ابتكر الباحثون جهازا جديدا يلتف حول القلب ويضخ الدم يمكن أن يساعد في شفاء أولئك الذين يعانون من قصور في القلب ويقلل خطر السكتة الدماغية.
وذكر فريق البحث من جامعة هارفارد ومستشفى بوسطن للأطفال في الورقة البحثية التي نُشرت من قبل "Science Translational Medicine" أن الجهاز يهدف إلى تفعيل وظيفة القلب إذا تعطلت.
ويُصيب فشل القلب حاليا حوالي 5.7 ملايين شخص في الولايات المتحدة، ويُكلف الأمر البلاد ما يقدر بنحو 30.7 مليار دولار سنويا، وفقا لجمعية القلب الأمريكية.
وتنطوي العلاجات الحالية لقصور القلب على استخدام آلات مساعدة البطين (VAD) التي تضخ الدم ميكانيكيا عبر قلب المريض عن طريق أنبوب يمر داخل الجسم، حيث تقوم الأجهزة الخارجية برصد الحالات التي يمكن أن تؤدي إلى تجلط الدم والسكتات الدماغية.
ونتيجة لوجود خطر الإصابة بالسكتات الدماغية، يحتاج المرضى الذين يستخدمون VAD إلى تناول مضادات التخثر (منع تجلط الدم)، وبالرغم من ذلك ما تزال تحدث السكتات القلبية في ما يصل إلى نحو 20% من المرضى.
ويستخدم مرضى قصور القلب VAD هذا في أثناء انتظارهم عملية زراعة القلب، ولكن يعيش معظمهم مع هذه الأجهزة بقية حياتهم.
لذا ابتكر الباحثون جهاز روبوت لين "soft robotic sleeve" يُزرع بشكل ملائم حول القلب ويقدم المساعدة للبطين دون ملامسة الدم المتدفق من خلال القلب، مما يخفض من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية ويلغي الحاجة إلى تناول مضادات تخثر الدم.
ويتكون الجهاز الجديد من السيليكون المرن الذي يمكن تعديله ليناسب حجم القلب، ويدعم الروبوت مجموعة من أجهزة ضخ الدم المستخدمة للحد من الاحتكاك وحالات الالتهاب في الوقت الذي يتحرك فيه الجهاز المزروع على سطح القلب.
ويستخدم الجهاز الجديد الهواء المضغوط من أجل تشغيل عضلات السيليكون الاصطناعي، مما يتيح إمكانية محاكاة حركات القلب بطريقتين: اللف والضغط. ويمكن لأجهزة الاستشعار قياس الضغط المبذول من قبل الجهاز وتنظيم الحركة على جانبي القلب.
ويمكن أن يكون نظام التحكم في الروبوت متزامنا مع ضربات قلب المريض، وكذلك تخصيص الجهاز لاحتياجات أخرى محددة من أجل علاج الأمراض.
وحتى الآن، تم اختبار الجهاز على الحيوانات فقط ولكنه أظهر نتائج واعدة، حيث استُخدمت عقاقير لتحفيز قصور القلب الحاد عند الخنازير، مما أدى إلى تراجع عمل القلب بنحو 45%.
وهنا تمكن الباحثون من علاج حالة قصور القلب عند الخنازير باستخدام الجهاز الجديد، ليعود عمل القلب إلى طبيعته بنسبة تصل إلى ما يقرب من 97%.