أنا رجل في منتصف الثلاثينات, قد من الله علي بالنجاح في عملي.
توفي أبي منذ كنا صغارا, وتولت أمي تربيتنا أنا وأخي الذي يصغرني بعامين. بعد بضعة سنين تزوجت أمي بالسر من أحد اقاربها المتزوج أصلا ولم تخبرنا, لكن بعد سنتين أو ثلاث, اضطرت لإخبارنا. عارض أخي الأمر بشدة ولكني أخذت الأمر بتفهم أكثر, فمن حقها الشرعي أن تتزوج اذا أرادت, لكنني لم أكن مرتاحا لمسألة عدم إشهار ذلك الزواج. قالت لنا وقتها أنها لم ترغب بإشهار الزواج رغبة منها بعدم الاساءة الى الزوجة الأولى
. أمي بدأت تدريجيا تنشغل بزوجها وأولاده من الزوجة الأولى رغم وجود الزوجة الأولى, وكان لديهم الكثير من المشاكل الإجتماعية والدراسية والسلوكية,
كبرنا أنا وأخي واعتمدنا على أنفسنا, ولم يكن لزوج أمي أي دور في حياتنا, لا بخير ولا بشر. مع الوقت, خفف أخي من معارضته, لكنه لم يتقبل الأمر كليا الى الآن. من باب البر بوالدتنا, منذ أن بدأنا نعمل, صرنا نخصص لها نسبة ثابتة من رواتبنا ومداخيلنا. كلما تحسن عملنا, كلما زاد حجم المال الذي نقتطعه لها.
لكن مع الوقت صارت أمي تطلب المزيد, مع أن المال الذي صرنا نعطيها أصبح يكفي عائلة من عدة أفراد. لم نبخل عليها, وهي تطلب المزيد, حتى جاء يوم وطلبت مبلغا كبيرا.
بينما نتحدث أنا واخي, علمنا أنها طلبت المبلغ من كلانا, ولا ندري لماذا تحتاجه, وكانت تلح بطلبه. سألتها عن السبب فلم تقل, ولما رأتني متريث في الأمر, اعترفت أنه مبلغ تريد أن تدفعه عن ابن زوجها الذي استدان لشراء سيارة ثم حطمها بحادث وهو مهدد بالسجن.
علما أن هذا الشاب هو عاطل وغير مسؤول وخلفه شبهات كثيرة من سرقة واعتداء.
كان يهرب من المدرسة ويأخذ المال من أبيه لأجل دروس خصوصية ولم يكن أصلا يدرس ولا أحد يعرف كيف يصرفها. حينها أحسست أن أمي تستغلني لأجل زوجها, وكان لأخي الرأي نفسه حين علم بسبب طلب المبلغ. أنا لا مشكلة لدي أن أعطي أمي المبلغ المطلوب هذه المرة ان كان ذلك يسعدها, لكن ليس من العدل أن أنفق على أولاد زوجها, الذين يعيشون حياة بذخ وعدم مسؤولية على حسابنا.
لا أدري إن كان زوجها يضغط عليها, ولكن تبدو معاملته لها جيدة.
لا أريد ان أواجهها بما أشعر به, ولجمت أخي عن فعل ذلك, حتى لا تحزن, لكن لا يمكن للأمر أن يستمر على هذه الحال. ماذا تنصحوني أن أفعل؟