آخر الأخبار
  18.4 مليار دينار موجودات صندوق استثمار الضمان حتى الشهر الماضي   ولي العهد يترأس اجتماعا للاطلاع على البرنامج التنفيذي لاستراتيجية النظافة   قرار حكومي جديد بخصوص أجهزة تسخين التبغ والسجائر الالكترونية   إجراءات حازمة بحق كل من ينتحل شخصية عمال الوطن   إرادة ملكية بقانون الموازنة .. وصدوره في الجريدة الرسمية   بتوجيهات ملكية .. رعاية فورية لأسرة من "ذوي الإعاقة"   منتخبا إسبانيا وإنجلترا يقدمان عرضين لمواجهة النشامى "وديًا"   استطلاع: 80% من الأردنيين يرون مشروع مدينة عمرة مهما   الأردن الرابع عربيًا و21 عالميا في مؤشر نضج التكنولوجيا الحكومية   التربية تنهي استعدادها لبدء تكميلية التوجيهي السبت المقبل   تحذير أمني لمالكي المركبات منتهية الترخيص في الاردن   الدفاع المدني ينقذ فتاة ابتلعت قطعة ثوم في الزرقاء   "المياه" تدعو المواطنين للتحوط بسبب وقف ضخ مياه الديسي لـ4 أيام   الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يعتزم إطلاق دوري الأمم الآسيوية   تعديل على ساعات عمل جسر الملك حسين الثلاثاء   قرارات مهمة من صندوق الإقراض الزراعي   وقف واسع لضخ المياه في العاصمة والزرقاء (أسماء مناطق)   العموش يسأل الحكومة عن تحركات السفير الأمريكي الجديد   إثر خلافات .. القبض على سيدة وضعت مادة مخدرة لزوجها للإضرار به   هاشم عقل يكشف عن نسب الانخفاض في اسعار المحروقات

العراق.. البداية والنهاية!

{clean_title}

تعالوا نتفق على ان «القاعدة» ولادّة، ومن رحمها خرجت تنظيمات متطرفة دموية تتناسل وتتكاثر على شكل تنظيمات متوحشة عديدة، وفي مقدمتها تنظيم «داعش» وهو الاكبر فيها والاقوى بينها. وقد وجدت هذه التنظيمات، بكل اسمائها والوانها، بيئة عربية خصبة ساعدت على استيطانها وتوسعها وانتشارها، واول هذه العوامل المساعدة تتمثل في غياب العدالة، وانتهاك حقوق الانسان، وانتشار الفقر والبطالة، وغياب الوعي الوطني والقومي، ووجود خلل في مناهج التعليم، وتراجع الحياة الثقافية، وبالمقابل انتعاش وانتشار الخطاب الديني المتطرف المدعوم بالاموال والاعلام من جهات كثيرة، والتحريض على تدمير الحضارة وقتل كل ما هو جميل في حياتنا.
واليوم، هناك مشهد اقليمي مضطرب ضاعت في تفاصيله البوصلة العربية، وعمته الفوضى والعنف والتفكيك والتفتيت، بهدف اعادة تشكيل المشهد وتكوينه، وسط صحراء التيه العربي، على قاعدة المصالح والاهداف غير العربية، وأعني تواجد كل الاطراف التي سال لعابها واغراها وجود الفراغ العربي الكامل، الذي وجدت فيه فرصة تاريخية لتحقيق اهدافها الاقليمية، وبالتالي طمس الهوية العربية.
الثابت ان بداية المشروع كانت في العراق. وكلنا نذكر ان الادارة الاميركية اعلنت فوراحتلال بغداد، عن ولادة مشروع الشرق الاوسط الجديد، بهدف تغيير انظمة وخرائط وحدود وشعوب في المنطقة، كما طرحت شعارالفوضى الخلاقة، وهي الفوضى الهدامة التي جلبت العنف والارهاب وكل الشرور التي ضربت الاقطار العربية، وجلبت ما هو اسوأ تحت عنوان الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان.
واذا كان العراق هو البداية، ارى ان في العراق بداية النهاية ايضا، حيث يتم الان وضع اللمسات الاخيرة على نهاية المشهد، ولكن بطريقة خاطئة مرة اخرى. فالمعركة مع «داعش « قاربت على نهايتها، حسب تصريحات الحكومة العراقية. ولكن يحتاج العراق الى ما هو أكثر من الحسم العسكري، لأن الخشية من تناسل وتناسخ تنظيمات اخرى من رحم «داعش» في كثير من المحافظات العراقية، اذا ظلت التربة خصبة والاحوال على حالها، واعني غياب العدالة والشراكة، وممارسة الاقصاء والمراوحة في حالة النكران، خصوصا بعد استحضار العامل الطائفي والحشد المذهبي والعرقي في الحرب ضد داعش، وهذا الواقع سيظل كما السيف المسلط على جسد العراق المهدد بالتقسيم.
وبمناسبة الحديث عن العراق، اول المشهد وآخره، من الواجب التحذير من دخول الميليشيات المسلحة وقوات البشمركة الى المدن والقرى، فالفراغ قد يداعب مخيلة القيادة في اقليم كردستان، وقد يدفعها الى التوسع وضم المزيد من المساحات في منطقة كركوك والموصل الى الاقليم، خصوصا بعد ظهور عجز حكومة بغداد عن بسط سيطرتها على كامل الاراضي العراقية.
نقول، ان في العراق كانت البداية، وفيه النهاية، وبعده ستسقط قلاع الارهاب في بلاد عربية اخرى شرط ان يلجأ العراقيون الى الحكمة والعقلانية وأن يلتزموا بمصلحة العراق الواحد. نقول ذلك لأننا نشهد تسارع الاحداث والتطورات السياسية، رغم ضجيج العمل العسكري، كما نرى ونراقب التقلبات المتسارعة في المواقف والتحالفات، والانعطافات في السياسة الدولية، التي تعطينا شيئا من التفاؤل بان العاصفة وصلت الى نهاياتها، بعد فشل المشروع المشبوه ووصول اصحابه الى طريق مسدود، ولأن الدول الكبيرة تعمل من اجل مصالحها، ولا تضحي من اجل علاقاتها.