العقبة الاقتصادية الخاصة رؤية لم تكتمل بعد, بفعل المخاضات العسيرة التي مرت بها هذه التجربة منذ اطلاقها وحتى الان, فالملفات التي من شأنها إحداث ميزة تنافسية في هذه المنطقة ما زالت تراوح مكانها وحبيسة الادراج لسنوات طويلة, لاسباب لها علاقة بعدم ايمان بعض الحكومات بتجربة العقبة الفريدة, ما شكل عائقاً مباشراً أمام فرص النهوض بالمدينة الساحلية نحو واقع افضل الى جانب عدم الاحتكام الى قانون السلطة, الذي تم التجاوز عليه في كثير من الاحايين ما اوقعها بشباك البيروقراطية «عدو» الاستثمار الاول واصبح الترهل والتباطؤ وغياب المساءلة عناوين واضحة لكل مراقب.
ما زال هناك متسع من الوقت للعمل في العقبة اذا ما احسن التدبير وترتيب الاولويات, فبعد مرور نحو عقد ونصف على اطلاق منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ما يزال هناك حديث عن قصور في تطوير البنى التحتية فضلاً عن اسعار المياه المرتفعة مقارنة بمناطق سياحية مجاورة في دول الاقليم ونقص «فاضح» في المرافق التعليمية والخدمية والفندقية والمستشفيات اضف الى ذلك كله طريق سريع «هَرِمْ» ورحلات جوية محدودة بواقع رحلة صباحية واخرى مسائية!
كان من المؤمل ان تصبح العقبة انموذجاً رائداً لأردن الغد ورافداً حقيقياً للاقتصاد الوطني، فعلى الرغم من اقبال القطاع الخاص على الاستثمار في «المنطقة» الا ان حجم المشروعات قيد الانشاء ما زال متواضعاً ودون مستوى طموح الرؤية الملكية، اذ ان العديد من المرافق المساندة للسياحة ما زالت غائبة او مغيبة!
ملفات ساخنة تم طرحها في الندوة التي عقدها–مركز دراسات الرأي–بالتعاون مع سلطة العقبة الخاصة، اجمع خلالها المشاركون ان الطريق ما يزال طويلا، رغم ما تم إنجازه حتى الآن مقارنة بالرؤى، ولم يخفِ رئيس السلطة الدكتور هاني الملقي أنه تلقى إشارات إيجابية واضحة بدعم حكومي غير مسبوق لتبقى العقبة ثغراً حقيقياً وباسماً تنفيذاً للتوجيهات الملكية واستجابة لمتطلبات النهوض بنوعية الاستثمار وحجمه.
العقبة تجربة جديرة بالاهتمام والمتابعة وعلى القطاع الخاص ان يتولى زمام المبادرة ويقود تطوير المنطقة ويبادر الى تقديم الحلول السريعة للقيام بدوره الوطني، ومن واجب الحكومات ان تمهد الطريق أمام حركة الاستثمار من اجل تعظيم المنتج السياحي والوصول الى الهدف المنشود في جعل العقبة مقصداً للسياحة المحلية والعالمية فالتحديات التي تعصف بالاقليم مطلوب استثمارها لتنعكس فرصا ايجابية ليس على العقبة فقط بل على طول البلاد وعرضها.