نتفيأ هذه الايام ظلال هذه الذكرى المجيدة، فتعريب الجيش العربي أصلاً، بالتخلص من القادة الاجانب ، كان مرحلة فاصلة في تاريخ الاردن الحديث، فالجيش العربي الذي كان نواة جيش الثورة العربية الكبرى، يثبت في كل يوم، وفي كل مرحلة حاسمة من تاريخ امتنا العربية الماجدة، انه جيش لكل العرب.
امتد هذا الجيش في كافة بقاع المعمورة، فحيثما توجد معاناة انسانية.. يكون، إما من خلال قوات حفظ السلام المسلحة، او المراقبين الدوليين، او ارسال المستشفيات الطبية الميدانية، لله درك ايها الجيش... من يقول ان هذا جيش دولة صغيرة الحجم ، قليلة الموارد، وهو يقدم هذا العطاء كله، الذي لا تقوم به سوى جيوش الامبراطوريات والدول العظمى !.
دعوة الحق لدينا، نفحة هبًت علينا، ارسال الله الينا سيد الكون محمد، فهذا الجيش الذي يطلق عليه الجيش المصطفوي، يطبق قواعد الاشتباك الاسلامية الحقًة، لا تقطعوا شجرة، ولا تقتلوا طفلا، امرأة، شيخاً، الى اخر هذه الوصايا الانسانية النبيلة، فلم تسجل بحقه حادثة واحدة تنتهك فيها حقوق الانسان، في اي مكان تواجد فيه.
تربينا في مدرسة الجيش العربي، على الكرامة، والعزّة، والرجولة، والصدق، وطهارة اليد واللسان والسلاح، فلم يسجل حالة فساد واحدة، في تاريخ جيش النشامى.
قاتل بشرف، عندما كان القتال ضرباً من الجنون ، نتيجة عدم توازن القوى، عندما واجه الجندي عشرات الاعداء الصهاينة، وعندما كانت السرية تواجهها الوية مجحفلة، في معارك فلسطين المقدسة والحبيبة، حتى ان بعض وحداته ابيدت بالكامل، وقاتلت بشرف حتى اخر جندي، وكان الضابط يسبق جنوده في ساحات الوغى.
عندما انظر الى بعض الجيوش العربية ، وللاسف الشديد، اشعر بمرارة، وغصة، ويزول طعم المرارة عندما يحضر في خاطري جيشنا العربي، لدينا على الاقل شمعة مضيئة، في هذا الظلام الدامس.
بهذه المناسبة، ابارك للوطن الحبيب ،قيادةو شعبا، وجيشا، ، واعادها الله علينا وقد زالت هذه الغيوم من سماء امتنا العربية جمعاء.