آخر الأخبار
  تحويلات مرورية في الشميساني لتنفيذ شبكات تصريف الأمطار   البلبيسي لامناء عامي الوزارات: هكذا نقدم أفضل الخدمات للمواطنين   الحكومة: العام المقبل سيكون نقطة تحول بعلاقات المملكة التجارية مع أميركا   أمانة عمان تباشر أعمال تعبيد بمساحة 500 ألف متر مربع   الحملة الأردنية والهيئة الخيرية الهاشمية توزعان وجبات ساخنة في شمال وجنوب غزة   الحكم السويدي لم يعتذر وصفحة المنشور لا تمت له بصلة   رمزي المعايطة مديرا عاما لهيئة تنشيط السياحة   الجيش: الأردن يشارك في عملية استهداف مواقع لعصابة داعش الإرهابية   ارتفاع أسعار الذهب محليا   ولي العهد يطمئن هاتفيا على صحة لاعب النشامى أدهم القريشي   الحكم السويدي .. اعتذر ام لا .. صحافة دولية تربك المشهد   ابرد ايام الشتاء تبدأ في الأردن غدا الاحد   وزير الصناعة: عام 2026 سيكون نقطة تحول بالعلاقات التجارية مع الولايات المتحدة   ماذا نعرف عن المتحوّر الجديد للإنفلونزا المنتشر في 34 دولة؟   مهم حول رفع اشتراك الضمان   جمال السلامي يعبّر عن شعورٍ ممزوج بالحسرة والفخر بعد مباراة النشامى   أجواء باردة نسبيًا في أغلب المناطق حتى الثلاثاء   الأرصاد: لا حالات مطرية متوقعة حتى 25 كانون الأول   هل سيخضع السلامي للضريبة؟   تأخير بدء امتحانات الطلبة في لواء البترا السبت

انتفاضة ثالثة

{clean_title}
أتابع ما يحدث في فلسطين , والذي يبهرني هذا الفلسطيني العربي .. الذي تحتار فيه وتسأل بكل ما في القلب من إعجاب , من أي طينة جبلت يا هذا الفتى ؟
في الإنتفاضة الأولى , علم العالم لغة الحجر وكيف يكون سلاحا لثورة عظيمة ..ثم جعل كل رجل وكل أنثى يرتدون الكوفية الفلسطينية , لاحظوا كيف إكتسح سلاح التخفي ( الكوفية) العالم واصبح رمزا للرفض .
في الإنتفاضة الثانية , كان الرصاص عنوانا لها والدم ...شهادة خالدة على أن الإرادة ما زالت حرة , وكانت المرة الأولى في العالم التي يحاصر فيها قائد عربي فالشهيد عرفات حوصر في بيروت ثم في رام الله , وقطعت عنه الكهرباء ثم قطع عن العالم فأشعل شموعا في المقاطعة , وكل المدن حوصرت ...وانتهى المشهد بهدم مخيم جنين على رؤوس أهله ...
يبدو أن إنتفاضة ثالثة تطل , والفلسطيني هذه المرة تجاوز الرصاص والحجر والحصار وعاد للسكين , عاد للطعن ...ويبدو أنها أكثر رعبا من الرصاص ....لاحظوا أن عمليات الطعن تجري هنا وهناك , ونتنياهو مرعوب وثمة مستوطن يمشي في القدس متلفت خلفه لا يدري من أي جهة ستأتيه الطعنة ...
هذه الإنتفاضة عنوانها لن يكون الحجر ولا الرصاص سيكون السكين , والفلسطيني هذه المرة لا يعطي درسا لإسرائيل ولكنه يعطينا نحن دروسا , فهو منفرد في أرضه لايوجد طريق سرية تؤمنه بالسلاح , لايوجد جيش القدس كي يقاتل معه ولايوجد منظمات تنشأ بفعل المال كي تقصف له (سديروت) ...لايوجد تطرف يحمل رايات الدين , ويقطع رؤوس الكفرة والأعداء ..كل ما يملكه هو السكين فقط .
كل ثوراتنا المبهمة , فيها أطراف تمول وأطراف تدفع .. وربيع عربي مشبوه ,إلا فلسطين ... فيها عقل غريب ومبتكر وثاقب , يطور كل يوم مشهدا للرعب ويرميه في أحضان ما يسمى جيش الدفاع ... والثورة هناك ليست بحاجة لا لتمويل ولا قرارات أممية ولا إنشاء تحالف , كل ما تحتاجه سكينا من أحد أدراج المطبخ ويدا تحمل كتاب الله وتؤمن بفلسطين أرضا للعرب وحدهم وليس لغيرهم .
علمنا أيها الفلسطيني , كيف يكون الفداء ...هناك طلاب في جامعات موسكو ولندن وواشنطن , سيكتبون رسائل ماجستير عنك , وعن شكل الثورة الجديد ...هناك صبايا في بولندا والمكسيك ويوغسلافيا ...يراقبن إنتفاضتك الثالثة , وسيسرقن من سمرتك أو كوفيتك ..أو من بسالتك في المواجهة شيئا سيصبح رمزا عالميا للثورة ...
علمهم أنك ستعيد إنتاج الرفض , ستعيد برمجة الأشياء والأفعال...علمهم أن عالمنا العربي في ثوراته لا ينهش بعضه , ولكنه إذا قرر سيهزم إسرائيل ...
ماالذي تبقى إستعملت الحجر والصاروخ وها أنت تحترف الطعن ...ماذا سيكون عنوان إنتفاضتك الرابعة ...الأظافر ؟؟ ....لا أعرف ولكني أسأل من أي طينة جبلت يا هذا الفلسطيني ...وكيف تقدم للعالم كل يوم درسا في الثورة والفداء ؟