بدأت بذور مشكلتي عندما كنت شابا يافعا في منزل أهلي
أهلي محافظون جدا ويتمسكون بالعادات والتقاليد ناهيك عن الطبيعة الشرقية الذكورية في التربية والتعامل
كنت الاحظ أن معظم الأعمال المنزلية ملقاة على كاهل شقيقتي المسكينه
التي كانت تكد ليلا ونهارا لتلبية احتياجات الأسرة من غسيل وتنظيف وترتيب
وعندما كنت أمد يد العون لشقيقتي كنت أحس بامتعاض والدتي . . . حتى انها
كانت تنهرني في بعض الأحيان لأن قيام الشاب في أعمال المنزل - حسب اعتقادها -
يتناقض مع رجولته و يتنافى مع هيبته أمام زوجته في المستقبل
عندما تزوجت تغير الحال تماما فأصبحت أساعد زوجتي في أعمال المنزل حسب استطاعتي
فأحيانا احضر وجبة العشاء و أحيانا أعلق الملابس المغسولة وتارة اكنس ساحة المنزل
أو اكنس السجاد بالمكنسة الكهربائية
وكنت الاحظ السعادة والأرتياح والشعور بالفخر على محياها وكانت بالمقابل تشعرني بالأمتنان
على ما أقوم به من أعمال ومساعدة في المنزل
اختلف الوضع قليلا عندما رزقت بتوأم اولاد ذكور قبل أربع سنوات . . فأصبحت أقوم بمعظم أعمال المنزل
لوحدي من تنظيف وشطف وغسيل أطباق الطعام . . . لأن رعاية التوأم ومتابعتهم أخذت معظم وقتها
ولأنني لا أقتنع نهائيا بفكرة الشغالات والخدامات ولي تحفظات شديدة في هذا الموضوع لأسباب عديده
في الآونه الأخيرة بدأت أشعر ان زوجتي أعتادت على الراحة وأعتمدت علي في كافة أعمال المنزل
وأصبحت تشعرني بأن قيامي بأعمالها حق مكتسب لها ولا تسمح لي بالإعتذار عنه او التملص منه
شاهرة سيف المشاكل والنكد إذا لم أقم بما تطلبه مني من أعمال
ولأنني لا زلت مسالما . . ولأنني أحب زوجتي الى حد ما . . أصبحت أقوم بأعمالها عن غير قناعة
علما أن زوجتي ليست موظفة ومتفرغة تماما لأعمال المنزل وتربية الصغار
لكن في الأيام الأخيرة زاد شعوري بالحنق فأنا أعمل داخل المنزل وخارج المنزل وأتعب كثيرا
وزوجتي تجلس بالساعات الطويلة أمام شاشة التلفاز أو بتصفح هاتفها وسماع الأغاني
ومسامرة صديقاتها في القروبات . . . سئمت من الحياة وأفكر جديا بالهروب الى حياة أخرى . . . أرشدوني