آخر الأخبار
  محادثات أردنية صينية موسعة في عمّان   الأمانة تعلن الطوارئ المتوسطة استعدادا للمنخفض   عمان الأهلية تُوقّع اتفاقية تعاون مع شركة (Codemint) لتطوير مخرجات التعلم   الأميرة سمية بنت الحسن تكرّم عمّان الأهلية لتميّزها في دعم الريادة والابتكار   الحكومة تصرف معونة الشتاء لمرة واحدة 20 دينارا للأسرة   مجلس الوزراء يكلف الاشغال بطرح عطاءات مدينة عمرة   إعفاء لوازم مشروع الناقل الوطني من الضريبة والرسوم   نظام معدل للأبنية والمدن: تخفيض قيود المشاريع ورسوم بدل المواقف   الحكومة ترفع الرسوم المدرسية على الطلبة غير الأردنيين إلى 300 دينار   ارتفاع أسعار الذهب محليا   منخفض جوي مساء اليوم وطقس بارد وماطر   فيضانات مفاجئة في آسفي المغربية تخلف 7 قتلى و20 مصابا   المواصفات والمقاييس: المدافئ المرتبطة بحوادث الاختناق مخصصة للاستعمال الخارجي فقط   الاتحاد الأردني يعلن إجراءات شراء تذاكر جماهير النشامى لكأس العالم 2026   20 دينارا للأسرة .. الحكومة تصرف معونة الشتاء لمرة واحدة   الموافقة على تعديل الأسس المتعلقة بتحديد الرسوم المدرسية للطلبة غير الأردنيين   السفيران سمارة والمومني يؤديان اليمين القانونية أمام الملك   مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي الخلايلة والعواملة   الملك يلتقي فريق الجناح الأردني في إكسبو 2025 أوساكا   الخالدي يكشف عن "خدمة المعالجة المركزية لمعاملات الافراز" في دائرة الأراضي والمساحة

«بقجة» أحلامي

{clean_title}

في الشارع الطويل الواصل الى عرش الشمس، بحثت عن مكان لي في سوق «الحرامية» اعرض فيه بضاعتي..كنت التفتُ على طرفي الرصيف المزروع بالسيقان المتعبة والسلع البائسة متسائلاً: لماذا مقتنيات الفقراء دائماً ناقصة؟؟؟ ..دراجة من غير عجلات، خزانة بدون ابواب، مروحة من غير أجنحة، كراسي من غير ظهور..ومراجيح بدون سلاسل ..لماذا يقضم الفقر دائماً تفاحة الفقير حتى لو كانت ذابلة ومهملة..؟؟
***
لا مكان لي هنا، «البسطات» متراصة، والباعة متفاهمون فيما بينهم، أصحاب الحرف يعاينون أدوات حرفهم ونواقص عِدَدِهم،يفاصلون على السعر، يقيمون عرضا تجريبياً للتأكد من الصلاحية او الكفاءة وفي نهاية الأمر يشترون او يتركون.. هنا أدوات النجارة، هنا الحدادة،هنا لوازم البيت، هنا «صرامي» لأقدام كثيرة مشت في كل الاتجاهات وتوقفت في مكان واحد، هنا الكهربائيات المستعملة..وهناك كل شيء حتى اللا شيء..
في آخر السوق، وبالقرب من أقفاص الدجاج الصفراء التي تحيط بديوك المزارع السمينة الهرمة، ذات الذيول والرقاب الممعوطة والأعراف المائلة والريش المتّسخ والاداء «الذكوري» المشين الذي صار يرافقها في أرذل العمر...وجدت فسحة صغيرة أستطيع أن اعرض بها بضاعتي،أنزلت من على ظهري «بقجة احلامي»..حللت عقدتها الفوقية ..وبدأت بنشرها على الرصيف.. منادياً..
لحق هون...جاي هون..قرب هون..يا الله هون...
عدالة اجتماعية..بسعر البلاش...قرب يابا قرب..
حلم القضاء ع الفساد.. بحال الوكالة، ع الفحص ..وكفالته معه
قانون انتخاب عصري ...بشتغل ع كهربا وبطاريات
طقم اصلاح سياسي...(بكرتونته) و مكفول
(ولاية عامة) ..3 طقات...
جكات سياسية...لفك براغي (الشدّ العكسي)
شفافية ونزاهة.. قطف السنة..
(دزينة) أحلام .. من اين لك هذا ؟
من يشتري مني أحلامي ..بأقل من سعر التفكير بها ..من يبدلني «بقجة الاحلام» بوسادة...
بُحَّ صوتي وانفضّ السوق من حولي وأحلامي ما زالت ملقاة على الرصيف لا يسومها أحد...
***
في سوق الحرامية: يبيعونك البضاعة المسروقة ويقبضون الثمن..
اما في سوق السياسة ..فأنهم يبيعونك الأحلام..ثم يسرقونها منك...
و
تدفع الثمن..