كما ان هناك جائزة الدولة التقديرية وجائزة الدولة التشجيعية والتي عادة ما تعطى للشخصيات العامة والموظفين المثاليين والمبدعين المتميزين ..لماذا لا يصار الى عمل جائزة جديدة وليكن اسمها جائزة الدولة «الترقيعية»، حيث تمنح لأكثر أبناء وبنات هذا الوطن صبراً على عوزهم واصطباراً على غبنهم بعد ان نسيتهم أو تناستهم حكوماتهم وبعد ان سطا على حقوقهم أصحاب الدم النقي من المتنفّذين والسلطويين وأبناء الذوات الذين استمرأوا صمت المنسيين وجرّدوهم حتى من أحلامهم ..علها «ترقع» موقفها عن تقصيرها تجاه ابنائها «الفيليه» المولودين من غير اشواك ولا ظهور..
بعد نشري لمقالة «خربوش عائشة»، يوم الأحد الماضي، بعثت لي م. أمل إبراهيم الكريمين من الطفيلة رسالة تقول فيها انها تخرّجت عام 96 من الجامعة بتخصص هندسة كيماوية بتقدير جيد جداً، ومنذ تخرجها الى الآن وهي تحتل الترتيب الأول في أحقيتها في التوظيف حسب ديوان الخدمة المدنية على محافظة الطفيلة، والترتيب الأول على اقليم الجنوب، والثاني على المملكة..ومنذ 16 عاماً وهي تعد «بروتونات ونيترونات» الصبر والوعود لكن دون جدوى، منذ 16 عاماً وهي تقسم الوقت إلى (جزيئات) عل الغد يحمل حالاً أفضل يُحيي فيها (عناصر) حب الحياة و(يختزل) كل هذه المعاناة المريرة، لكن كلما مرّ الوقت بدأ أملها (بالتأكسد) وشعورها بالانصاف والعدالة (يتبخّر)...هل يعقل 16 عاما ولم تحتج الطفيلة أو اقليم الجنوب مدرسة كيمياء، او قيمة مختبر،او معلمة علوم، أو مهندسة في مصنع، أو موظفة في مختبر كيميائي؟؟؟ معقول؟؟ بالتأكيد حضرت عشرات الفرص واقتنصها « الأجاويد» ووزعوها على محاسيبهم ومعارفهم وساندي ظهورهم ..16 عاماً وأمل الكريمين لم تحصل على الوظيفة بعد..ومع ذلك لم تلوّح باعتصام ولم تحرق اطاراً أو ترفع صوتا ليعرف الناس حجم مظلمتها..كما لم تكافأ بعد «بشقفة» وظيفة تعيش منها وفيها وتحس بعطائها كأي انسان درس وتعلّم ويبحث عن رد الجميل لأهله والاحساس بذاته...انا أتكلم عن امل «الحالة» وليس «أمل» الشخص وأنا متأكد ان هناك المئات مثل أمل ذكوراً واناثاً...وهم وهنّ نموذج للاغلبية الصامتة التي تراهن عليها الدولة كلما دق كوز الحكومة بجرة المعارضة ...فهل «كوفئت» الاغلبية الصامتة على صمتها ؟؟؟