آخر الأخبار
  الترخيص المتنقل "المسائي" للمركبات بلواء بني كنانة الأحد   أمانة عمان: 4600 موظف و200 ورشة جاهزة للتعامل مع الحالة الجوية   مهرجان الزيتون يعلن إعادة الرسوم لأصحاب الأفران والمخابز   المصري: مديونية البلديات تجاوزت 630 مليون دينار   الاردن 6.4 مليار دينار حجم التداول العقاري خلال 11 شهرا   الهيئة البحرية تحذر: امواج واضطرابات قد تؤثر على حركة الملاحة   تنظيم الطاقة توجه بإدامة تزويد الكهرباء والغاز   الأمانة تنشر فرق الطوارئ بجميع مناطق العاصمة   المدافئ .. إهمال صغير يقود إلى حوادث قاتلة   ولي العهد يهنئ الأمير عمر بن فيصل   الإدارة المحلية تدعو للابتعاد عن مجاري الأودية   ظاهرة نادرة في البترا تؤكّد دقّة التوجيه الفلكي بالعمارة النبطية   مديرية الأمن العام تجدّد تحذيرها   رئيس وزراء قطر: مفاوضات إنهاء حرب غزة تمر بمرحلة حرجة   الاشغال: 110 فرق و135 آلية و20 كاسحة ثلوج للتعامل مع الحالة الجوية   النشامى بعد قرعة المونديال .. مستعدون للتحدي ومتفائلون   الأردن يلتقي الكويت في كأس العرب السبت   زخات متفرقة من المطر السبت   الأردن يرحب بقرار الجمعية العامة الذي يمدّد ولاية (أونروا)   تحذير "عالي الخطورة" من الأرصاد للعقبة ومعان والأغوار والبحر الميت

التفاهم مع إيران.. وعقدة التاريخ والجغرافيا !

{clean_title}

من حق بعض السياسيين في الوطن العربي اعتبار التفاهم مع إيران حاجة ماسة لاستقرار المنطقة ، وذلك بحكم أن إيران دولة إقليمية كبرى ومسلمة ومن « الغباء» استعدائها ، ولكن هل إيران كذلك ؟؟
تقول الحكمة القديمة « إن الطريق إلى الجحيم ممهد بالنوايا الحسنة» ، فهذا النوع من السياسيين يتناسى بحكم النية الحسنة تاريخ إيران وطبيعة تكوينها عبر العصور الغابرة حتى اليوم ، ويتعامل هؤلاء مع إيران « بنت « اليوم وبقيم ذات طابع مثالي بمعزل عن عاملي التاريخ والجغرافيا ، وهو أمر لا يليق بوعيهم ، لان إهدار التاريخ في التعامل السياسي مع اللحظة الراهنة أشبه ما يكون بمن « ينجر رأسه ليناسب القبعة التي أعجبته في سوق شعبي « أي تطويع المطلوب بعكس المعقول أو الممكن.
فعودة سريعة للتاريخ نجد أن « الفرس « كانوا معول هدم للدولة العباسية وبعدها الفاطمية ، وكذلك في ظل الدولتين المملوكية والعثمانية.
وكانت عروبة الإسلام وهويته مصدر قلق دائم لهم ، وربما يكون أفضل تعبير عن هذه الحالة العدائية هو الشاه إسماعيل الصفوي والذي اعتبر « العروبة « عدوا للإسلام الشيعي « المذهب الاثنا عشري « ، متخذا بالزور والبهتان من التعصب للإمام علي كرم الله وجهه وسيدة النساء فاطمة الزهراء والحسن والحسين رضوان الله عليهما غطاء لهذا العداء القبيح ، وفرض على السنة الفرس التشيع بالقوة كما فرضه على أبناء جنوبي العراق وكان له ما أراد.
هذه صورة مبسطة « للقبعة التاريخية « التي يحاول البعض منا « نجر رأسه من اجل أن يلبسها «.
ولكن في السياسة « لا عداء دائم ولا صداقة دائمة « ، ولكن هناك « مصالح دائمة « ، والغريب أن علاقتنا بإيران وبالمصالح معها بحكم التاريخ والجغرافيا كانت دائما متنافرة ، حتى في ظل الشاه محمد رضا بهلوي الذي مكنته المخابرات البريطانية من الانقلاب على والده خوفا من أن يقوم بالتحالف مع ألمانيا في الحرب العالمية الثانية ، وتحول وطوال فترة حكمه إلى « شرطي الخليج « الذي كان يشكل بحكم الجغرافيا والطموح والتاريخ عامل قلق لدول الخليج العربي ، ففي ظل حكمه ادعى أن البحرين هي جزيرة إيرانية ، وفي ظل حكمه أقدمت إيران في نوفمبر من عام 1971 على احتلال الجزر الإماراتية الثلاث.
وعندما انتفض الوطن العربي « نشوة « بنجاح « الثورة الإسلامية « في إيران عام 1979 بزعامة الخميني ، كان يحدونا الأمل في استثمار إيران في معركة المواجهة مع إسرائيل ، لكن المفاجأة الكارثية ، كانت عندما اكتشفنا أن الطريق إلى القدس تمر عبر بغداد والرياض والكويت وغيرها ، وهو ما يعني تصدير الثورة الإسلامية إلينا ، فكان أن قرر الخميني اغتيال أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح عام 1985 كما قرر زعزعة النظام في البحرين وأصر على تسمية الخليج بالفارسي، وواصل حربه ضد العراق حتى « تجرع كاس السم « في أغسطس من عام 1988 وقبل بالقرار 598.
غاب الخميني ووكل خامنئي بولاية الفقيه ، فماذا فعل هذا الولي الفقيه الذي يمارس دوره « السياسي بأمر من الله « ( كم في ذلك افتراء على الله ) ؟؟
استحواذ تام على سوريا وتابعها لبنان بحكم القوة العسكرية ، ومحاولة ذلك في اليمن ، واستمرار التحرش بالبحرين ، بعد احتلال العراق بصورة شبه تامة !!
بعد كل ذلك ما هي آفاق التفاهم مع طهران ؟ وهل يمكن لإيران القبول بتسويات سياسية تطوع خلالها نفوذها في لبنان واليمن والعراق مقابل علاقات تختلط فيها السياسة مع الاقتصاد مع الخليج والاردن والمغرب ومصر وبقية العرب؟؟
الجواب: لا اعتقد... لان «الساسانية التاريخية « «وعقدة العربي» هي من تحرك صاحب القرار بإيران بغض النظر كان شاها أم معمما !!