آخر الأخبار
  النشامى يجري تدريبه الأخير مساء الأحد للقاء المنتخب السعودي   زيارة تاريخية لرئيس الوزراء الهندي إلى الأردن   الدوريات الخارجية: ضبط مركبة تحمّل 22 راكبًا إضافيًا   الأرصاد: أجواء باردة نسبيًا الأحد وأمطار متوقعة الاثنين   بتنسيق أميركي .. مؤتمر حول "قوة غزة" في الدوحة   ترامب يهدد بـ "رد شديد" بعد هجوم تدمر الذي أسفر عن مقتل جنديين أميركيين ومترجم مدني   "المواصفات والمقاييس": حظر بيع (الشموسة) والتحفظ على 5 آلاف مدفأة من ذات النوع .. ورقابة مشددة قبل وبعد طرحها في السوق المحلي   نقابة الصحفيين تدعو المؤسسات الإعلامية لإنهاء التسويات المالية المطلوبة قبل نهاية العام   بيان امني حول "صوبة الشموسة": وفاة جديدة لشاب في عمّان   البدور: تثبيت مقر المجلس العربي للاختصاصات الصحية في الأردن   الصبيحي: 53.3% من مشتركي الضمان الفعّالين تقل أجورهم عن 500 دينار   النعيمات يغيب عن الملاعب مدة تتراوح بين 4 و 7 أشهر   الشركس: قوة الدينار الأردني تمثل حجر الزاوية في بيئة الأعمال   مدير عام الضمان: إلغاء التقاعد المبكر أمر مستحيل   حالة الطقس في المملكة حتى الثلاثاء .. وتحذيرات هامة للأردنيين   هل سيتم استدعاء موسى التعمري إلى صفوف النشامى لتعويض غياب النعيمات؟ .. مصدر مسؤول يجيب   الاردن: تفاصيل حالة الطقس الليلة وغداً الاحد   هل يستطيع النعيمات اللحاق بالمونديال؟.. طبيب يرد ويوضح   الأمير علي: كنتم على قدر المسؤولية .. وقلوبنا مع يزن   الإحصاءات: انخفاض أسعار المنتجين الصناعيين خلال 10 أشهر

الاعلام الالكتروني قوة يصعب قهرها

{clean_title}

كانت الناس فيما سلف من الزمان , تضرب مثلا , و تستشهد به حين تصف شيئاً ما , بأن له قوة مؤثرة فيقال اقوى من السحر, اعتقاداً ان السحر يجذب الانسان , رغم أنفه , و يسلب ارادته و ينقاد له طوعاً او كرهاً , مستسلماً مثل آلة برمجت لتنجز ما صممت لأجله .

لقد فاز الاعلام الالكتروني على هذه القوة , و تفوق عليها , فعلاً حقيقياً لا سحراً خيالياً , فكان اول افعاله بعد سرعة انتشاره ان كسر حاجز الخوف , ثم اخترق كل تحصينات القلاع و البيوت , في اي بقعة في الارض والسماء , و كان صاحب القوة التي يصعب قهرها , و ان حاول افرادٌ و مؤسسات و حكومات حجبه عن الظهور او تقنينه خشية من نفاذ تأثيره .

ان عملية حجب المواقع الالكترونية غير ممكنة و غير مجدية , و ان حدثت فهي مؤقتة ولا تدوم , فسرعان ما تجد مواقع اخرى و قد تبرعت ان تعمل نيابة عنها, و تؤدي لها رسالتها , و توصل اخبارها , و تحقق مرادها , فالاعلام الالكتروني مرن متلون , كالسائل في الآواني المستطرقة , وهو زئبقي هلامي اثيري لزج , جامع لكل هذه الصفات المتباينة بأحكام و نجاح .

ان امكانية الرقابة على الاعلام الالكتروني شيء صعب المراد , و قد حاولت جهات عدة ضبطه بأنظمة او قوانين فلم تفلح , و شواهد ذلك كثيرة يندر حصرها , و لكن الضابط الوحيد هو الضمير الحي , المغذى من العقيدة و الاخلاق , و هذا أمر تتفاوت نسبته من انسان الى آخر , وهو فاعل بسرعة الوصول و الانتشار , و متأثر بحالة الانفعال بالتسرع و عدم التروي , فقد تكون المشاركة فيه سلبية احياناً, ان لم تضبط بمساحة من التفكير لابداء الرأي والمشاركة .

الاعلام الالكتروني اعاد للسلطة الرابعة مكانتها , و زاد على ذلك بأن دفعها للامام لان تكون السلطة الاولى , و صدق من اطلق عليها صاحبة الجلالة , فهي تستحق ذلك بجدارة , لا هبة و لا منحة من احد , و الاعلام الالكتروني لا يؤمن بالحاجة الى الايام و الساعات لنقل الخبر من قارة الى باقي القارات , بل مباشر و على مدار رمش العين , وقبل ان يرتد الطرف .

ان نجاح الاعلام الالكتروني في استقطاب الشعوب و حتى مستوى المواطن , للمشاركة حين تطلب فضائية او موقع الكتروني المداخلة وطرح الافكار , فتأتي عليها الاراء من كل حدب و صوب , من مختلف المستويات العلمية , و التخصصات المهنية , و الجنسيات البشرية , و الخبرات المتفاوتة , و الولاءات و الانتماءات الصادقة و المشبوهة , تناقش و تحاور في شتى الموضوعات السياسية و الاقتصادية والاجتماعية و كل ما يخالج شأن البشر.

ان اندلاع الثورات العربية , و المسماة بالربيع العربي , كان الاعلام الالكتروني المحرك الاول لها , و الدافع القوي لاستمرارها , رغم ادعاء البعض انه آلة لهذه الثورات , و ليس الباعث لها من سهادها و رقادها .

الاعلام الالكتروني في الاردن , لا يختلف كثيراً في مسعاه و ممشاه عما ذكر انفاً , الا انه ومن وجهة نظر شخصية , قد تفوق على غيره , اذ لم يغرد خارج السرب, ليخدم جهات مخفية , بطرائق قددا , و لم يكن ملهباً لعواطف العامة بالاتجاهات السلبية , وان القائمين على رعايته اردنيون , لا احد يزاود على صدقهم و غزارة علمهم , قوم استحكمت بهم الفضيلة , و نهلوا من نبع العقيدة , حتى الارتواء , فكان همهم سلامة اردنهم , اكثر الله امثالهم عندنا و عند اصدقائنا , و قلل امثالهم عند اعدائنا .

حمى الله الاردن و شعبه و مليكه .