احسن الدكتور فايز الطراونة المكلف في تشكيل حكومة جديدة انه استهل مشاوراته بلقاء رئيسي الاعيان والنواب وعليه ان يستكمل مشاوراته مع الاحزاب والقوى السياسية والاجتماعية الفاعلة في المجتمع المدني.. وليس ثمة شك في ان ابرز هذه القوى التي عليه التشاور معها والاطلاع على مواقفها ورؤاها هي طلائع الحراكات الشعبية والشبابية في العاصمة وفي المحافظات.. وهذا ليس بالامر الصعب اذا ما اريد للاردن ان يشهد اصلاحات حقيقية سياسية واقتصادية واجتماعية.. واذا ما اريد الشروع بكسب ثقة الفعاليات الشعبية والشبابية بخاصة والشعب الاردني بجميع طبقاته وشرائحه الاجتماعية بعامة بعد ان خسرتها الحكومات السابقة.. ذلك ان جسر الفجوة بين الحكومة ومؤسساتها المختلفة من جهة وبين المواطنين من جهة اخرى ضرورة وطنية من شانها تعبيد الطريق امام الحكومة لكي تنجز مهماتها باستكمال انجاز القوانين الاصلاحية كما اكد رئيس الوزراء المكلف..
المهم هو الالتزام بمضامين كتاب التكليف السامي الذي وكما قالت الفعاليات الوطنية قد وضع رؤية ملكية واضحة لاردن المستقبل.. وانه شدد على ضرورة الاسراع في انجاز خطوات الاصلاح السياسي بتشريع قانون الانتخابات العامة اولا وصولا الى اجراء انتخابات شفافة ونزيهة قبل نهاية هذا العام.. فانجاز هذا القانون ضرورة وطنية ملحة.. كما شدد على مكافحة الفساد وبلورة سياسات اقتصادية وتنموية محورها الاساس المواطن.. والمهم هنا التأكيد على تغليب المصلحة الوطنية وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية في صنع القرار.. والمهم ايضا هو ان عمليات الاصلاح وتشريع قوانينه لا تقبل التأجيل او المماطلة او التلكؤ او التردد.. فالتسريع في الاصلاح يحتاج الى جهد استثنائي.. كما يحتاج الى وضع حد لممارسات قوى الشد العكسي الساعية لشل عمليات الاصلاح وحتى تعطيلها الى ابعد مدى ممكن.. والمهم ايضا عدم هدر الوقت في غير العمل على تحقيق خطوات الاصلاح..
والجدير ذكره ايضا ان كتاب التكليف السامي قد شدد على ضرورة تبني استراتيجية وطنية تقوم على مبدأ احترام رسالة الاعلام وحريته والارتقاء بمستواه المهني وحقه في الحصول على المعلومة الصحيحة حتى يتمكن من اداء دوره ورسالته على النحو الافضل مع الاشارة الى توضيح ما تم انجازه والاشارة الى مواضع الخلل والتقصير بكل شفافية ومهنية ومصداقية وبعيدا عن الغوغائية والاساءة لصورة الوطن واغتيال الشخصية واثارة الفتن والنعرات المختلفة..