردن الأحد   الخيرية الهاشمية”: إرسال أكثر من 57 ألف طن من المساعدات إلى غزة منذ بدء العدوان   نحو 6200 لاجئ غادروا الأردن منذ مطلع العام لإعادة توطينهم في بلد ثالث   وزير الدفاع الإيطالي: سنضطر لاعتقال نتنياهو إذا وصل إلى إيطاليا تنفيذًا لمذكرة الجنائية الدولية   هل تتضمن موازنة 2025 رفعاً للضرائب؟ الوزير المومني يجيب ويوضح ..   البنك الأردني الكويتي يبارك لـ مصرف بغداد بعد حصوله على جائزة أفضل مصرف تجاري في العراق   الإدارة المحلية: 75% من موازنة البلديات رواتب للموظفين

عجائز "الوحدة"

{clean_title}

 

كُنّا في مطالع الصبا نضحك كثيراً على السيّدات المُسنّات ونطلق عليهن لقب عجائز «الوحدة»، فكلما مررنا بسرب من « الحجّات» ممن يمشين معاً ويتعكّزن على بعضهن، كنا نبدأ بالقهقهة والتعليق دون أي سبب واضح لذلك! فإذا لمحنا مجموعة منهنّ في السوق ينصحن بعضهن بأقمشة معينة، أو يتوقفن لأكل قطعة حلوى أو ساندوش فلافل، كنا بسبب هوج تلك المرحلة العمرية – نضحك كمن يتفرّج على فيلم كوميدي!

لم أكن قد فكّرت ابداً بمعنى مصطلح عجائز الوحدة، الى أن ماتت جدتي لأمي –رحمها الله - هذا الربيع، ورأيت صديقاتها ورفيقات دربها كيف أمضين كل أيام العزاء في البكاء الحار عليها، وفي تذكّر فضائلها وطبخاتها وجمالها، وذلك الثوب «المقصّب» الذي أحضره جدي لها فطلبت نسخة منه لكل واحدة من رفيقاتها. ومع دموعهن الصادقة،  وذكريات العمر الجميل قفز الى ذهني التفسير :  انّهن عجائز الوحدة في أجمل صورها، وحدة المشاعر والفرح والحزن، وحدة المصير الذي ينتظرنا جميعاً على عجل.

أما نحن النساء الشابات فيجب أن يطلق علينا الجيل القادم- كما فعلنا بسالفاتنا – مصطلح» نساء الوحدة»، أيضاً، ولكن : الوحدة التي تعني أن يكون الإنسان وحيداً، وليس متوحداّ مع غيره. فنحن اليوم لم نعُد نعرف من الصداقة الحقيقية إلا الشكل دون الجوهر؛ صداقة فناجين القهوة العابرة في المقاهي الغائمة بالنميمة والحسد ولأنانية . الصداقة التي لا تعرف طريق البيوت ولا طعم الإشتياق الحقيقي، ولا تذرف ولو دمعة واحدة لمصائب الصديق وكبواته.

هناك من يمكن استثناؤه من هذه القاعدة : أي قد نجد نماذج من الصداقة الوثيقة،ولكن لعلها تتفكك مع أول اختبار تفوّق أو إنجاز هام ينجزه صديق دون آخر، أعرف أصدقاء تقرّقوا عندما علق أحدهم «ستائر « جديدة على حائطه، في مفارقة عجيبة تظهر كيف  يسدل الستار على عشرة عمر من أجل (برداية)!  

الفرق الوحيد بين الصداقة الأبدية، وتلك العابرة، هو أن الذكي لا يسمح للشعور بالتنافُس : والذي يولد مع البشر بشكل طبيعي - بالطُغيان على الشعور بالمحبة والحاجة الى الآخرين، والذي يستبعده المتغطرس الحسود الذي يبتلع ريقُهُ مرتين إذا اصبتَ جديداً، ويحياه-وينأى به  الواقعيّ من أصحاب القلب الطيّب، الذين يقدرّون معنى المشاركة.

المرأة التي تنظر لكل النساء على أنهن مشروع خطر على جمالها أو إنجازها، ستكتشف في يوم ما بأنها خطيرة على نفسها بذات المقدار، وستصبح من نساء» الوحدة» الوحيدات تماماً!ولكن أجمل نصيحة لجدي وجدتي رحمهما الله تقول : « مِن عَدّ زلاّت الصديق... جافاه.»