آخر الأخبار
  هل هناك نية لتمديد قرار الضريبة الخاصة للمركبات الكهربائية؟ اللواء جلال القضاة يجيب ..   الحكومة تقر نظامي الإدارة العامَّة والصندوق الهندسي للتدريب   (وكلاء السيارات) تصف قرار الحكومة الجديد بخصوص ضريبة المركبات الكهربائية بـ "القرار الجيد"   إعلان هام من "الملثم" بخصوص الأسرى الاسرائيليين   الأردن.. ما المقصود بالمرتفع السيبيري؟   كتلة هوائية سيبدأ تأثيرها من يوم الاحد .. وهذه المناطق قد تتساقط عليها الامطار   "السعايدة" يصرح بخصوص إستبدال العدادات الكهربائيية التقليدية بعدادات ذكية   "ربما سأعود" .. ما حقيقة هذا المنشور لحسين عموتة؟   دونالد ترامب يرشح "طبيبة أردنية" لأعلى منصب طبي في الولايات المتحدة الامريكية   اغلاق طريق الأبيض في الكرك لإعادة تأهيله بـ5 ملايين دينار   الحكومة تعفي السيَّارات الكهربائيَّة بنسبة 50% من الضَّريبة الخاصَّة حتى نهاية العام   أورنج الأردن تختتم مشاركتها في النسخة العاشرة لمنتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات   الأرصاد تكشف عن مؤشرات مقلقة للغاية بشأن حالة المناخ لعام 2024   مهم من السفارة الأمريكية لطلبة الجامعات الأردنية   حملات مكثفة بشأن ارتفاع قيم فواتير الكهرباء في الأردن بهذه الظروف   اعلان صادر عن ادارة ترخيص السواقين والمركبات   اعتباراً من اليوم .. تخفيضات وعروض هائلة في المؤسسة الاستهلاكية المدنية   زين تنظّم بطولتها للبادل بمشاركة 56 لاعباً ضمن 28 فريق   بلاغ مرتقب بعطلة رسمية في الاردن   ترمب يرشح الأردنية "جانيت نشيوات" جراح عام للولايات المتحدة

أغنياء ولكن مفلسون !! بقلم الكاتب سرهاب البسطامي

{clean_title}
قصة قصيرة وعبرة ..
أغنياء .. ولكن مفلسون !!
بقلم - الكاتب سرهاب البسطامي

أبو نجيب عجوز بلغ السبعين من عمره , ولكنه ما زال يحتفظ بقواه إلى حد كبير ,متزوج وله ثلاثة أبناء وابنتان , جميعم متزوجون باستثناء الإبنة الصغيرة فما زالت عزباء وكانت تعيش مع والديها و تقوم بخدمتهما .

العجوز أبو نجيب كان يواصل الليل بالنهار وهو يعمل بجد ونشاط لا يكل ولا يمل , ولكن عيبه الوحيد أنه كان شديد البخل رغم ما يملكه من ثروة .

كان يسكن أبو نجيب هو وزوجته وابنته الصغيرة العزباء في بيت ريفي بسيط , أسقفه هشة وجدرانه مهترئة وآيلة للسقوط تكاد أن تسقط في أي لحظة , وكانت زوجته وأبنائه يلحون عليه بأن يقوم بأصلاح الجدران والأسقف ولكن من شدة بخله لم يكن يصغي اليهم .

عاش أبناؤه وبناته معيشة صعبة وعانوا الحرمان رغم ما يملكه والدهم العجوز من ثروة , وحين تزوجوا أبناؤه لم يساعد أحداً منهم .

حضر أبناؤه في يوم من الأيام إلى منزل أبيهم , وعرضوا عليه أن يقوموا بإصلاح الجدران والأسقف على نفقتهم الخاصة ,لأنهم يعلمون بشدة بخل أبيهم وأنه لن يصلح تلك الجدران والأسقف , وكان يرفض تلك العروض ويقول لهم ليس الآن .

في إحدى الأيام كانت ابنة العجوز المتزوجة متعبة كثيراً , وكانت تعاني من مرض فقر الدم بسبب عدم التغذية الجيدة , وأن زوجها فقير الحال ولا يملك أحياناً قوت يومه , فأخبرت والدتها بتقديم المساعدة لها ولزوجها .

ذهبت والدتها إلى زوجها أبو نجيب وقامت بشرح الحالة الصحية لابنتها وطلبت منه أن يقوم بمساعدتهم , ولكنه رفض وقال لها : أنا في السابق لم أبارك هذا الزواج , وأنتي وكما تعلمين أن زوج ابنتك فقير الحال فقالت له زوجته : لا داعي لهذا الكلام الآن وأنت تعلم أن ابنتك باركت هذا الزواج .. والآن هل تريد مساعدة ابنتك أم لا . فقال لها : لا أريد مساعدة أي أحد .

فطلبت منه زوجته أن تذهب هي وابنتها الصغيرة إلى بيت ابنتها لتقضي عندها بضعة أيام لحين أن تتحسن حالتها الصحية .

فقال أبو نجيب في نفسه : هذه فرصة جيدة فلو قضت هي وابنتها خارج المنزل بضعة أيام سأقوم بتوفير الطعام والشراب وحتى الكهرباء فقال لها : ليس لدي أي مانع اذهبي وأنا سأبقى في المنزل , فقالت له : هل تريد الذهاب لمنزل ابنتك وزيارتها , فقال في نفسه : لو ذهبت إلى بيتها سأجبر أن أحضر معي بعض الحاجيات ... , فقال لزوجته : لا لا أريد الذهاب الآن .

ذهبت الزوجة هي وابنتها الصغيرة , و في إحدى الليالي وتحديداً في الليلة الثالثة كان أبو نجيب يتضور جوعاً فهو لم يذق الطعام منذ أن غادرت زوجته وابنته المنزل , ومن شدة بخله وفي منتصف الليل قرر أن يقوم بتحضير الطعام لنفسه , ولكن لم يقوى على القيام وبعد جهد جهيد قام وبدأ يتحسس الطريق فلم يكن هناك أي مصدر للضوء في أي ناحية من أنحاء المنزل بسبب بخله وتوفيره للكهرباء , وفي لحظة شعر بهزة أرضية تحت أقدامه وبدأت أسقف المنزل والجدران بالسقوط فحاول الهرب سريعاً , ولكنه لم يستطع بسبب الظلام الحالك , لتتساقط عليه أسقف المنزل والجدران , وينتهي أجله .


أغنياء .. ولكن مفلسون !! هم من يجمعون الأموال والذهب ويحرمون النفس مما تشتهيه وما ترغب فيه ويكنزون الأموال عن النفس والأولاد وهم يحسبون أنهم مخلدون في هذه الدنيا .

يرحلون عن هذا العالم دون إرضاء النفس ودون حتى أن يفعلوا الخيرات ودون حتى أن يتركوا لأنفسهم ولو صدقة جارية تنفعهم وتكون لهم رصيداً يوم القيامة .

يغادرون هذه الدنيا دون أي متاع , ويتركون أموالهم وينتفع بها ممن هم بعدهم .. وهؤلاء هم حراس المال والمفلسون في الدنيا ..

قال تعالى ( ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا – 29 – إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه كان بعباده خبيرا بصيرا – 30 - ) سورة الأسراء .

الكاتب - سرهاب البسطامي