آخر الأخبار
  تصريح رسمي حول انتشار الانفلونزا في الأردن   سوريا .. تصفية شجاع العلي المشتبه بتورطه في جرائم مسلحة   خطة أمنية شاملة خلال فترة امتحانات الثانوية العامة   مهم من وزارة العمل حول أخر يوم للإجراءات التنظيمية للعمالة الوافدة   مراكز الإصلاح تُمكّن أحد نزلائها من اجتياز متطلبات الماجستير   مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي الشوابكة   "جمعية البنوك الاردنية" تبشر الاردنيين بخصوص أسعار الفائدة للعام القادم   أمطار قادمة للمملكة في هذا الموعد!   الأردن يرفض اقتحام وزير أمن الاحتلال للمسجد الاقصى   النائب عطية يسأل الحكومة عن هرب 13 ألف عاملة منزل   الضريبة تدعو الأردنيين لتقديم طلبات التسوية.. وتعلن السبت دوام رسمي   التعليم العالي: لا مخالفات علينا في تقرير ديوان المحاسبة 2023   وزير الداخلية ينعى المساعدة   الاردن .. كم لاجئاً سوريا عاد إلى بلاده منذ سقوط الأسد ؟   وفاة موظف في وزارة التربية .. والوزير ينعاه   الأوقاف تدعو المواطنين لأداء صلاة الاستسقاء   بشرى سارة للمقترضين في الأردن   هذا ما ستشهده سماء المملكة في الفترة من 28 كانون أول/ ديسمبر إلى 12 يناير   محاضرة توعوية في عمان الأهلية حول العنف الأسري   وفد طلابي من عمان الأهلية يزور اللجنة البارالمبية الأردنية

كلام رسمي

{clean_title}

رغم انبعاجات الصورة، واعتلالات الصوت، والتخطيط العرضي الذي يظهر على شاشته فجأة، والنمش الكثيف الذي يغطي وجوه المذيعين كلما  مرت غيمة أو اهتزت الشبكة المنصوبة بين حاووزين..الا أن نشرة الأخبار من ذلك الجهاز «العجوز» كانت مصدر معلوماتنا الأوحد الذي ينتظره «الختيارية» والمتقاعدون وربات البيوت   بفارغ الصبر والترقب. «فالأخبار»،  الحدث الوحيد الذي يستحق أن يقطع لأجله المتعبون حرير غفواتهم  فور سماع  تلك الشارة المملوءة حماسة وجدية، ويدوزنوا جلساتهم ويعيدوا «ألعُقُل» الى مكانها  استعداداً لهز الرؤوس..
وهي ايضاَ المصدر الوحيد لضبط الوقت، لذا كان كل من ينتظرها يقوم  بضبط ساعته (ما تقدم منها وما تأخر) على ساعة الدولة...فساعة الدولة من وجهة نظره هي  الأصدق والأكثر دقة بين منبّهات العالم..
طبعاً حتى اللحظة، لا  أعرف لماذا كان الناس يقابلون تلك النشرة بكل ذلك التأهب والاحترام والهيبة..فآنذاك لا معارضة بمعنى المعارضة، ولا اصلاح  بمعنى الإصلاح، ولا ثورات عربية..كل ما تحفل به مائدة أخبار العرب  بعض الاستنكارات وبيانات الإدانة وإحياء ذكرى الحروب بوابل من الأهازيج والإشادة برموز النهضة والبطولة و الاستقلال..
العجيب الغريب فيما سبق...انه برغم وجود  تلفزيون رسمي وحيد، وإذاعة  رسمية وحيدة...الا اننا كنا نصدق كل الكلام الرسمي الذي نسمعه دون جدال او مناقشة أو تشكيك..
ألان هناك 6 محطات فضائية محلية، و28 إذاعة اف ام، و 400 موقع اليكتروني  إخباري،  و6 صحف يومية، وعشرات الصحف  الأسبوعية .. ومع ذلك لا نصدق الكلام الذي نسمعه..
ما الذي تغير اذن..المتلقي هو نفس المتلقي..!! هل كان إعلامنا زمان  اصدق من إعلامنا الآن؟؟؟..أبداً... الإعلام هو الإعلام.. لكن يبدو أن  كذب  زمان كان «مزبّط» أكثر من كذب «هسع»..
الآن حتى الساعة التي تسبق الأخبار.. ملعوب فيها...