جراءة نيوز - اخبار الاردن -
هشام فادي الشربجي ابن ال 7 سنوات لم تشفع له طفولته واعاقته او عندما احتضنه والده وهو يحمله بحضنه للطابق الرابع لعمارة قيد الانشاء من اجل الخلاص منه، الطفل البريء هشام توفي على يد والده الذي تجرد من انسانيته وضميره عندما خطط لمقتل طفله للخلاص منه. هذه الجريمة اذهلت واغضبت الاردنيين كافة عندما تبين ان الجاني والد الطفل واغضبتهم عندما تبينت حجة الجاني لقتله.
الشاهد انفردت بنشر تفاصيل هذه الجريمة المؤلمة واطلعت على حيثياتها على لسان ذوي المغدور.
مديرية الامن العام
كشف العاملون في مديرية شرطة جنوب عمان والبحث الجنائي ملابسات العثور على جثة طفل مجهول محترقة في احدى العمارات المهجورة ضمن الاختصاص والتي كان قد عثر عليها صباح 9/3/2015 وتمكنوا من القاء القبض على مرتكب هذه الجريمة البشعة الذي لم يكن الا والد هذا الطفل.
وقال المركز الاعلامي الامني في مديرية الامن العام ان غرفة عمليات شرطة جنوب عمان تلقت صباح 9/3 بلاغا حول وجود جثة محترقة في احد العمارات المهجورة حيث تحركت قوة من المركز الامني المختص ترافقها مرتبات البحث الجنائي ومسرح الجريمة والكشف الاولي للجثة تبين بانها لطفل صغير حيث ابلغ المدعي العام وقرر تحويل الجثة الى الطبيب الشرعي، وقدر العمر ما بين 7- 9 سنوات وبين ان الوفاة ناتجة عن السقوط الذي سبب نزيفا داخليها وان عملية الحرق وقعت بعد الوفاة.
واضاف المركز الاعلامي ان اول اجراء اتخذ كان بالبحث ومطابقة اوصاف الطفل من حيث العمر في سجلات المبلغ عن تغيبهم عن منازل ذويهم الا انه لم يرد لاي من المراكز الامنية في المملكة بلاغ بتغيب طفل في هذا العمر.
ونظرا لبشاعة هذه الجريمة وغياب المعلومات التي قد تقود التحقيق فقد شكلت عدة فرق تحقيق وبحث من مرتبات مديرية شرطة جنوب عمان والبحث الجنائي وباشروا بجمع ما امكن من معلومات للوصول الى هوية الطفل وتحديد الجاني.
وقال المركز الاعلامي ان احد افراد الشرطة من مرتبات المديرية تمكن من الحصول على معلومات من احد المواطنين دفعته للاشتباه باحد الاشخاص الذي يعمل باحد المحال التجارية القريبة من المكان والذي ظهر عليه علامات الاضطراب خلال الايام التي تلت الحادثة، وجرى على الفور متابعة المعلومة واستدعاء ذلك الشخص وبالتحقيق معه من قبل المختصين اتضح انه والد الطفل الضحية واعترف انه كان قد اصطحب طفله البالغ من العمر ثماني سنوات والذي يعاني من مرض عقلي الى مكان عمله ضمن اختصاص جنوب عمان وانه كان قد خطط لقتله كونه يشكل عبئا عليه، حيث توجه الى احدى العمارات المهجورة في المنطقة وصعد مع طفله الى الطابق الرابع والقى به من فوق العمارة ومن ثم قام بسكب مادة مشتعلة على الجثة الهامدة واضرم فيها النار وغادر المكان وقد جرى توديع المجرم وكافة التحقيقات الى مدعي عام الجنايات الكبرى لاتخاذ كافة الاجراءات القانونية بحقه.
الشاهد في بيت العزاء
وتحدثت الام وفي قلبها لوعة وحزن شديد حيث ان دمعتها لم تتوقف وهي تتحدث عن ولدها ان الله رزقني بطفلتي دانا وعمرها الان عشرة اعوام وطفلي هشام وعمره الان سبعة اعوام وهو يعاني من تأخر في النمو والتطور اللفظي واللغوي مع اضطراب بالسلوك وهو من ذوي الاعاقة العقلية المتوسطة واكدت ام هشام انها غير مطلقة وهو قبل عامين اجبرها للعيش عند اهلها في منطقة التاج ولم يقم بالانفاق عليها وانها قامت برفع قضية نفقة عليه لكنها لم تتابعها وكان ينفق على ابنائه بصعوبة وقالت تفاجأت قبل اشهر بزواجه من اخرى.
واضافت ام هشام:' ان طفلي المرحوم هشام لم استطع ان اضعه في مركز لذوي الاحتياجات الخاصة كونه من والد يحمل الجنسية الفلسطينية لهذا كانت جميع حقوقه مهضومة بالتعليم او العلاج، وبكت بحرقة ولم اكن اعلم ان نهاية طفلي على يد والده الذي تجرد من انسانيته وقلبه واقترف جريمة لا يمكن ان اسامحه عليها ابدا ما حييت واشكر الجهات الامنية التي تابعت قضية المرحوم والقت القبض على الجاني خلال 72 ساعة بالرغم ان المرحوم كان محترقا لدرجة التفحم ومن الصعب اكتشاف هويته.
قبل الجريمة قالت ام هشام :'ان زوجي لم يسأل عن ابنائه طوال عامين وبعد وفاة والدتي قبل ثلاثة شهور بدأ زوجي يطلب رؤية ابنائه وباصرار وتحت تأثير ضغط اقاربي بان اسمح لوالد ابنائي برؤيتهم رضخت للامر الواقع. وحضر زوجي بتاريخ 8/3/2015 من ظهر يوم الاحد واصطحب معه ابنتي دانا وطفلي هشام وطلبت منه ان لا يتأخر بعودتهم وكان هناك شهود عندما اخذهم مني.
ولم اكن ادرك بان والدهم الذي يجب ان يكون حنونا عليهم بانه كان يفكر بالخلاص من ولده الذي يعتبره عائقا بطريقه وصمتت وتعالى صوتها وبكت بحرقة انا نادمة لاني صدقته بانه اشتاق لولديه لم اكن اعلم بانني لن اراك يا هشام بعد اخر مرة شاهدته بها وقمت بتوديعه عندما اعطيته لوالده ان والده المجرم قتل ابنه المعاق واكل الكنافه وفرح برحلة مع زوجته ايعقل هذا هل هذا والد لقد تجرد من ابوته وانسانيته ولن اسامحه ابدا. وطالبت ام هشام باعدام والد ابنائها ليرتاح قلبها ويرتاح هشام هذا الطفل الذي كان فرحا وهو يمسك بيد والده عند خروجهم من المنزل.
وعن الحادثة قالت ام هشام :'لقد ذهبت طفلتي دانا مع شقيقها هشام الى منزل والدهم وكانا فرحين وطلبت مني ان اتحدث مع طفلتها دانا لانها هي كانت مع شقيقها وقالت دانا عند وصولنا لمنزل والدي قام والدي بشراء حلويات لي ولشقيقي وكان فرحا بوجودنا وفي المساء اخبرني والدي بانه سيقوم باخذ هشام في صباح اليوم التالي الى مركز لذوي الاعاقات الخاصة من اجل المكوث بالمركز ليتعلم ويدرس في المركز.
وعندما استيقظت في صباح اليوم التالي وهو يوم الحادثة لم ار شقيق في فراشه وعندما سألت زوجة والدي اخبرتني بانه ذهب في الصباح الباكر هشام مع والدي للمركز من اجل تسجيله هناك.
وقالت الطفلة دانا :'وعندما عاد والدي في الساعة الخامسة مساء اخبرنا بانه تم تسجيل هشام وانه قام بوضعه بالمركز ولم يبدو عليه اي حزن او قلق او توتر.
وبعد اقل من نصف ساعة على مكوثه في المنزل اخبرنا بانه اتصل به احد العاملين بالمركز واخبرنا بان هشام هرب من المركز وذهب والدي وعمي بالبحث عنه، وصممت الطفلة وقالت انا لم اشك باقوال والدي واعتقد انه لا يوجد احد في الدنيا يقتل ابنه وان والدي اخذنا من عند امي وهو يخطط لقتل شقيقي البريء الذي ليس له ذنب الا ان خلقه باعاقة.
ثم قالت ام هشام عن الحادثة انا لم اعلم عن الحادثة اي شيء لكن اتصل بي احد عمال المطعم الذي يعمل فيه والد ابنائي واخبرني ان ابو هشام قام باحراق هشام انا لم اصدق ما قاله الرجل لكن بعد ربع ساعة اتصل مركز امن الشرطة بشقيقي محمد وطلب منه ان يحضرني الى اقليم شرطة الجنوب وعندما وصلت علمت ان هشام قتله والده بوحشية وبدون رحمه.
وقالت لقد اخبروني عن تفاصيل الجريمة. تفاصيل الجريمة ام هشام قالت بتاريخ 9/3/2015 من صباح يوم الاثنين اصطحب الجاني طفله من مكان سكنه في البقعة فجرا واشترى بنزينا من محطة في منطقة الصويفية وقصد عمارة قيد الانشاء خلف مجمع كوزمو بجانب مبنى ادارة حماية الاسرة والقى به من الطابق الرابع لاحدى العمارات المهجورة ومن ثم قام بسكب البنزين عليه واحرق جثته ليخفي ملامحه.
وذهب الجاني بعد ارتكابه لجريمته الى مكان عمله، وكأنه لم يحدث شيء وانتظم في دوامه حتى انه أكل الكنافه حلوان شراء سيارة لاحد الاشخاص وقد لفت زملاءه بالعمل ان الجاني كان يبكي كثيرا بعد تنفيذه جريمته داخل مكان عمله وهذا ما لاحظه العمال، علاوة على انه كثيرا ما يسأل العمال عن (هل تبقى ملامح الشخص المحروق) في اشارة الى ابنه الذي حرقه.
وعن كيفية اكتشاف الاجهزة الامنية عن هوية القاتل بعد ظهور تصرفات غريبة على سلوكيات الجاني ابو هشام واشتباه العمال الذي يعمل معهم وخاصة بعد ان اعترف لهم بان ولده المعاق مفقود وانه لم يقم بتبليغ الاجهزة الامنية قام احد العمال بتقديم شكوى بحقه في المركز الامني وحضرت الاجهزة الامنية وقامت باعتقاله من داخل مكان عمله حيث انهار مباشرة واعترف بحريمته.
وقالت ام هشام ان الشرطة ايضا كانت تبحث في الكاميرات المتواجدة على المحال التجارية المقابلة للعمارة التي تم بها ارتكاب الجريمة قبل ان يأتيها معلومة من قبل احد الموظفين الذي كان يعمل مع الجاني حيث لم يدرك ابو هشام ان يد العدالة اقوى وامتن وانه لم يخطط بالطريقة الصحيحة حيث كشف نفسه وكشفته الكاميرات وفضحته اقواله وافعاله ايضا وقالت لن ارضى الا باعدامه.