زميلنا الدكتور صالح النعامي، منشغل تماما في متابعة الشؤون الإسرائيلية، قبل أيام، كشف لنا عبر سلسلة تغريدات على «تويتر» عبر حسابه: شؤون إسرائيلية، جملة من الحقائق، لن أتدخل في صياغتها، إلا شكلا، وهي خاصة بما جرى ويجري في اليمن! تقول المصادر الإسرائيلية أنه في الوقت الذي يرفع فيه شعار «الموت ?مريكا الموت ?سرائيل اللعنة على اليهود»، عبد الملك الحوثي يطلب مساعدة إسرائيل في الحرب. وثائق سرية إسرائيلية تكشف حقيقة تدخل الموساد وسلاح الجو الإسرائيلي لدعم شيعة اليمن ضد جيش مصر عبد الناصر، عام 1962. شمعون أفيفي، وهو ضابط سابق في الموساد، يقول بأنه وفقا للوثائق التي أفرجت عنها إسرائيل في عام 2008 بموجب قانون النشر. فإن شيعة اليمن طلبوا في عام 1963م من إسرائيل تقديم الدعم لهم في حربهم ضد جيش جمال عبد الناصر، وطرد قواته من اليمن، مقابل تعهد شيعة اليمن: 1- بالاعتراف بإسرائيل كدولة. 2- وأن يعقدوا اتفاقيات سلام وتعاون مشترك معها 3- وأن يجعلوا مضيق باب المندب تحت تصرفها. قادة إسرائيل اعتبروا بأن هذه فرصة مناسبة لاستنزاف جيش مصر عبد الناصر الذي أرسل (ثلثه) إلى اليمن لمساعدة القوات الثورية ضد قوات الإمام بدر. مجلة سلاح الجو العبرية، أجرت في عددها 180 عام 2008م مقابلات مع طيارين إسرائيليين شاركوا في مساعدة القوات الشيعية في اليمن. العقيد الطيار عوز، قال للمجلة بأن إسرائيل نفذت 14 طلعت جوية لنقل المساعدات وإنزالها للقوات الشيعية فوق جبال اليمن. واشتملت الطلعات الجوية ال 14، لمساعدة القوات الشيعية إنزال مساعدات طبية، وأسلحة، وذخائر، وقذائف هاون وأجهزة لاسلكية. أما العقيد الطيار إرئيه عوز، فقال أن إسرائيل رأت بأن استنزاف القوات المصرية في اليمن، سيسهم في اضعاف عبد الناصر، ويحول دون شنه حربا ضد إسرائيل، العقيد الطيار إرئيه عوز، اشار إلى أن حرب اليمن 1964 شكلت نقطة تحول وكانت البداية للعلاقات بين إسرائيل والقوات الشيعية بقيادة الإمام بدر، وفي المقابلة التي أجرتها مجلة سلاح الجو الإسرائيلي أكد الضباط بأن حرب اليمن ساهمت بنجاح إسرائيل باختراق العالم العربي لمواجهة «خطر عبد الناصر» وعلى الرغم من أن القوات الشيعية قد خسرت المعركة ضد الثوار الذين يدعمهم عبد الناصر إلا أن إسرائيل حققت أكبر نصر استراتيجي في هذه الحرب وهو: استنزاف جيش مصر، في حرب اليمن، وهذا كان أحد الأسباب التي أدت إلى هزيمة العرب في نكسة 67، ونجحت إسرائيل باحتلال الجولان وسيناء والضفة وغزة! مما سبق، تؤكد الوثائق السرية بأن إسرائيل تمكنت قبل 50 عاما من اختراق العالم العربي في حرب اليمن بمساعدة القوات الشيعية ضد جيش مصر عبد الناصر، واستطاعت إسرائيل بهذه الخطوة التكتيكية تحقيق أكبر نصر استراتيجي وهو اختراق دول المنطقة، واستنزاف الجيش المصري القوة الأكبر عربيا وأفريقيا. استثمار إسرائيل يكمن بقدرتها على تأجيج الفتن واشعال الحروب ودعم الأطراف المتناحرة بالسلاح لضمان استمرار الصراع ولا يهمها في النهاية من ينتصر، هدف إسرائيل هو تحقيق رؤيتها ومصالحها القومية الاسترتيجية عبر استنزاف ثروات المنطقة وتفكيك جيوشها ومن ثم تفتيت دولها على أسس عرقية ومذهبية، استطاعت إسرائيل أن تتدخل في حرب اليمن في ستينيات القرن الماضي وهي بعمر 14عاما، فكيف بقدرتها على التدخل اليوم وهي تكمل عيد استقلالها ال 67؟ كيف بقدرتها اليوم على التدخل في هذه الظروف الملائمة والحروب المستعرة بين السنة والشيعة، والتي تشكل بيئة خصبة ومرتعا لتجار أسلحتها وجواسيسها. أخشى بأن سيناريو تدخل إسرائيل في حرب اليمن 1963 قد يتكرر في عام 2015، أوصي السعودية وحلفاءها بضرورة الحذر من فخ التورط في المستنقع اليمني!ّ