آخر الأخبار
  الصفدي يرجح تقديم الحكومة بيان الثقة الأسبوع المقبل   الأردن.. ما المقصود بالمرتفع السيبيري؟   نشاط تطوعي لنادي الأرينا وقسم البصريات بجامعة عمان الأهلية في روضة ومدارس اللاتين – الفحيص   الأشغال: البدء بإعادة إنشاء طريق محي-الأبيض في الكرك   أجواء مشمسة ولطيفة في اغلب المناطق اليوم وانخفاض ملموس الأحد والاثنين   تعرف على سعر الذهب اليوم السبت في الاردن   الفنان ايهاب توفيق برفقة المنتج عنان عوض في قهوة أبو نعيم / صور   نيويورك تايمز: هدنة محتملة بلبنان لـ60 يوما   تقرير بريطانيّ يكشف ما تخشاه ايران من الانتقام الاسرائيلي!   نقابة الأطباء تقيم يوم طبي مجاني في عمان   كتلة هوائية باردة جدًا من أصول سيبيرية تؤثر على الأردن   الافتاء تدعو الأردنيين للمشاركة بصلاة الاستسقاء   الأردن .. الدفاع المدني يتعامل مع 51 حادث اطفاء   الأردن على موعد مع موجة برد سيبيرية مبكرة: برودة شديدة وصقيع منتظر الأسبوع المقبل   أجواء لطيفة في معظم المناطق اليوم وكتلة هوائية باردة تؤثر على الأردن الأحد   الخيرية الهاشمية”: إرسال أكثر من 57 ألف طن من المساعدات إلى غزة منذ بدء العدوان   نحو 6200 لاجئ غادروا الأردن منذ مطلع العام لإعادة توطينهم في بلد ثالث   وزير الدفاع الإيطالي: سنضطر لاعتقال نتنياهو إذا وصل إلى إيطاليا تنفيذًا لمذكرة الجنائية الدولية   هل تتضمن موازنة 2025 رفعاً للضرائب؟ الوزير المومني يجيب ويوضح ..   البنك الأردني الكويتي يبارك لـ مصرف بغداد بعد حصوله على جائزة أفضل مصرف تجاري في العراق

«بقجة» أحلامي

{clean_title}

في الشارع الطويل الواصل الى عرش الشمس، بحثت عن مكان لي في سوق «الحرامية» اعرض فيه بضاعتي..كنت التفتُ على طرفي الرصيف المزروع بالسيقان المتعبة والسلع البائسة متسائلاً: لماذا مقتنيات الفقراء دائماً ناقصة؟؟؟ ..دراجة من غير عجلات، خزانة بدون ابواب، مروحة من غير أجنحة، كراسي من غير ظهور..ومراجيح بدون سلاسل ..لماذا يقضم الفقر دائماً تفاحة الفقير حتى لو كانت ذابلة ومهملة..؟؟
***
لا مكان لي هنا، «البسطات» متراصة، والباعة متفاهمون فيما بينهم، أصحاب الحرف يعاينون أدوات حرفهم ونواقص عِدَدِهم،يفاصلون على السعر، يقيمون عرضا تجريبياً للتأكد من الصلاحية او الكفاءة وفي نهاية الأمر يشترون او يتركون.. هنا أدوات النجارة، هنا الحدادة،هنا لوازم البيت، هنا «صرامي» لأقدام كثيرة مشت في كل الاتجاهات وتوقفت في مكان واحد، هنا الكهربائيات المستعملة..وهناك كل شيء حتى اللا شيء..
في آخر السوق، وبالقرب من أقفاص الدجاج الصفراء التي تحيط بديوك المزارع السمينة الهرمة، ذات الذيول والرقاب الممعوطة والأعراف المائلة والريش المتّسخ والاداء «الذكوري» المشين الذي صار يرافقها في أرذل العمر...وجدت فسحة صغيرة أستطيع أن اعرض بها بضاعتي،أنزلت من على ظهري «بقجة احلامي»..حللت عقدتها الفوقية ..وبدأت بنشرها على الرصيف.. منادياً..
لحق هون...جاي هون..قرب هون..يا الله هون...
عدالة اجتماعية..بسعر البلاش...قرب يابا قرب..
حلم القضاء ع الفساد.. بحال الوكالة، ع الفحص ..وكفالته معه
قانون انتخاب عصري ...بشتغل ع كهربا وبطاريات
طقم اصلاح سياسي...(بكرتونته) و مكفول
(ولاية عامة) ..3 طقات...
جكات سياسية...لفك براغي (الشدّ العكسي)
شفافية ونزاهة.. قطف السنة..
(دزينة) أحلام .. من اين لك هذا ؟
من يشتري مني أحلامي ..بأقل من سعر التفكير بها ..من يبدلني «بقجة الاحلام» بوسادة...
بُحَّ صوتي وانفضّ السوق من حولي وأحلامي ما زالت ملقاة على الرصيف لا يسومها أحد...
***
في سوق الحرامية: يبيعونك البضاعة المسروقة ويقبضون الثمن..
اما في سوق السياسة ..فأنهم يبيعونك الأحلام..ثم يسرقونها منك...
و
تدفع الثمن..