تعوّدت ان تصلني رسائل على صندوق الوارد تحمل نسخة من قرار لم ينشر بعد، لشارع حيوي مضاء نهاراً ،لسيارة حكومية تقف منتصف الليل أمام «الكنتاكي»، لماسورة مياة 3 انش «بتنشّب» ، وفي احسن الأحوال صورة باقة ورد مكتوب تحتها صباح الخير، او صورة لـيدين في وضعية دعاء تتمنى لي «جمعة مباركة» يوم الثلاثاء..أما ان تصلني صورة لــ»معّاطة جاج» فهذا لم اعتده من قبل...
الذي أعجبني بالصورة أنها مأخوذة «كلوز»- حسب المصورين- على سعر الدجاج الحي ،حيث لامس سعر الدجاج الخام ليوم أمس الدينارين وربع بحسب خطّ «صاحب المعّاطة» ..وفي عمق الصورة خلف لوحة السعر ثمة دجاجة تدير ظهرها للمصور وأخرى ترفع رجل وترخي الأخرى على طريقة مايا دياب في كليب يا «نيالي»...والثالثة متأثرة جداً بكيم كاردشيان حيث تلتفت الى الخلف بأنوثة طاغية حيث «طجّ» المصور صورته...
ديناران وربع ثمن كيلو الدجاج الحي..قبل الذبح وقبل النتف وقبل التنظيف فكم ســ»يوقّف» علينا كيلو الدجاج الصافي في هذه الحالة ؟ ماذا يفعل ابو العيال الذي لديه سبعة أولاد كل ولد لديه «حنك» خرافي، فدوار الداخلية بالنسبة لهم مجرد بسكويت «اوريو» ...هل يأخذهم برحلة علمية تثقيفية الى محل «النتّافات» ليريهم الدجاج في الأقفاص ويشرح لهم عن أجزاء الجاجة وكل جزء كيف كان يؤكل في زمن الرخاء..»الراس يابا..بنفك الزقم وبتطول اللسان..وبعدين غمض واقرطه يابا طري لا تخاف»...»الفخذ..يوم يكون محمّر..بتقزعه بالنص وبتعضّ الهبرة اللي لافه حوالين العظمة..فيسأل الولد أباه: يابا المفصل تبع الرجل بيتّاكل..؟ ...الأب: آه يابا كان يتاكل...فيسأل آخر: والرقبة يابا؟..الأب: الرقبة زي نقاشات مجلس النواب يابا بتضيع وقتك معها وبتطلعش بنتيجة...» وبعد ان تنتهي الجولة التثقيفية مع الاولاد بمحل الدواجن يعودون الى البيت وقد انبسطوا ايّما انبساط...
بالمناسبة لقد جرب الأردنيون التشارك في كل شيء لتخفيف النفقات، المتوجهون الى نفس الجهة ما زالوا يتشاركون بـ»تاكسي» لتخفيف التكلفة على انفسهم ، بعض المحامين يتشاركون في المكتب ليخفضوا ايجار الشقة، الأطباء الجدد يتشاركون في العيادة ، هل سيلجأ المواطن ليشارك أخاه المواطن بشراء جاجة عند الشراء ويتقاسمونها قسمة الغرماء ...وقد يحدث ان ينادي «صاحب المعاطة» الشركاء.. اكتب الجاجة باسم مين يا اخوان ؟ فأجيبه: باسم احمد حسن الزعبي وشريكه...ثم انبهه :للاطمئنان اكتب تصرف للمستفيد الأول...
واذا ما استمر سعر الدجاج الحي بالارتفاع هل سنلجأ إلى الاكتتاب عند عمل «صدر مقلوبة»..فننشر في صحيفتين يوميتين...»غداً يفتتح باب الاكتتاب لطبخة المقلوبة ذات المساهمة العامة»..او نرى بالخط الأحمر في الصفحات الاعلانية: فرصة استثمارية مميزة ..للمهتمين فقط: مطلوب مستثمر أردني «جاج» للمشاركة في دجاجة مميزة 1800 غم ،مرقمشة، تطل على قفصين وتبعد عن المعاطة 3 م، السعر بعد المعاينة...
آآآخ..غذّيني يا كرمة العلي